سجينة توقّع كتابها الثاني في سجن النساء بطرابلس !

صدى وادي التيم – لبنانيات/

نظمت “الجمعية اللبنانية الخيرية للإصلاح والتأهيل”، برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، حفل توقيع الكتاب الثاني للسجينة الكاتبة ظريفة دياب بعنوان “رياض السجناء” هو الثاني بعد مجموعتها الشعرية “وطني دار السلام” الذي سبق ووقعته ايضا في سجن النساء بطرابلس.

حضر الحفل الذي أقيم في باحة السجن الدكتور والكاتب جان توما ممثلاً راعي الإحتفال، النائب وليد البعريني، النائب طه ناجي، العقيد بهاء الصمد ممثلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، رجل الأعمال عماد المصري، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجّد، رئيسة المركز اللبناني للعدالة الدكتورة عائشة يكن، سمر خشمان ممثلة مديرة مؤسسة مخزومي مي مخزومي، نادين جبور ممثلة مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية، العميد الدكتورة هالة الشهال، المحامية ميرنا شاكر، مديرة السجن اوديل سعد.

بدرا

في الإفتتاح، أنشد الحضور النشيد الوطني اللبناني ثم تحدثت رئيسة الجمعية السيدة فاطمة بدرا وقالت: “ان تبدع في ظروف طبيعية هو أمر بديهي، لكن أن تُبدع في ظروف غير طبيعية فهذا إبداع يستحق صاحبه وسام الإكبار إعترافا بتضحياته في سبيل إنتاج أدبي نحتاجه في ظل الإنشغال بالواقع الإقتصادي عن الإنتاج الأدبي”.

أضافت: “يطيب لي أن أقف بينكم اليوم لنحتفي معا بتوقيع كتاب “رياض السجناء” للسجينة ظريفة دياب في نسخته الجديدة، وهو الكتاب الذي خطّت كلماته داخل السجن نزيلة لديها إرادة فولاذية ورسمت بحروفه إبداعات الإرادة ونسجت بكلماته أجنحة الحرية وخطّت بجمله بساتين العطاء، فغدت مثالا للمرأة التي تأبى إلا العطاء مهما كانت ظروفها، فتعطي وهي طفلة وتمنح وهي إبنة، تتكرّم وهي زوجة وتجود وهي أم”.

وقالت: “إنّ الآلام التي نعيشها اليوم على كافة المستويات جعلتنا جميعا في سجن كبير، قضبانه الحرمان وعقوبته الغربة وبؤسه البعد عن الأحبة وشقاؤه مرسوم على وجوه الأهل الذين لم يعد باستطاعتهم تأمين قوت لأبنائهم أو قلم يرسمون فيه احلاما لغد أفضل”.

وختمت: “سأرسل رسالتين عبركم إلى من يعنيهم الأمر، أولا بضرورة إيلاء السجون الأهمية القسوة وتسريع المحاكمات حتى يخرج البريء إلى الحرية فينضم إلى عائلته سندا ومساندا لها في هذا الواقع، وثانيا العمل على تخفيف مدة المسجونية لكل من يُبدع في تأليف وإبداع داخل السجن”.

توما

وألقى الأديب والكاتب جان توما كلمة نقل في مستهلها إعتذار وزير الثقافة عن عدم تمكنه من الحضور لإضطراره إلى المشاركة في إجتماع رسمي طارىء، وقال: “كلّفني تمثيله في هذا الحدث الثقافي الفريد من نوعه وأحمل لكم تمنياته للجمعية بدوام نجاح أعمالها، وتحياته لكل العاملين في المجال الإنساني مؤكدا على حضوره الإسبوع المقبل لتكريم الجمعية على أعمالها الإجتماعية الرائدة”.

أضاف: “أمام هذا العمل الثقافي الهام لا بد من التنويه بالأنشطة التي تقوم بها الجمعية على صعيد السجون والتوعية من أجل مكافحة المخدرات وهي تواصل تقديم خدماتها الإنسانية في طرابلس والشمال خاصة في رعايتها نزيلات السجون بالتعاون مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في تكامل وتعاضد من أجل مشاريع هادفة في ظل وضع السجون، وبالتالي فالكل مدعو إلى التكافل من أجل تأمين المستلزمات المطلوبة والسهر على تطوير خطط تنمية الأوضاع في السجون والعمل على ورش التأهيل الحرفي والرياضي والعلمي والثقافي”.

