ماذا يرسمون للبنان بعد التّرسيم….

صدى وادي التيم-لبنانيات/

يعيش اللّبنانيون في كلّ يوم على أمل المعجزة بالتّحسّن المالي والاقتصادي الكبير. هؤلاء ممّن يؤمنون بأنّ زمن المعجزات لا زال حاضراً في وقتنا هذا.

ويعيش آخرون من اللّبنانيين بأمل التّحسّن ولو بشكل بطيء وعلى مراحل زمنية، مؤمنين بأنّ التغيير نحو الأفضل سينطلق برزمة إصلاحات وعدّة عمل جديدة.

فلقد نفّذ لبنان الرّسمي الترسيم ومن ورائه ال م ق ا و م  ة وسط شبه إجماع شعبي راضٍ بالحد الأدنى عن نتائج مفاوضات التّرسيم، بالرّغم من وجود بعض المعارضين لذلك،  لاعتبارات لا ترقى إلى موضوع الترسيم، بل لأسباب تخصّ المنافسة على لعبة السّلطة، في داخل البلد، والتي يخيّم في جزء منها الجانب الشرير لكثير من الشّخصيات اللبنانية، المستعدة لحرق البلد من أجل إشعال سيجارة مسؤول في بلد إقليمي أو دولة عظمى، كرمى كرسي قدّ على ظهر عذابات اللبنانيين وبؤسهم.

ففي مقارنة للأزمة المالية والنّقدية اللبنانية، والتي يحلو للبعض تشبيهها بالمستعصية والكبيرة، مع دول مرت بشبيه لهذا الأزمة كبلغاريا التي وقعت في أزمة مالية شبيهة ، استطاعت النهوض بمبلغ احتياطي مالي حوالي ٨٠٠ مليون دولار، وذلك لأن إرادة الاتحاد الاوروبي وجوارها، بنهوضها كان إرادة حقيقية.

كذلك اليونان والتي أصابها أكبر ممّا أصاب لبنان من ناحية الشّبه النّقدي والمالي، استطاعت رغم الأثمان الكبيرة النّهوض من الأزمة الاقتصادية. فبحسب تصريح نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، فإنّ احتياطي النقد الأجنبي مع الذهب لا يتجاوز ال ٣٠ مليار دولار أمريكي، وهو مبلغ لا يستهان به إذا كان هناك إرادة داخلية وخارجية ،للاستقرار الأمني والاجتماعي عبر تأمين النهوض الاقتصادي والمالي، وإذا كان من سمح بتبديد المليارات من الدولارات بحجج الدعم في السنوات الأخيرة، والهندسات المالية سابقاً سيفك الحصار المقنع بالفساد الداخلي عن لبنان …

فباستعراض لمجريات الأمور الأخيرة، و تصريحات الكثير من مسؤولين دوليين وإقليميين يبدو أن هناك ما أصبح ينجلي في مشهد اللوحة اللبنانية المظلمة.

فتصريحات هوكستين وبعض المسؤولين في الإدارة الأميركية ،ورئيس حكومة العدو الصهيوني ،والفرنسيين ،وكذلك مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين صرّحوا بأنّ اتفاق التّرسيم مع الكيان للحدود البحرية سيضمن الاستقرار والأمن، وسيكون مدخلاً للنهوض الاقتصادي في لبنان.

فكلّ هؤلاء أرسلوا رسائل اطمئنان إلى اللّبنانيين، ولكن أرفقوها بشرط الإصلاحات، وهم يعلمون أن هذه الطبقة السياسية في لبنان غير قادرة على ذلك، فما المطلوب بعد الترسيم من لبنان، وما الدور الذي تريده القوى المتحكمة بهذا الشرق من هذا البلد، الذي تعود على الإنهاك منذ ال ١٩٧٥ ومروراً بكلّ الأحداث التي حصلت حتى الإنفجار العظيم في بور بيروت الأخير.

هل أصبح مخطط الشرق الاوسط الجديد مقنعاً للإدارة الأميركية في لبنان، أم أن تعديلات تكتيكية دخلت عليه بناءً لما يتم بين الأميركيين والإيرانيين، أم أجل بسبب الأولوية للأحداث الأوكرانية الروسية…..

المصدر: بكر حجازي – خاص الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى