اللّقاءُ الثّقافيُّ في لبنان: فسحةُ نورٍ شبابيّةٌ وسطَ تفاقم الأزماتِ

 

صدى وادي التيم-فن وثقافة/

 المشهدُ الثقافيُّ في لبنان يشبِهُ إلى حدٍّ بعيد المشهد السياسيَّ واقعًا، من حيثُ الجمود، والمشهدَ الاقتصاديّ والاجتماعيّ لناحية الانهيار المتزايدِ يومًا بعدَ يوم.

وفي خضمِّ هذا المشهد، انطلقَ اللّقاءُ الثقافيُّ في لبنان، من خلال فكرةِ إيجاد فسحةٍ شبابيّةٍ تجمع الشّبابَ اللبنانيَّ حول قضايا الأدب والفلسفة والشِّعر والرّواية.

وقد ابتدأ هذا اللّقاء مع البقاعيَّيْن أحمد شيبان وزينب شعلان، حيثُ إنّهما أطلقا الفكرة مع مجموعةٍ من الشّباب المتحمّس السّاعي إلى إحداثِ فجوةٍ في جدارِ الجمود الثّقافيّ العامّ.

اللّقاءُ الثّقافيُّ هو ممرُّ عبورٍ إلى أسمى غايات الإنسان من تقدّمٍ فكريٍّ وحضاريٍّ، وإدراكِ الجوهرِ الإنسانيِّ بعظمته وعمقه الوجدانيّ. يمثّل هذا اللّقاءُ جذوةَ النّهضة من الرّكود الاجتماعيّ المشبّع بحياةٍ نمطيّةٍ خاويةٍ إلى حياةٍ مترفةٍ بالغذاء العقليٍّ السّليم الّذي يشقُّ معابرَ الحرّيّة الحقيقيّة براياتها السّلميّة، وفقَ الناشطة في اللقاء غيداء الكريّم. فهوَ أحدُ أهمّ الرّكائز الّتي تهدف إلى بناء قاعدةٍ أساسيّةٍ للفكر الحُرّ وتقشير الغلاف المؤطّر بمحدوديّةِ العقل؛ لتفتح بذلك سبل العلم والمعرفةِ والارتقاء.وهو شعلةُ النّور بمداد وهجها المستمرّ الّذي لا ينطفئ.

 وتضيفُ الكريِّم لموقعنا: “لا ريبَ أنه يساهمُ في قفزةٍ ثقافيّةٍ بارزةٍ وواضحةِ المعالم من خلالِ ما يستثمرُه من عقولٍ وأفكارٍ ونقاشات بنّاءةٍ، تتيحُ لكلّ كلمة أو سؤال أو استفسار من أن يلقى ذاته في حلقةٍ واسعةٍ وعميقةٍ من المعارف والمعلومات، والآراء الّتي تتمدّدُ لتطالَ مجموعةً شاملةً من الاكتساب والانجذاب، والحثّ على واجب الإنسان في السّعي إلى التّقدّم المعرفيّ، فهو لا شكَّ من الوجوه الأساسيّة الّتي تضيف لمسةً جماليّةً على ثقافة المجتمع”.

أمّا على الصّعيد الشّخصيّ، لقد أضافَ اللّقاءُ الثّقافيُّ للكريّم وزملائها وزميلاتِها بصمةَ حبّ وتشجيعٍ على المعرفة بكلّ معانيها النّفسيّة والعلميّة. فهو، كما تقول” عائلتي الّتي أحومُ داخلها كفراشةٍ لا تهدأ، أحلّقُ معها إلى اللّاحدود بعبثيّة الجمال المعرفيِّ اللّامتناهي، علاوةً على ذلك، أستشعرُ داخلها براحة الإنسان العميقة عندما يعود إلى جذورِه الفطريّة المفعمةِ بالحبّ، دون تعصّبٍ أو تطرّفٍ. الانتماء إلى الحبّ فقط شعارنا الأوحد”.

يتمُّ تعزيزُ هذا اللّقاء من خلال إعطائه الحقّ في أن يستمرَّ كشرطٍ أساسٍ من شروطِ التّغيير، وأسلوبٍ من أساليبِ القضاءِ على الجهل، ودعمهِ بالإيمانِ به كمصدرٍ مهمّ للمعرفة؛ ليستطيعَ أن يعلي كلمته، ويغطّي كلّ الأراضي اللّبنانيّة. وعلى الدّولة أن تؤمن به وتدعمه. وعلى اللّقاء أن يتخطّى كلَّ العقباتِ بإصراره الحيّ ليُحقّقَ هدفه النّبيل، وأن يكونَ منبرًا فعّالًا لا يستكينُ لتلاقي الأدب والشّعر والفنّ، كما الآن وأكثر.

وفي الختامِ، توجّهُ الكريّم رسالةً لكلّ فردٍ من أفرادِ هذا الوطن، أن يعتليَ صهوةَ الحبّ والمعرفة، وألا يغادرَ قبل أن يكونَ شعلةَ نورٍ، ومنارةَ فكرٍ،وأن يُحرز هدفًا نبيلًا في هذه الحياة.

يأتي هذا اللقاءُ ليكونَ بصيصَ نورٍ وسط ضبابية المشهد برمّته، وليجمع شبابًا وشابّات من مختلفِ المناطق اللبنانيّة، ومن شتّى المشارب الفكريّة والمناطقيّة، وليكون فسحةً للنّقاش البنّاء والهادف، لا أن يكون مكانًا للتّراشق الإعلاميّ والسّياسيّ والمذهبيّ، الذي ملَّتْ منهُ البلادُ والعباد.

زياد العسل_ خاصّ “الأفضل نيوز”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى