لبنان ينتظرُ موسمَ الأعياد بفارغ الصبر… فهل سيأتي الفرج؟
صدى وادي التيم – لبنانيات /
في كلّ عامٍ تبقى أنظارُ الّلبنانيين متوجهةً إلى آخر أيامه، وكأنّها اللّحظاتُ الأخيرة المنقذة لغريقٍ معلقٍ ب “قشة”.
فبعد انتهاء موسم السّياحة الصّيفي الذي ينعشُ الاقتصاد قليلًا، ينتظر المواطن الّلبنانيُّ عيدَي الميلاد ورأس السّنة؛ لبثِّ الحياة من جديد في الاقتصاد الّلبنانيّ، لعّل الشتاء القاسي يمرُ بسلامٍ ودون جوعٍ.
هو الموسمُ الذي يزرعُ البهجةَ في قلوب الّلبنانيّين، فمع كلّ السّلام الذي يحملهُ، يأتي مرفقًا بقليلٍ من الخلاص, كونه يُنعش اقتصادَ البلد وبالتالي جيوب المواطنين.
يتطلعُ أصحابُ المقاهي، المطاعم، الفنادق، وغيرهم الكثير كلَّ سنةٍ لتحقيق المزيد من الأرباح في هذا الموسم، مع ما يعيشه لبنان من أزمات على الصعد كافة.
في هذا الإطار, توقع رئيسُ نقابة مكاتب السّياحة والسّفر جان عبود في بيانٍ له أن “تكون الحجوزاتُ خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السّنة شبيهةً بحجوزات الموسم السّياحيّ
الذي شهده لبنان في موسم الصيف”وكشف عن أنَّ حركة الحجوزات في تزايدٍ متواصلٍ، حيث وصلت على متن الطائرات القادمة إلى لبنان نحو ٨٥٪، ومن المحتمل أن ترتفعَ لتصل إلى ١٠٠٪. وأكد عبود في بيانه أنَّ “هذه الحجوزات ستنعكسُ إيجابًا على الاقتصاد الوطنيّ”.
أما عن هويّة السّائحين القادمين للاحتفال بالعام الجديد في لبنان، يقول عبود: “إنّ معظم القادمين هم من الّلبنانيّين العاملين في الخارج، ولكنَّ نسبتهم ستكون أقلَّ مما كانت عليه في موسم الصّيف، أما نسبة السُياح العرب والأجانب القادمين إلى لبنان فستشهدُ ارتفاعًا ملحوظًا”.
أيامٌ قليلةٌ تفصلنا عن بدء عطلة الأعياد، ولكنها مفعمةٌ بالعمل حيث يستعدّ لبنان والّلبنانيّون لاستقبال هذا الموسم السياحيِّ على أكمل وجه. وبحسب نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر، فقد “تنشطُ مواقع التزلّج والسّياحة الشتوية أيضًا، في حال تساقطت الثلوج، الأمر الذي سيدرُّ المزيدَ من الإيرادات على خزينة الدولة”.
أما وزارةُ السياحة الّلبنانيّة فلها الحصة الكبرى لجذب السائحين، فبعد نجاح حملتها السّياحية التي أطلقت عليها “أهلا بهالطلة”، بدأت اليوم بحملةٍ جديدةٍ لموسم الأعياد التي تحملُ شعار “عيدها بالشتوية”. وقد أعلن وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار أنَّ: “مبلغ ٦ مليارات دولار دخل لبنان في موسم الصّيف”. فهل سيحصدُ هذا الموسم النسبةَ عينَها؟.
وسطَ الشكوك في الأرقام التي أعلنت عنها وزارة السّياحة بشأن الإيرادات في الصيف، كون لبنان يشهد ارتفاعًا على مستوى أسعار الخدمات، السلع، البضائع والأدوية، فضلًا عن السّماح للمؤسّسات السّياحية التسعيرَ بالدولار الأمر الذي أفقد البلاد صفة الأقل تكلفةً. وفي الإطار عينه يقول الخبير الاقتصاديُّ في صندوق النقد الدوليِّ سابقًا منير راشد: “إنَّ الأرقام التي أعلن عنها وزير السًياحة اللبناني ليست موثّقة، كون دائرة الإحصاء في مصرف لبنان لم تُصدرِ الأرقام الموثّقة على صعيد ميزان المدفوعات بعد”.
حققَ لبنان في صيف ٢٠٢٢ إيراداتٍ سياحيةً أاعتبرت الأعلى منذ العام ٢٠١٩، فهل ستتكرّر هذه التّجربةُ التي أنعشت لبنان في موسم الأعياد الشّتوي؟. تبقى الأجابة رهن السائحين الذي سيضعون أثقالهم لرفع كفّة اقتصاد الوطن قليلًا..
المصدر: ريما الغضبان – خاصّ الأفضل نيوز