حليب الأطفال مفقود… وبحثٌ عن مرضعات بالإيجار !!
صدى وادي التيم-لبنانيات/
دخلنا زمن البحث عن حليب الأطفال، أهلاً بكم في جمهورية الفساد والإحتكار، أطفال بلا حليب، آباء يطرقون كل الأبواب من دون جدوى، أمّهات ضائعات ماذا يطعمن أطفالهن، فالحليب مقطوع، ولا بوادر بتوفّره في المدى المنظور، ولا عجب إن بدأ البحث عن مرضعات بالإيجار هذه الأيام، وهذا ما سجّلته منطقة النبطية، حيث لجأ أهالٍ كثر للبحث عن مرضعات لأطفالهم بالايجار تجنباً لوقوعهم في الجوع، وهناك من لجأ إلى شراء حليب «بالفلت» ما ترك آثاره السلبية على صحة الطفل، من إسهال، وحرارة، وسوء تغذية وغيرها. وحدها وزارة الصحة تتحمّل تبعات ما يحصل لأطفال لبنان الذين تتعلق حياتهم بالحليب.
صحّة الأطفال في خطر، أمراض مجهولة بدأت تصيبهم، عوارض صحيّة بالجملة تسجّل عليهم، تدفع بهم نحو المستشفيات والبحث عن السبب يتوقف على سوء التغذية، فالحليب مقطوع والفيتامينات «نار» فما هو حال الأطفال والأهالي هذه الأيام؟
منذ الأمس يبحث وسيم عبثاً عن حليب لطفلته التي بلغت الشهر تقريباً، لم يترك صيدلية إلّا ودقّ بابها، وحده الجواب «مقطوع، مش موجود، فتش أكثر» هو الذي يتلقّاه، ما وضعه في حيرة من أمره «ماذا أفعل؟ كيف أطعم ابنتي؟». سؤال خيّم على كل الأهالي بالأمس، في ظل ارتفاع حالة القلق لديهم، ماذا لو لم يتوفّر الحليب واستمرّت الأزمة أكثر من أسبوع، أي حال سيحلّ بالأطفال؟
ارتفعت في اليومين الماضيين أصوات تدعو للعودة الى الرضاعة الطبيعية، فهي تحلّ الأزمة، أضف أن الأطفال يتلقّون حليباً طبيعياً 100% ومغذياً، وهذا ما تؤكده مريم وقد قرّرت العودة للرضاعة الطبيعية، بعدما ذاقت الويلات من انقطاع الحليب، بحسبها كان صعباً عليها اعتماد الرضاعة الطبيعية، «ولكن هل أترك طفلي بلا حليب، هل أضعه رهينة التجار المحتكرين؟ حرام عليهم أن يتاجروا بصحة أولادنا، رفعوا سعر الحليب أول مرة وتقبلنا، ولكن أن يُخفوه فهذه جريمة لا تغتفر، أين القانون والدولة؟».
يؤكد طبيب الأطفال الدكتور الياس خطورة الأزمة على الأطفال، فالحليب رقم 1 و2 مقطوع نهائياً، والأهالي يستعيضون عنه بأي حليب آخر متوفر ولو لعمر 3 سنوات، ما يسبب لهم الأمراض وسوء التغذية. ويؤكد الدكتور أن نسبة لا بأس بها من الأطفال دخلت الى المستشفيات في الايام الماضية بعضهم حرارة مرتفعة والبعض إسهال حاد، والسبب الحليب، جازماً ان حياة الأطفال في خطر كبير جرّاء فقدان حليب الأطفال، لافتاً إلى لجوء عدد من الأهالي لاستدانة جرعة حليب من هنا وهناك لإسكات أطفالهم.
إذاً، صحة الأطفال في مهب التجاذبات الحاصلة بين مصرف لبنان والشركات ومن خلفهم وزارة الصحة، فهل يتم التحرك قبل فوات الأوان وخسارة طفل من لبنان بسبب فقدان الحليب؟ أو «ما حدا فارقة معو؟».
المصدر: رمال جوني نداء الوطن