أنت تدمر بطارية هاتفك الذكي بشكل أسرع دون أن تدرك ذلك : إليك ما يجب القيام به
صدى وادي التيم – متفرقات:
خلال العقد الماضي تطورت الهواتف الذكية بشكل منقطع النظير وأصبحت تحتوي على شاشات عملاقة بدقة عرض فائقة الجودة ومعدلات تحديث مرتفعة وتعمل بواسطة شرائح معالجة متطورة أكثر قوة لمساعدة المستخدمين على التعامل بشكل أفضل مع المهام المتعددة ونال الكاميرا نصيب كبير من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وأصبحت قادرة على التقاط صور ومقاطع فيديو مذهلة في ظروف الإضاءة المختلفة، جميع هذه التقنيات فرضت المزيد من التحديات على طاقة البطارية التي وللأسف الشديد لم تحصل على نصيب كبير من التطور التكنولوجي. نعم، تزداد سعة البطارية وأصبح هناك بطاريات بسعات شحن ضخمة مثل 5000 أو 6000 مللي أمبير في الساعة.
ولكن لا تزال المشكلة الأزلية التي تواجه جميع المستخدمين طوال اليوم وكل يوم هي مشكلة نفاذ البطارية بسرعة كبيرة خاصة وإذا كانوا هؤلاء من فئة المستخدمين المتشددين الذين لا يستطيعون التوقف عن استخدام الهاتف لمدة 15 دقيقة. ولكن من ناحية أخرى هناك العديد من المستخدمين الذين هم راضيين تماماً عن هواتفهم الذكية وإن سألتهم سيؤكدون لك أن هواتفهم تتمتع ببطاريات كافية للاستخدام طوال اليوم. كل هذا يعني أنه من المحتمل أن يكون طريقة الاستخدام وعادات الشحن الخاطئة هي السبب في استنزاف البطارية بصورة غير طبيعية لذا دعونا نقدم لكم يد العون ونطرح لكم بعض المساعدة من أجل الحفاظ على سعة الشحن والعمر الافتراضي لبطاريات هواتفهم الذكية.
تجنب اتباع النصائح الزائفة لشحن البطارية
إذا حاولت البحث على الإنترنت عن بعض النصائح التي من شأنها مساعدتك في الحفاظ على سعة الشحن وعمر البطارية الافتراضي من التآكل والتدهور الزمني فربما تجد نفسك في المكان الخاطئ حيث يعتقد بعض الأشخاص أنه من الأفضل أن تترك بطارية هاتفك تنضب حتى 0% ثم تعاود شحنها من جديد حتى نسبة 100% وهذا من أجل مساعدة البطارية على تذكر دورة الشحن القياسية المطلوبة منها. للأسف هذه النصائح ما هي إلا مجرد نصائح زائفة لا تُسمن ولا تغني من جوع لأننا لم نعد نتعامل مع بطاريات النيكل ومعدن الكادميوم وإنما أصبحنا نتعامل مع بطاريات الليثيوم أيون التي تختلف في تكنولوجيا وطريقة عملها عن بطاريات النيكل بشكل جذري.
في نفس الوقت ستجد العديد من مطوري التطبيقات الذين يدعون أن تطبيقاتهم قادرة في الحفاظ على سعة الشحن وعمر البطارية الافتراضي وفي الحقيقة هناك تفاوت كبير في الآراء حول أهمية وفائدة هذه التطبيقات وقدرتها في الحفاظ على سعة الشحن. هذه التطبيقات لا تعمل أي شيء سوى أن تقوم بتنظيف ذاكرة الكاش المؤقتة وقتل التطبيقات التي تعمل في الخلفية من أجل تحرير مساحة على ذاكرة الوصول العشوائي وبالتالي فهي ربما تساعد حتى وإن كانت بشكل غير مباشر في الحفاظ على سعة الشحن ولكن إذا سألتني عن رأيي الشخصي فسوف أؤكد لك أن أنظمة التشغيل الحديثة سواء كان أندرويد أو iOS فهي أصبحت أكثر ذكاءً من أي تطبيقات تنظيف خارجية ولديها القدرة من تلقاء نفسها على التعامل مع تطبيقات وعمليات الخلفية وإدارة البطارية بشكل احترافي. المشكلة كلها كما ذكرنا لكم سلفاً منحصرة في طريقة وكيفية الاستخدام وعادات الشحن الخاطئة التي قد تتسبب في نفاذ سعة الشحن بسرعة كبيرة وتدهور الحالة المادية للبطارية بعد فترة زمنية قصيرة جداً من امتلاك الهاتف.
طريقة الشحن الصحيحة للبطارية
جميع شركات الهواتف الذكية تعي تماماً مشكلة استنزاف البطارية وتآكل الحالة المادية لخلايا البطارية من الداخل بعد فترة من الوقت ومع كثرة الاستخدام ولكن نظراً لأن تكنولوجيا بطاريات الليثيوم أيون لم تحصل على دفعة كبير من التطور خلال العقد الماضي فلم يعد أمام الشركات سوى تقديم الحلول البرمجية المستندة على طريقة عمل النظام والبرامج وكيفية استخدامها لطاقة البطارية. وبالتالي ستجد جميع الشركات المُصنعة تقوم بتحديث وتحسين وضع موفر الطاقة بل وأصبح هناك بعض الهواتف التي تتمتع بما يسمى وضع موفر البطارية الأقصى. أوضاع التشغيل هذه ينبغي أن تكون بمثابة رفيقك المثالي أثناء الاستخدام وتحديداً أثناء عمليات الشحن لأنها تعزز من سرعة شحن الهاتف وتعمل على بقاء البطارية تحت درجات حرارة منخفضة وهي ميزة رائعة جداً لأنه من المعروف أن درجات الحرارة المرتفعة من أبرز العوامل التي تتسبب في هلاك وتحلل خلايا البطارية الداخلية. لذا، كلما تحملت البطارية درجات حرارة مرتفعة لفترة زمنية أقصر كلما كان هذا أفضل على حالتها المادية. فعلى سبيل المثال نجد أن مصنعي الهواتف الذكية يحددون النسبة المثالية لشحن البطارية كالتالي:
- شركة آبل: تنصح شركة آبل مستخدمي هواتف آيفون بعدم ترك هواتفهم على الشحن حتى تتجاوز نسبة 80%.