وتابع: “من هنا، فإن وزارة الثقافة تقدّر عاليا ما تقوم به الجمعية من رعاية دائمة لنزيلات السجون وفي مواكبة طاقاتهنّ الثقافية إذ لا يجوز أن يكون هناك قضبان بين العين والكتاب فمن حق نزيل السجون أن يتابع سعيه العلمي والثقافي إسهاما في رفد نفسيته وشخصيته بالعلم الذي يحرر.

ووزارة الثقافة تتطلع دائما إلى دعم المشاريع الثقافية الرائدة، ويأتي هذا الإحتفال تتويجا لعمل ثقافي منتج آت من هذه الرؤية في تشجيع الثقافة والكتابة لنزيلات السجون وهذا يتكامل مع رؤية وزارة الثقافة في تعميم المعرفة والنتاج الفكري وإحتضان المواهب والسعي إلى إكتشافها، ومواكبتها في المجالات والأماكن كلها، ومن هنا تأتي هذه القصة لتكتب تجربة لإستخلاص نهاية جميلة للعالم المنشود ولتثبت أن السجون مدرسة إذا أعددتها”.

وختم: “كل ورقة في هذه القصة “رياض السجناء” ترسم عالما جديدا برجاء وأمل ورغبة في المستقبل الآمن المسالم، بالتعاضد والتكافل والتعاون بين أعضاء المجتمع، مساعدة وتوعية وتضميدا لجراح الآخر وبمشاركة في افراحه وتعزيته في أتراحه، لا يستقيم مجتمع إلا بالتزام مكارم الأخلاق والإعتصام بحبل الإيمان الذي يشد المتعبين ويقوي المنكسرين ويرفع آمال اليائسين وينشر نور القلب في عتمة الزمن الصعب. هذه قصة من أرض الواقع عسى أن تلطف الأيام بالجميع وأن يسود الأمن والسلام ويعم الخير والإستقرار من أجل حياة أفضل كما تتمنى الكاتبة لقرائها الصحة والراحة والحرية”.

دياب

ثم تحدثت الكاتبة دياب فقالت: “في هذه اللحظة الخاصة في تأهيلي لعالم الأدب والمعرفة وإنطلاقي الثقافي بهدف الإصلاح والإنخراط السليم عبر المجتمع، لكم الدعاء بطول العمر والتوفيق على تخصيص أوقاتكم في سبيل العلم يا أهل العلم”.

ثم توجهت بالتحية إلى مديرة السجن “التي تقوم بمعالجة أقصى وأصعب الحالات وبلغة راقية في سبيل تأمين خلاصنا من اليأس وإنقاذنا من حالات اللامبالاة عندما يتوقف العقل عن التمييز بين الشدّة والعقد النفسية فيأتي العطاء الغني لإضاءة العتمة وإشاعة حسن الأمومة لدى السجينات وتأهيلهنّ من خلال التربية النفسية في مجتمع منحصر بطقوسه ومساعدتنا في وضع القرارات الصائبة حيال أوضاع السجينات وإتاحة التفكير لنا في لغة ومسؤولية لإجتياز العسرات اليومية والشهرية في هذه السنين الطوال والعمل على التأهيل الروحي في حسن ورباطة جأش”.

أضافت: “كل الشكر لحضرة العقيد بهاء الصمد على خططه المتكاملة في المضي بالتأهيل النفسي في مواجهة الظلم والإضطهاد الحسي والمعنوي لتمكيننا من الحصول على الأمن والأمان ومساعدتنا للعودة إلى الإنخراط في المجتمع بطرق صالحة وسليمة بعيدة عن شبهات الإجرام والعقد النفسية”.

وختمت: “كل الشكر للسيدة فاطمة بدرا على دورها وسهرها المتواصل لتأمين تصحيح وطباعة وتمويل كتابي الجديد ووضعه بين أيديكم”.

وفي الختام، سلّمت بدرا دروعا تقديرية إلى راعي الإحتفال واللواء عثمان  والى رجل الأعمال عماد المصري والكاتبة دياب وتم قطع قالب من الحلوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى