بشير الجميل،٢٣ آب ١٩٨٢،رئيساً للبنان وكرسي الرئاسة الحقيقية ما زال يهتز لإسمك ..بقلم ميشال جبور

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

في ذكرى انتخابك يا فخامة الرئيس يعتصرنا الألم مرتين،مرة على فقدانك وأنت الرئيس الصنديد الذي غيّر كل المعادلات الدولية والعربية بصموده وبصلابته ولكن اغتالتك يد الغدر التي تربصت بك وبنجاحك في تحقيق الجمهورية التي لن تعرف الخوف والدولة العادلة لجميع أبنائها فاختارت المزرعة والفوضى والدمار،ومرة لما آلت إليه الأمور مع إنحدار مستوى التمثيل المسيحي واللبناني إلى أسفل الدركات.
٢٣ آب ١٩٨٢ كان حلماً للبنان وتاريخ مبرم كان سيعيد للبنان مكانته في الشرق الأوسط والعالم أجمع بعد أن اخترت الوقوف على مسافة واحدة من الجميع،لكنهم خذلوا أنفسهم قبل أن يخذلوك وخذلوا لبنان باغتيالك يا رئيس الحلم الواحد والأوحد،يا رئيس ال١٠٤٥٢ كلم٢ بهوية وانتماء لبناني منقطع النظير.
أما اليوم فقد أوصلوا لبنان إلى الشلل العقيم والإنهيار السقيم،فبين أن يهزم أحدهم المشروع الإيراني والآخر المشروع الأميركي لم يستطيعوا سوى أن يهزموا الشعب فأضعفوا لبنان إلى أن بهت نوره ولم يعد درة الشرقين،جامعة الشرق طلابها مشردون ومستشفى الشرق مرضاه يموتون دون أن يسأل أحد عنهم،لبنان الذي حلمت به منبوذ عربياً ودولياً والوطن الذي دافعت عنه تلاشت معالمه وكل لبناني بات يبحث عن وطنٍ بديل يكمل فيه الحلم بعد أن سرقوا خطابك ليخدعوا به الناس وهم أوهن من أن ينفذوه وسرقوا الخزينة وأموال المودعين والمغتربين الذين تمسكوا بحلم زرعته في قلوبنا فاغتالونا واغتالوا الحلم وشوهوا وجه بيروت ولبنان واستجلبوا اللعنات علينا.
تشكيل حكومة أصبح من المستحيلات وانتخاب رئيس يُراد منه دائماً دمية على مقياس قوانين وطموحات مزرعتهم بل مزارعهم العديدة التي خلقوها كي يفتتوا الوطن بل وأقبح يريدون اليوم تقاسم الثروة اللبنانية النفطية على حساب الشعب وحرمانه من ثروته الوطنية الكفيلة بانتشاله من قعر أمعنوا في إسقاطنا به.
ألم فقدانك وألم فقدان الهوية والوطن يغز كخنجر في قلب كل لبناني مناضل وشريف أما هم فيقتاتون على جيف ما قتلوه،فجرّوا بيروت ويتربصون الآن بلبنان وليس لنا سوى الرب لينقذنا.
فخامة الرئيس من صدر السماء صلّي لنا وللبنان الذي تحب،فبعدك ما أتى رئيس حقيقي وكرسي الرئاسة ما زال يهتز لإسمك.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى