رمزٌ اجتمع الجبل على محبته.. المطران أوغسطين البستاني حليف المختارة وابن جيل لبنان الكبير
صدى وادي التيم-لبنانيات/
صفحات مشرقة عرفتها العلاقة الدرزية المارونية في القرن الماضي. صفحات يذكرها التاريخ ويبيّن دور وتأثير شخصيات كرست العيش المشترك والتأزر الإنساني بقوة الحوار والمحبة وروحية السلام..
مثلث الرحمة المطران أوغسطين البستاني إبن بلدة دير القمر الشوفية، رمزٌ إجتمعَ أبناءُ الجبلْ بموحديه الدروز وموارنتهِ وطوائفهِ على محبةِ وإحترامهِ. فاستحق لقب المطران الجامع.
رسمَ المطران البستاني بحكمتهِ ورؤيتهِ مع الموحدين الدروز ملامحَ جديدةً للعلاقةِ المارونيةِ الدرزية.
رافقَ المطران البستاني تاريخَ لبنان منذ ما قبلَ إعلانِ دولةَ لبنان الكبير، وبرزَ دورُه الوطني في السعي مع الفرنسيينَ والجنرال غورو بتكريسِ اعترافٍ عالمي بقيامِ دولةِ لبنانَ الكبير.. وأولُ من إطلعَ على النشيدِ الوطني اللبناني في العام 1926، المطران أوغسطين البستاني.
اثار المطران البستاني التنمويةْ والثقافيةْ والإجتماعيةْ والكنسيةْ لا تزالُ شاهدةً على رؤيتهِ الثاقبة، وهو من شجعَ على تأسيسِ المدارس وساهمَ ببناءِ الكنائس.. ومن مبادراتِهِ الإنمائيةِ أيضاً المساهمة في جر مياه الشفة الى بلدةِ بعقلين.
عُرفَ المطران البستاني بقربِهِ من دارِ المختارة وزعامتِها.. إنسانياً وإجتماعياً وثقافياً وسياسياً.. ولعقودٍ من الزمن، كان سنداً وداعماً للست نظيرة جنبلاط بعد مقتلِ زوجهِا فؤاد بك جنبلاط، فجسّدَ الأبَ الروحيَّ والصديقَ الوفي للعائلةِ الصغيرة، إذ تابع من كان يصفِهُما بـ “ولدينا الملاكين كمال وليندا” في مختلفِ فتراتِ حياتهِما.
31 تشرين الأول من العام 1957 كان يوماً أليماً عاشَه الجبل ولبنان.. يومٌ دمعتْ فيه عيونُ وقلوبُ أهل الجبلِ بجناحيِهِ على رحيلِ المطران أوغسطين البستاني. وفي لحظةِ الوداعِ الأخيرْ، كانَ أولُ الوافدينْ المعلمُ كمال جنبلاط وشقيقتُه ليندا.
غادرَ المطران أوغسطين البستاني هذه الدنيا، غادرَ المطران الجامع، مطرانُ السلام ِ والحوار ومن لقّب بمطران الدروز.. ونستذكرُ اليوم من كان ركنا من الأركان التي صانت الجبل بقيم المسيحي المؤمن واللبناني العريق.