كيف حصل الشاب الجنوبي مصطفى (16 سنة) على مبالغ تراوحت بين 700 ألف و2 مليون دولار’ من الناس
صدى وادي التيم – لبنانيات:
ضجّت مدينة صيدا بقضية القاصر مصطفى الشرقاوي (16 عامًا) الذي قيل أنه استولى على مئات آلاف الدولارات وهرب خارج البلاد. من المُتداول أن الفتى الشرقاوي أخذ أموالًا طائلة من مواطنين، واعدًا إياهم بأرباح سريعة، وبالفعل كان يُعطي من يشترك معه أرباحًا بشكل دوري، الى أن جمع مبلغًا ضخمًا (بين 700 ألف ومليوني دولار) وغادر لبنان متوجهًا الى نيجيريا حيث يقطن والده.
ولكن ما هي تفاصيل القصة التي شغلت صيدا؟ وما هو السيناريو المتوقّع للقضية؟
بداية، وفور انتشار الخبر على الشكل المُتداول، سارع الشرقاوي للتوضيح بمقطع صوتي عبر “واتساب”، مؤكدًا أنه لم يحتال على مشتركيه، وهو يعدهم بأنهم سيحصلون على أموالهم طالبًا الانتظار لفترة زمنية معيّنة. إلا أن بعض المشتركين رفضوا الانتظار وهم يطالبون بأموالهم فورًا.
والد الشرقاوي استعان بمحامٍ، قبيل إثارة القضية بنحو 10 أيام، وهو المحامي شربل نجم، الذي وصّف لموقعنا كل ما حصل، وما سيحصل من سيناريوهات.
نجم قال، إن الشرقاوي “بالمبدأ” هو خارج البلاد، ولكنه لا يتواصل معه، بينما تم توكيله من والد مصطفى الشرقاوي لمتابعة أمور الشركة التي يديرها نجله.
وأكد نجم أن الشرقاوي كان يُعطي مشتركيه أرباحًا كل أسبوع، وهناك ايصالات وأسماء للمشتركين، إلا أن الشركة ليست مسجلة بشكل قانوني، ولهذا السبب أراد والده توكيل محام لمتابعة أمور عمل نجله الذي يجني أرباحًا كبيرة”. ولفت الى أنه أسبوعيًا كان يُعطي للمشتركين مبالغ تصل الى 140 ألف دولار، وهناك مشتركين ربحوا أموال طائلة، وهو كان فقط يقوم بالتداول بالعملات الرقمية.
ولفت الى أن ما حصل، هو نتيجة انهيار أسعار العملات الرقمية عالميًا، مما سبب بخسائر للشرقاوي بقيمة 600 ألف دولار. عندها عدد من المشتركين (العدد الإجمالي تقريبًا 300 مشترك)، طالبوا بسحب أموالهم، عندها طلب الشرقاوي من نجم تسكير حسابات من يريد سحب أمواله وسلمني لهذه الغاية 256 ألف دولار.
وأضاف، “الجزء المتبقي (150 اسم تقريبًأ) منهم من لديه أموال لم يستردونها بعد، ومنهم من يطالب بأرباح، ولكن الشرقاوي كان يطلب منهم الانتظار لتعويض خسائره، وكنت أبحث مع والده بآلية دفع المبلغ المتبقي للجميع (300 ألف دولار تقريبًا)، وحينها “اختفى الصبي”.
وأكد نجم أن الشرقاوي لا يملك أي أموال اليوم، ورجّح أنه خسر ما تبقى معه من أموال (150 ألف دولار) بلعبة “الفيوتشر”. ولفت الى أن الشرقاوي أقام “شركته” من دون أن يُعلم عائلته بأي أمر، وأفراد العائلة تفاجأوا بما يقوم به مصطفى”.
ونفى أن يكون هناك أي ارتباط بين هذه القضية وقضية مقتل الفتى إيلي متّى (15 سنة) في عقتنيت ـــ صيدا.
وأفاد بأن والدة الشرقاوي تسعى لتأمين مبلغ من المال للبدء بتسديد المستحقات للمشتركين. ومن لا يريد أن ينتظر من المشتركين بإمكانهم تقديم دعاوى قضائية وحينها القضاء يقرر، واذا اعتبر القضاء أن بالأمر احتيال أو اختلاس سيتم توقيفه وهناك محاكم مختصة بالأحداث كونه قاصر.
ولفت الى أنه لا نية للشرقاوي بالاحتيال على الناس، والدليل أنه كان يدفع أرباحًا طائلة للمشتركين، وهو لم يطلب من أحد أن يضع أمواله معه. أما أرباح الشرقاوي فكانت نتيجة حصوله على نسبة ضئيلة من عمليات التداول بأموال المشتركين.
“ليبانون ديبايت” – أحمد شنطف