ثروةٌ لبنانيّة بـ3 ألوان تجتاحُ العالم وتُدخل الملايين
صدي وادي التيم-لبنانيات/
من أرضنا الى كلّ أصقاع العالم، ثروةٌ سائلة بـ3 ألوان، أحمر وأبيض وزهري يُصدّرها اللبنانيّون في زجاجات برّاقة وتحت أسماء مُتعدّدة، يجمع بينها المصدر “الفخر”: لبنان.
بينما يُواجه وطننا أسوأ أزمة اقتصاديّة عرفها في تاريخه، تُطلّ بارقة أملٍ من أعماق أرضه، ثروةٌ خضراء على شكل كروم، تنمو، فتُعصر ثمراتها وتُخمّر لتوزّع لاحقاً في لبنان وفي أهم الأسواق العالميّة. وبينما تُسلط الأضواء على أزمة الاستيراد مع إقرار الدولار الجمركي، ينصبُّ الاهتمام في المقابل على ما يُمكن أن يُدخل الى لبنان العُملات الصّعبة عبر التّصدير، وها هو النبيذ يتموضع في أعلى لائحة الصّادرات اللبنانية.
فماذا تقول الأرقام الرسميّة؟ وما سرّ تميّز النبيذ اللبناني؟
موقع mtv حاور رئيسة الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ ميشلين توما التي أشارت الى أنّ “حجم صادرات النبيذ بلغ في العام الماضي 25 مليون دولار، إذ تمّ بيع 3 ملايين و724 ألف زجاجة نبيذ، وهو رقمٌ مرتفعٌ نسبة لبلدٍ صغير، والسّوق الأكبر للنبيذ اللبناني هو الأوروبي مع الإشارة الى أنه في لبنان 58 مصنعاً للنبيذ بحسب وزارة الزراعة”، مُتطرقة الى سرّ تميّز النبيذ اللبناني، “فلبنانُ هو من أقدم البلدان في صناعة النبيذ، وعوامل عديدة على مرّ العصور ساهمت في تطور صناعة النبيذ كالمناخ المناسب لزراعة كروم العنب المُخصّصة لصناعة النبيذ، والتربة الخصبة، والفصول الأربعة، وهو ما ينعكس على نوعيّة النبيذ الذي حاز على شهادات خُبراء عالميّين أشادوا بجودته، خصوصاً وأنّ صُنّاع النبيذ في لبنان يتّبعون المواصفات العالمية في مصانعهم ويحرصون على تقديم الأفضل، ومن هنا سمعة نبيذنا الممتازة في العالم”.
ولفتت توما في السياق نفسه الى أنّ “دور القطاع الخاص أساسيّ، فهو المساهم الأكبر في انتشار النبيذ اللبناني، فأصحاب مصانع النبيذ يزورون أبرز بلدان العالم لتسويق منتجاتهم وللمُشاركة في أضخم المعارض، فالقطاع الخاص طوّر نفسه واقتحم العالم من باب النبيذ، أمّا القطاع العام فهو يدعمنا معنوياً، في وقتٍ يُمكنه مُساندتنا على أكثر من صعيد والتسويق للبنان على أنه بلدٌ منتج للنبيذ. مع الإشارة الى أننا نتبع كقطاع بشكل أساسي الى وزارة الزراعة كما الى وزارتي الاقتصاد والصناعة، ولكن وزارة الزراعة هي الداعم الاكبر لنا كقطاع على صعيد رسمي بشخص مديرها العام لويس لحود”.
هل أثّرت الأزمة الاقتصادية على هذا القطاع، سألنا توما، فأجابت: “أصابت الأزمة الاقتصادية قطاعنا خصوصاً أنها جاءت بعد جائحة “كورونا” ما أثّر في حركة تصدير النبيذ وبيعه، أضِف الى ذلك الأزمة التي تطال العالم من جراء الحرب الروسية على أوكرانيا والتضخّم الحاصل، لذا بقي لدى المصانع كميات كبيرة من النبيذ، وأمام هذا الواقع، إنّنا نسعى لتصريف إنتاجنا بكلّ الطرق لاستقبال الموسم الجديد”.
رغم السوداويّة في لبنان، تعملُ مصانع النبيذ كخلايا نحل مع بدء موسم قطف العنب المُخصّص لإنتاج أجود أنواع النبيذ. في الكروم، لا سياسة، وفي السّهول لا اقتصاد. هناك، كلُّ ما تجدونه هو الخير، كلّ الخير في أرض كريمة توزّع خيراتها على العالم…
المصدر:”MTV”