التربية المتساهلة للطفل: مفهومها؟؟ وماهي عواقبها على المدى البعيد؟؟
صدى وادي التيم-متفرقات/
1. مفهوم التربية المتساهلة أو المدللة:
هي نمط من أنماط التربية التي يتبعها بعض الأهالي مع أطفالهم .. تتصف التربية المتساهلة بأنها لا حزم فيها ولا إنضباط إنما تعتمد على اللطف والتساهل فقط
لايُقدم الأهالي فيها إلا القليل من الإرشادات والقواعد و لايتوقعون سلوكا ناضجا من الأطفال فبنظرهم الطفل سيبقى طفل.
2. خصائص التربية المتساهلة:
2.2: الأهالي في هذا النمط يكونون سريعي الإستجابة لرغبات الطفل وضغوطه لأسباب منها رغبتهم بتجنب سلبيات التربية الحازمة والخوف غير المبرر على مشاعره وعواطفه.
3.2:إ لا وجود للقوانين والقواعد والحدود الواضحة في التربية المتساهلة و ان وضعت قوانين فأنها لا تدوم ويتم تجاوزها.
4.2: الأهالي هنا لا يتوقعون من أطفالهم التصرف بمسؤولية وبالعادة يعتبرون أنفسهم مسؤولون عنهم وعن قراراتهم وتصرفاتهم وعن إسعادهم، لذا يقوم الأهل بعمل كل مايستطيع الطفل عمله لنفسه اعتقادا منهم بأنهم بهذا يحسنون التربية ولا يعلمون أنهم يُدمرون قدرات أطفالهم الذهنية والفكرية والجسدية.
8.2: لا تفرض أي عواقب على الطفل لتحمل مسؤولية قراراته بل يقوم الأهل بإصلاح وإنقاذ الطفل من أي موقف حتي لو كان صغيراً ولا يحتاج تدخل الأهل. إذ يُفضل الأهالي تجنب المواجهة مع الطفل وإعطائه مايرغب وهذه كارثة.
3. عواقب التربية المتساهلة على الأطفال؟؟
– لا يحقق الطفل أي انجازات في مجالات عديدة (أكاديمية كانت أوإجتماعية أوغيرها ) لعدم وجود أهداف يسعي لتحقيقها والوصول إليها لبناء شخصيته وتحقيق ذاته.
– يفتقد الطفل لمهارة حل المشكلات و صنع القرار ومجابهة أعباء ومشاكل الحياة فتجده دائما يبحث عن رأي الآخرين حتي لو كان خطأ.
– تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين تربوا تربية متساهلة يكونون أكثر عرضة للإنخراط بسلوكيات خطيرة مثل تعاطي الكحوليات والمخدرات للتعامل مع مشاعرهم في المستقبل وأيضاً يكونون أكثر عرضة للأمراض والإضطرابات النفسية كالقلق والإكتئاب والرهاب الإجتماعي وغيرها.
– يكبر الطفل وهو فاقد للإنضباط الداخلي غير قادر على إدارة الوقت ولا يتعلم الحدود، و بسبب هذا قد يشاهد الأطفال الكثير من البرامج التلفزيونية و لعب العديد من الألعاب الإلكترونية مما يؤدي إلى إدمان عادات غير صحية على المدى البعيد فهم لم يتدربوا على مهارة إدارة الشهوات وتنتج عنها بما يسمي الإدمان السلوكي.
– يكبر الطفل وهو يعاني من ضعف تقدير الذات والثقة بالنفس(انا لا استطيع لاأعرف لا أعلم) كما أنه يعاني من صعوبات ويفتقر للمهارات الإجتماعية كالتكيف في المدرسة و إنشاء علاقات وصداقات والتعامل مع الخلافات والتعاطي مع المشكلات و المشاركة الإجتماعية والأسرية كما أنه قد يعاني من ضعف أكاديمي كالتحصيل الدراسي وتنمية المهارات التعليمية.
التربية المتساهلة قد تؤدي الى العديد من الاشكاليات في المستقبل لأطفالنا.
تذكروا بأن تدليل الطفل فقط دون حزم وقواعد ومسؤولية و حدود ليس حباً بل العكس .. انت بذلك تحرمه من التدرب على العديد من المهارات الحياتية التي ستسهل عليه رحلته في هذه الحياة. كما أنها ستجعل منه عضو فاعل في المجتمع بدلا من إنشاء إنسان اتكالي غير مسؤول قد يتعرض للعديد من المشاكل النفسية و النكبات الإجتماعية باسم الحب الذي قدمته له في طفولته.