هجمة على الأوفر… صحّة اللبنانيين ضحيّة الأزمة
صدى وادي التيم – إقتصاد/
رأساً على عقب تبدّلت حياة اللبنانيين، فقدوا رفاهية العيش وأصبح “العزّ للرز” في وطن يمرّ بأسوأ مراحله؛ فالأزمة شقّت طريقها بشكل مباشر وبلا استئذان إلى عقر دار الجميع، غيّرت أسلوب حياتهم وعاداتهم، حتّى أن نظامهم الغذائي لم يسلم من ثقل وطأتها! ووسط الانهيار الكبير للعملة الوطنية وتآكل القدرة الشرائية المستمرّ للأفراد والأسر، وجد هؤلاء أنفسهم مرغمين على استبدال “ما يهوون ويشتهون” بما تمكّنوا من تأمينه من مواد أساسية من السلة الغذائية.
عروس السفرة اللبنانية “التبولة” لم تعد تزيّن الموائد، “مشاوي الآحاد” تخلّفت عن مواعيدها الأسبوعية، المازات اللبنانية تقلّصت كميّاتها، طبق “الأرز بالدجاج” قلّت مناسبات تقديمه و”الكبّة” الأشهر غابت عن جمعة العائلة!
37% من المقيمين على الأراضي اللبنانية أصبحوا في حالة من انعدام الأمن الغذائي، 1.46 مليون لبناني يعيشون “أزمة” أو ما هو أسوأ.. الحال صنّفتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي بالطارئة! موجة الغلاء غير المسبوقة، التي تشهدها البلاد، لم تستثن أحداً، فكان حلّ غالبية اللبنانيين بالحرمان من مواد وأصناف غذائية والاستعاضة عنها بالبديل “الأرخص على الجيب” ولكن ماذا عن الكلفة الصحيّة؟
“ربّ ضارّة نافعة”
تفلّت سعر صرف الدولار في السوق الموازية وتداعياته على الأسعار، فرض نمطاً غذائياً جديداً على اللبنانيين الذين تخلّوا عن عاداتهم الغذائية القديمة واكتفوا بشراء الأساسيات. هذا التحوّل قد يحمل إيجابيات في طيّاته، فنسب البدانة خاصّة لدى الأطفال انخفضت نظراً لعدم قدرة الأهل على شراء “ما يطلبه الأبناء من وجبات سريعة وخفيفة، تتضمّن كميات عالية من الدهون”. توضح إختصاصية التغذية إليز الحداد لـ”لبنان 24″ أن “الأطفال باتوا يعتمدون في وجباتهم الخفيفة “السناك” على الأطعمة الصحيّة من المنزل”.
تفلّت سعر صرف الدولار في السوق الموازية وتداعياته على الأسعار، فرض نمطاً غذائياً جديداً على اللبنانيين الذين تخلّوا عن عاداتهم الغذائية القديمة واكتفوا بشراء الأساسيات. هذا التحوّل قد يحمل إيجابيات في طيّاته، فنسب البدانة خاصّة لدى الأطفال انخفضت نظراً لعدم قدرة الأهل على شراء “ما يطلبه الأبناء من وجبات سريعة وخفيفة، تتضمّن كميات عالية من الدهون”. توضح إختصاصية التغذية إليز الحداد لـ”لبنان 24″ أن “الأطفال باتوا يعتمدون في وجباتهم الخفيفة “السناك” على الأطعمة الصحيّة من المنزل”.
كذلك، خفّت نسبة استهلاك المشروبات الغازية وهي مشروبات بلا أي قيمة غذائية حقيقية، فهي خالية من الفيتامينات وغنية بالأصباغ والنكهات الاصطناعية والسكر، ما يجعلها مصدراً للمخاطر الصحية.
بديل أوفر.. ضار وخطر؟!
الأزمة نسفت “سلّة اللبنانيين المعتادة” وبات من الصعب عليهم تحمّل كلفة نوعية معيّنة من الأغذية كالألبان والأجبان واللحوم الحمراء والدجاج، بحسب الحداد، التي تشير الى أن “الهمّ أصبح اختيار المواد الغذائية الأوفر من سلة الغذاء”، مضيفة أن “الغلاء دفع بالافراد الى اللجوء لأطعمة تتضمّن النشويات والدهون”.