- شركة جوجل: الأمر ذاته على هواتف شركة جوجل إذ يكون من الأفضل دائماً عدم شحن الهاتف بنسبة أكثر من 80%.
- شركة سامسونج: تنصح شركة سامسونج بعدم ترك البطارية تنضب حتى 0% لأن عملية الشحن التالية ستكون مرهقة جداً للبطارية في هذه الحالة.
- شركة هواوي: تنصح الشركة الصينية مستخدمي هواتفها بالحفاظ على الحد الأدنى من مستوى البطارية ألا ينخفض عن 30% والا يتجاوز الحد الأقصى من نسبة الشحن 70%.
الخلاصة: تلخيصاً لكل ذلك من الأفضل أن ألا تترك البطارية تتدنى عن مستوى 20% وعند إعادة شحنها ينبغي ألا تتجاوز 80% لأن هذه النسب هي أفضل النسب التي يمكن للبطارية التعامل معها بطريقة نموذجية، دون أن تتسبب في إرهاق البطارية ودون أن تتسبب في ارتفاع درجة حرارتها بشكل مُفرط. ولذلك من الأفضل الالتزام بهذه النسب دائماً للحفاظ على العمر الافتراضي للبطارية إلى أقصى حد ممكن.
كيف تتمكن من تحسين البطارية على هاتفك الآيفون؟
تحتوي أجهزة الآيفون على ميزة استثنائية والتي بدورها تقوم بوضع حدود معينة لنسب الشحن حتى لا تستمر البطارية وقت طويل جداً على الشاحن وبمجرد تفعيل ميزة الشحن المُحسن على هاتفك الآيفون سيتم تقييد البطارية حتى لا تتجاوز نسبة 80% عند وضعها على الشاحن. ميزة الشحن المُحسن على الآيفون تعتمد على تقنية التعلم الآلي لكي تتنبأ من تلقاء نفسها بالمواعيد المحددة التي يقوم فيها المستخدم عادة بوضع الهاتف على الشاحن وهي غالباً ما تكون أثناء الليل وبالتالي تعمل هذه الميزة على تأخير عملية الشحن أثناء فترات الليل حتى لا يتجاوز الهاتف نسبة 80%.
كيف تتمكن من تحسين البطارية على هاتفك الأندرويد؟
طرحت شركة جوجل ميزة الشحن التكيفي أو Adaptive Battery التي من شأنها أن تقوم بالتخلص من جميع تطبيقات الخلفية التي لم تعد تستخدمها من أجل تحرير الذاكرة وبالتالي فهي تلعب دور أساسي في الحد من مقدار العمليات التي قد تستهلك طاقة أكبر من البطارية. ولكن في نفس الوقت هذه الميزة ستحاول أن تعطي الأولوية لتطبيقاتك التي تستخدمها بكثرة بحيث سيكون من السهل العودة واستخدام تطبيقاتك الأساسية دون أن تلاحظ أي تأخير أو بطء في أداء الهاتف. يمكنك تفعيل خاصية Adaptive Battery أو الشحن التكيفي من خلال الذهاب إلى الإعدادات ثم البطارية ثم تفضيلات الشحن ثم قم بتفعيل ميزة الشحن التكيفي.
نصائح هامة من أجل الحفاظ على عمر بطارية هاتفك الافتراضي
- لا تترك الهاتف في أي مكان قريب من مصادر الحرارة المرتفعة مثل أشعة الشمس أو درج السيارة أو تحت الوسادات لأن هذا لا يعتبر ضار لحالة البطارية فحسب وإنما هو أمر خطير أيضاً قد يتسبب في انفجار البطارية.
- إذا قررت عدم استخدام الهاتف لفترة من الوقت مثل أسبوع أو أكثر فيجب أن تتركه بنسبة 50% فقط من الشحن.
- تحقق من صاحة وحالة البطارية باستمرار من إعدادات البطارية وتأكد من أن حالتها Good أو جيدة أما إذا اتضح لك أن حالتها أصبحت سيئة أو Bad فقد يكون هذا هو الوقت المناسب لاستبدال البطارية.
- حاول التخلص من المصادر الأساسية التي تتسبب في استنزاف سعة الشحن بسرعة مثل التطبيقات التي تنشط في الخلفية من تلقاء نفسها، وقم بإيقاف البلوتوث والواي فاي أثناء عدم استخدامهما وقم بتعطيل خاصية تحديد الموقع الجغرافي GPS وقم بتقييد الإشعارات التي تتلقاها من التطبيقات التي لا تستخدمها.
- قم بتفعيل معدل سطوع الشاشة أو اعتمد على السطوع التكيفي Adaptive Brightness وقم بتقليل الفترة الزمنية التي تستغرقها الشاشة حتى تغلق نفسها بعد فترة قصيرة من عدم الاستخدام.