هذا ما تفعله لعبة مريم بالمراهقين

مريم سيف الدين – المدن 

حذرت جمعية حماية من تطبيق لعبة مريم الأصلية، مشيرة إلى أنها استجابت خلال يومين لـ10 حالات لأطفال ظهرت لديهم عوارض صحية، جسدية ونفسية، بعد تنزيلهم هذه اللعبة واستخدامها.

وفي حديث إلى “المدن”، تقول الجمعية إن الأذى النفسي يتمثل في تهديد اللعبة للأولاد. كما أنها تخلق شكوكاً بينهم وبين محيطهم. أما جسدياً، فتطلب منهم اللعبة إقفال الباب على أنفسهم وتشطيب أجسادهم. لكن الحالات وصلت إلى الجمعية قبل بلوغها المراحل الأخيرة، إذ تدعوهم اللعبة إلى الإنتحار.

هذه اللعبة عبارة عن شخصية اسمها مريم تحاول العودة إلى منزلها، وتطلب من اللاعب مساعدتها. وأثناء الرحلة تواجههما العديد من التحديات والوحوش، في خلفية سوداء مع صور حاول مصمم اللعبة جعلها مخيفة، بالإضافة إلى أصوات أشباح وضحك وبكاء، مصحوبة بموسيقى هادئة.

لكن، اللعبة ظهرت منذ نحو 10 أشهر. ما يطرح سؤالاً عن سبب ظهور الحالات التي ذكرتها حماية فجأة. وهذا ما تبرره الجمعية بأن الأطفال كانوا على صلة ببعضهم، وشجعوا بعضهم على لعب اللعبة والاستمرار في التحدي. تفسير آخر تذكره الجمعية، هو أن اللعبة تطرح تحدياً والطفل يحب التحدي، خصوصاً في مرحلة المراهقة. بالتالي، تضرب على الوتر الحساس لديه. أما ردة فعل الأطفال تجاه اللعبة فمختلفة. فمنهم من يملك مناعة ضدها، فيما آخرون لا يملكونها. وترفض الجمعية اعتبار اللعبة إيجابية لناحية تظهير خلل لدى الأطفال الذين يملكون استعداداً أكثر من غيرهم للانسياق خلف تحديات كهذه، معتبرة أن دور لعبة مريم يقتصر على الأذية، فيما لا يؤكد انسياق الطفل خلفها وجود اضطراب لديه.

هذه الحالات وصلت بعد اتصالات من مدارس وجمعيات لاحظت العوارض لدى هؤلاء الأطفال. لكن، يبدو أن الأهل لم يتمكنوا من منع أطفالهم من الاستمرار باللعب رغم معرفتهم بالأضرار الناجمة عنه. لذلك، تدعو حماية السلطات المعنية إلى إيقاف التطبيق، وتأمل تجاوبهم السريع معها. علماً أن ايقافه لا يعني بالضرورة حماية الأطفال منه. فحظر تطبيق لا يمنع من إنشاء تطبيق آخر أشد خطورة، خصوصاً في عالم الانترنت المفتوح أمام الأطفال، والذي يجهل الأهل كيفية التعامل معه.

وتقول الجمعية إنها لا تكتفي بمعالجة الحالات والطلب بإيقاف التطبيق، بل باتت أخيراً تنظم برامج توعية للأطفال والأهل والمدارس والجمعيات تتحدث خلالها عن هذا التطبيق بالذات. وعما إذا كان الحديث عن لعبة مريم بهدف التوعية يزيد من شهرتها لدى الأطفال، ويحرك حشريتهم ويدفعهم في اتجاه اكتشافها، تجيب الجمعية بأنها ولهذا الهدف لا تكتفي بتوعية الطفل، إنما تعمل مع أهله ومحيطه لتفعيل دورهم في حمايته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!