منازل صممت خصيصاً لإزعاج الجيران
صدى وادي التيم – متفرقات :
أحياناً لا يكن بعض الأشخاص مشاعر المحبة لجيرانهم بل بالعكس، فهم يشعرون بالكره تجاههم ولا يريدون أن تربطهم بهم أي علاقة مهما كانت سطحية، ويتمنون لو كان بإمكانهم فعل أي شيء لإزعاجم وإجبارهم على الإنتقال للعيش في مكان آخر بعيد عنهم.
في الحقيقة أدت مشاعر البغض والخصومة تلك بهؤلاء الأشخاص إلى القيام بتصرفات غريبة حيث قام البعض منهم ببناء ما يُعرف بـ”بيوت الضغينة“ والتي تتواجد في جميع أنحاء العالم. يمكن اعتبار هذه البيوت تذكاراً غريباً للقدر الكبير من الضغائن التي يكنها الناس لبعضهم.
1. البيت الوردي في (جزيرة بلوم) الأميركية
قد يكون الطلاق أهم أسباب الكراهية بين الأشخاص وقيامهم بأفعال انتقامية غريبة، وهذا البيت الوردي أوضح مثال على ذلك.
في عام 1925، أقنع رجل في (نيوبوريبورت) في ولاية (ماساتشوستس) الأمريكية زوجته بالموافقة على الطلاق بصعوبة بعد أن شرطت عليه أن يقوم ببناء نسخة طبق الأصل عن المنزل الذي كانا يعيشان فيه في المدينة. ربما توجب عليها أن تكون أكثر دقة في تحديد المكان الذي سيبنى عليه المنزل.
قام الرجل ببناء المنزل الوردي على (جزيرة بلوم) والتي تعد منطقة سياحية مكونة من شواطئ جميلة، ولكنها تحوي أيضاً مستنقعات مالحة غير صالحة للسكن، وبالتأكيد لم يختر ذلك الرجل احدى تلك الشواطئ الجميلة ولم يكتف ببناء المنزل على المستنقع بل قام بتعديل أنابيب المياه كي تجري فيها المياه المالحة فقط.
2. منزل ”البعصة“ في بيروت
هناك أمثلة عديدة عن المنازل التي تبنى دون موافقة الإخوة عليها، وهذا هو حال منزل البعصة (وهو عبارة عن ”جدار“ نحيف يحوي شرفات ونوافذ وأبواب) في بيروت، حيث تم بناؤه عام 1954 بسبب الكره المتبادل بين الاخوة ورغبة صاحبه بخفض قيمة العقارات في منزل شقيقه المجاور. ووفقا للقصة التي تروى من طرف معارفهم فإن الأخوين ورثا قطعتي أرض متجاورتين لكن تم إنشاء طريق تمر ظمن أحداهما.
يبلغ ارتفاع مبنى ”البعصة“ 14 متراً وعرضه من أربعة أمتار في أوسع نقطة منه إلى 60 سنتيمتراً في أضيق نقطة ولكنه يبدو من الأمام بناء كاملا، يعود ذلك لوجود الشرفات والنوافذ التي توحي بأن وراءها غرف فسيحة. شكل البناء غريب ومثير للسخرية لكن صاحب الأرض قام بذلك على أي حال.
وقد تتساءل إذا نظرت إلى المنزل من الجانب عن سبب بناء هذا الجدار الضخم بالرغم من عدم وجود شيء خلفه. إلا أن هذا هو السبب الرئيسي وراءه وهو حجب الرؤية أمام مبنى الأخ.
3. بيت حلوى القصب في لندن
لم تكن الطريقة التي بني بها هذا المنزل سبباً في تصنيفه ضمن هذه القائمة، بل يكمن السبب وراء ذلك في الطريقة التي زُيّن وطلي بها.
اشترت (زيبورا ليزلي-مينورينج) هذا المنزل في (كنسينغتون) في لندن مقابل عدة ملايين من الجنيهات، وقد اعتقدت – وقد يعتقد أي شخص نفس الأمر – أن شرائها للمنزل قد منحها الحق لفعل ما تشاء به، أي هدمه وبناء منزلٍ جديد مكانه، ولكن لسوء حظها اعترض جيرانها على ذلك وفشلت خططها عندما كانت تحاول الحصول على التصاريح اللازمة، بالرغم من ذلك لم يكن باستطاعتهم منعها من طلاء المنزل… لذا قامت بطلائه بألوان حمراء وبيضاء ساطعة ومزعجة للنظر.
4. منزل (ميسيفيلد) في سياتل
قد يتحول منزلٌ عادي إلى سبب للإزعاج إذا ما تم تغيير الحي المحيط به.
لم تكن صاحبة المنزل (إيديث ميسيفيلد) بغيضة أو مكروهة من طرف جيرانها، لكن أصبح منزلها محور جدل كبير في عام 2006 عندما بدأ العمال ببناء مركز (بالارد بلوكس) للتسوق حوله، وكانت رغبة (إيديث) هي إمضاء ما تبقى لها من حياتها في منزلها الريفي والذي يقدر عمره بمائة سنة، حيث رفضت عرضا تلو الآخر لبيع منزلها، حتى استاء أصحاب مشروع مركز التسوق وقرروا الشروع في البناء حول منزلها.
توفيت (إديث) بعد عامين فقط من بدء المعركة حول منزلها، لكن بقي المنزل موجوداً حتى بعد موتها حيث ورثه عنها رجل يدعى (باري مارتن). لم تربط (مارتن) أي علاقة قرابة بالعجوز المتوفاة لكنه كان يزورها دائماً أثناء تواجده في المكان فقد كان المشرف على بناء مركز التسوق الذي سبب الكثير من المشاكل للسيدة، ومع ذلك فإن قضاءهما لوقت طويلٍ معاً هو ما جعل منهما صديقين مقربين.
أصبح (مارتن) بعدها أحد أكثر المدافعين عن المنزل الذي لا يزال موجوداً، وكانت لهذه القصة نهاية سعيدة، حيث تم وضع خطط لتحويل البناء إلى مكان لاقامة الإحتفالات في سنة 2018.
قد يتحول أي منزل إلى ما يسمى بـ”بيوت الضغينة“ إذا ما تشبع مالكوه أو المسؤولون عن بنائه بالأحقاد والضغائن.