وتشرح الحداد لـ”لبنان 24″ أن الواقع الغذائي الجديد والتوجّه الاستهلاكي للبنانيين يفقدهم عناصر عذائية مهمة كالبروتيانات الحيوانية والفيتامينات الموجودة في اللحوم والأسماك (كالفيتامين ك، الفيتامين ب 6، ب 12، النياسين..)، لافتة الى أن البروتينات النباتية التي يحصل عليه الجسم بالمقابل من الحبوب قد تكون بديلاً ملائماً للحيوانية.
وتشرح الحداد لـ”لبنان 24″ أن الواقع الغذائي الجديد والتوجّه الاستهلاكي للبنانيين يفقدهم عناصر عذائية مهمة كالبروتيانات الحيوانية والفيتامينات الموجودة في اللحوم والأسماك (كالفيتامين ك، الفيتامين ب 6، ب 12، النياسين..)، لافتة الى أن البروتينات النباتية التي يحصل عليه الجسم بالمقابل من الحبوب قد تكون بديلاً ملائماً للحيوانية.
أمّا في ما يخصّ الألبان والأجبان، فتشير اختصاصية التغذية الى أن “معظم من يشتري هذه الأصناف يختار “البلدية” والتي تتميز بمدة صلاحية قصيرة وبالتالي تفرض أن يكون الاستهلاك سريعاً”، موضحة أن “شراء المواد الغذائية كالجبنة البيضاء البلدية قد لا يتخطّى المرة الواحدة في الشهر لبعض الأسر، نظراً لارتفاع سعرها في السوق. ويكون الاتكال في ما تبقى من الأيام على الأجبان المصنّعة “المطبوخة” والتي تؤمن بدورها جزءاً من الكالسيوم والفيتامينات والمعادن الأساسية إلّا أنها تحتوي على نسبة كبيرة من المواد الحافظة، الزيوت المهدرجة والدهون المشبعة”، ما يشكّل خطورة على الصحة، إذ انها تتسبب بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ما يعرّض الأفراد للإصابة بتصلّب الشرايين والأوعية الدموية.
وتحّذر الحداد من الاعتماد على الأطعمة “المعلّبة” في النظام الغذائي، مثل لحم اللانشون المصنوع من اللحم المصنّع والمطحون مخلوطًاً بالتوابل “المرتديلا”، وتؤكّد أن “كل الأطعمة المعلّبة تحتوي على دهون مشبّعة وهي مواد خطرة للصحة”.
وعن الأمراض المرافقة لهذا التغيير الغذائي، تلفت الحداد الى ارتفاع عدد الاصابات بمرض السكري type 2، وزيادة نسبة من يعانون من ارتفاع الكولسترول والتريغليسيريد في الدم وبالتالي زيادة عدد المصابين بأمراض القلب والشرايين.
النظام الغذائي المتكامل.. والأوفر
“إذا ما كان عندك لحم ضاني، عليك بالمحمصانيّ”.. صحّ القول! فالحمّص من الحبوب الغنية بالمواد الغذائية كالبروتينات النباتية اللازمة للجسم والكربوهيدرات المركبة التي تساعد في تنظيم امتصاص السكر في الدم وخفض مستوى الكولسترول.
وتؤكّد إختصاصية التغذية لـ”لبنان 24″ أن “الحبوب كالعدس والفاصولياء والحمص هي مواد غنية بالبروتينات النباتية وتؤمن كحصة غذائية ما تومنّه حصة صدر دجاج من عناصر غذائية”، وبالتالي يمكن الاستعاضة بها عن البروتينات الحيوانية.
وتنصح الحداد اللبنانيين بالعودة إلى النظام الغذائي اللبناني التقليدي وتناول “الفول والحمص والمتبّل” على الفطور مثلاً، لأنها تمنح الجسم ما يحتاجه من فيتامينات ومعادن وبروتينات، كما أنها خالية من الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم.
كما تشدد على ضرورة الإكثار من شرب الماء للتعويض عن كمية السوئل التي اعتاد الأفراد الحصول عليها من المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.
وتلفت أيضاً الى ضرورة تناول الوجبات الأساسية و”السناك”، مشيرة الى أن حصة الوجبة الخفيفة يمكن أن تكون من موجودات المنزل من خضار وفواكه، كما أنه يمكن تحضير حلويات منزلية من عناصر صحية كالدبس.
المصدر: لبنان٢٤