شو بتعرف عن ” أرز لبنان”
صدى وادي التيم – لبنانيات/
شجرة الأرز اللبناني مش بس مجرد شجرة لحتى اخترناها شعار لعلم الوطن.…
تاريخيًّا، الفراعنة قبل ٣٠٠٠ سنة وأكتر ، اشتروا خشب الأرز من جدودنا الفينيقيين، استعملوه بالبناء واستخرجوا “زيت الأرز” واستعملوه كمادة أساسية بالتحنيط.
بنى الفينيقيون – وهم أول بحارة في التاريخ – السفن العظيمة من خشب الأرز.
استعمل هذا الخشب في بناء هيكل سليمان، واستعمله الرومان لبناء المعابد، وكانت كل غزوات الحضارات القديمة من بلاد ما بين النهرين حتى روما، تحتل لبنان طمعًا بالأرز اللبناني وخشبه…
ذكر الأرز في الكتاب المقدس حوالي ٧٣ مرة، وكان يعتبر في الاديان القديمة شجرا مقدسًا يطرد الشياطين.
استعمل الملك نبوخذنصر خشب الأرز في بناء قصره في بابل واستعمله للسقف والأبواب قبل اكثر من ٢٦٠٠ سنة.
وأكثر ما يميز الأرز اللبناني هو عمره، حيث تجاوز عمر بعض الأشجار في لبنان ٣٠٠٠ عام!
إن ما يساعد الأرزة في العمر هو الصمغ الموجود في داخلها حيث أنه مر لا تستطيع الحشرات تجاوزه، ما جعل الخشب صعب التحلل ، إلا أن النحل وحده هو الحشرة الوحيدة في العالم التي تتغذى منه (وسنتكلم في منشور لاحق عن مميزات عسل الأرز اللبناني)
يصل طول شجرة الأرز حتى ٤٥ مترًا، وعرضها ل ٣٠ مترًا، وتمتد جذورها بالأرض ضعف طولها.
يزيد طول الأرزة كل سنة حوالي ٧ سم، وتبدأ بإنتاج الأكواز عند عمر ال٤٠، ويحتاج الكوز ٣ سنوات للنضوج.
شجر الأرز أخضر في كل الفصول، حتى عندما تغطيه الثلوج، إنه رمز للخلود…
شجر الأرز موجود في عدة بلدان في العالم إنما الصنف الموجود في لبنان يعد الأرز الحقيقي، ويتميز بميزات عدة، أهمها شكله المستطيل، واسمه العلمي “cedrus libani” .
أرز الرب في لبنان مصنف كموقع للتراث العالمي من قبل منظمة ال UNESCO.
يتوقف الأرز عن النمو بالإرتفاع عن عمر ٩٠ سنة تقريبًا ثم ينمو بالعرض، كأنما أغصانه تنحني للرب خشوعًا وتواضعًا.
كل فاكهة الأشجار تنمو نحو الأرض ليقطفها الانسان… إلا شجرة الأرز ينمو الكوز فيها نحو السماء، رمزًا للقدسية.
فالأرز هو رمز اللبناني، متواضع كأغصانه وشامخ ككوزه وخالد كلونه وجبّار كصلابة خشبه…
يعتبر هذا الشجر مهدد بالإنقراض بسبب التقطيع الذي تعرض له منذ آلاف السنين، فبعد أن كان يغطي كل جبال لبنان أصبح اليوم متواجدًا بالمحميات لحمايته من الانسان.
التواصل الاجتماعي