حاصبيا كرمت محافظ الشمال الأسبق إسكندر نسيب غبريل

صدى وادي التيم – أخبر وادي التيم :

كرّمت حاصبيا ومنطقتها، وعائلة غبريل، بعد 25 عاماً من غيابه، محافظ الشمال الأسبق المغفور له إسكندر نسيب غبريل (1927 ـ 1997)، المحامي اللامع، ونجل أقدم نواب منطقة مرجعيون حاصبيا، في عهد الإستقلال، المحامي نسيب افندي غبريل، الذي كان من رواد العيش المشترك، ورجالات حاصبيا الكبار.
وأقيم احتفال تكريمي للغاية، في قاعة كنيسة القديس جاورجيوس في حاصبيا، شارك فيه متروبوليت صيدا صور وصيدا ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلّي، مشايخ البياضة الشريفة، تقدمهم الشيخ سليمان جمال الدين شجاع، نائب رئيس الحكومة الأسبق اللواء عصام أبو جمرا، النائب السابق جواد بولس وعقيلته رنده اسكندر غبريل، كمال أبو غيدا ممثلاً النائب السابق أنور الخليل، قائمقام حاصبيا رواد سلوم، رئيس إتحاد بلديات الحاصباني سامي الصفدي، رئيس إتحاد بلديات شبعا والعرقوب محمد صعب، رئيس بلدية الكفير وليد أبو نصار، نائب ريس بلدية حاصبيا يوسف أبو صالح، المختار أمين زويهد ممثلاً تجمع مخاتير حاصبيا، رؤساء بلديات ومخاتير منطقتي حاصبيا والعرقوب، نائب رئيس المنتدى الثقافي وهبي أبو فاعور، نجلا المكرم الدكتور نسيب غبريل، والمهندس ناجي غبريل، رئيس مكتب أمن عام حاصبيا المقدم رواد سليقا، ضباط في الأسلاك العسكرية والأمنية، وجمع من الأهالي وقرى الجوار.
تلا الحفل، قداس وجناز لراحة نفسه في كنيسة القديس جاورجيوس الأثرية، ترأسه سيادة المتروبوليت الياس كفوري، وعاونه كهنة الرعايا، الأبوان إميل الحداد وغريغوريوس سلوم والشمامسة، وخدمته جوقة رعية القديس جاورجيوس.
المطران كفوري
وألقى المطران كفوري عظةً بالمناسبة، نوّه فيها بمزايا الراحل اسكندر غبريل، ودوره الوطني الجامع وحنكته على مدى عقودٍ طوال، وقال: “لقد رفع اسكندر غبريل اسم حاصبيا واسم لبنان عالياً، عمل في المجال الوطني، وشغل العديد من المراكز بكل جدارة. كان مفكراً وسياسياً مفوّهاً؛ ومحامياً لامعاً، ورجل الإدارة الحكيم، وسعادة المحافظ القدير، في أدق المراحل وأحلك الظروف التي شهدها لبنان، بين العامين (1977 ـ 1993)، وشهدت له طرابلس بصدق، أنه كان رجل دولة وإدارة ومؤسسات، في زمنٍ تآكلت فيه الدولة وانهارت كل المؤسسات.
وتابع: “لقد عرفت هذه الرجل منذ زمنٍ بعيد، حين كان محافظاً للشمال، أثناء زياراته الدائمة لدير سيدة البلمند، ومشاركته الإيمانية التي لم تنقطع، بالقداس الألهي في كنيسة السيدة العذراء شفعيته، ولمستُ ما يختزن هذا الرجل من طاقات فكرية وإنسانية وروحية، لما له من مواقف وطنية يذكرها الجميع.
أضاف المطران كفوري: “المحافظ اسكندرغبريل، إبن هذا البيت العريق، المشرعة أبوابه دائماً للخير وللحق ولكل قاصد، للكبار والأصدقاء ورجال الدين، ولأي طارئ، وهم لا يزالون حتى الساعة، أصدقاء لهذا البيت الكريم المحتد.
شكّل موقع محافظ الشمال، أيام الحرب اللبنانية، في ثمانينيات القرن الماضي، وفي عهد المحافظ الراحل اسكندر غبريل، الآتي من حاصبيا الجنوب، بلدة الكنائس السبع، والجامع والسراي الشهابية، ومقام خلوات البياضة، موقعاً جامعاً، ومحلّ تقديرٍ واحترام من الجميع، رغم انتشار السلاح والأحزاب والميليشيات، وسيطرتها على معظم المرافق. لكن اسكندر غبريل لم يقصّر في حماية الدوائر الحكومية، والمحاكم العدلية، والمباني البلدية، في أحلك الظروف، فلم تُحرق ولم تُسرق في عهده.
لم يُعرف عن المحافظ غبريل، إلا أنه صاحب السعادة ببذته البيضاء، وابتسامته العريضة، حازماً وحافظاً بوقار هيبة الدولة، في زمن التفلت والغلبة والإستعداء. كان الراحل حاضراً في مناسباتهم الإجتماعية والثقافية، أحزانهم وأفراحهم، وعلى تواصلٍ دائم مع مرجعياتهم، السياسية والدينية. كان قريباً منهم، ولم يكن تابعاً لأي جهة، لا بل كان رمزاً وطنياً صادقاً. كان يتابع شؤونهم وشجونهم وقضاياهم باهتمام، إن في مكتبه أو في دارته، ولم يرَ منه أهل طرابلس والشمال، أي استخفافٍ بشعورهم ومشاعرهم، بل على العكس تماماً، كان يقدّر الجميع ويقدرونه، وأحب طرابلس وأحبته.
وختاماً، كلمة شكر باسم العائلة ألقاها نجله المهندس ناجي اسكندر غبريل، وجاء فيها: “نجتمع اليوم، لإحياء ذكرى والدي المرحوم اسكندر غبريل، في السنة الخامسة والعشرين على غيابه عنا جسدياً، أما ذكره فلا يزال موجوداً بقوة في منطقة حاصبيا الوفية لكبارها، من خلال هذه المشاركة الجامعة، العابرة للطوائف، والتي تشبه كثيراً ما جسّده اسكندر غبريل طوال حياته، والذي لم يكن يوماً طرفاً بين أبناء منطقته، بل حكماً عادلاً ومتجرداً”.
أضاف، “إن بيت نسيب واسكندر غبريل، سيبقى أبداً مفتوحاً لكل الذين اعتادوا عليه، حتى يبقى طيف أركان الذين غابوا عنه، رايةً خفاقة في كل زاوية من زواياه، وكي يبقى مثالاً وعبرة لكل طامح إلى الزعامة الشعبية الحقيقية؛ سوف نحافظ، شقيقي نسيب وأنا، على المبادئ التي علمنا إياها المرحوم الوالد، وهي: – خدمة الكنيسة المباركة ومؤسساتها، – إحترام جميع الناس دون أي تمييز أو تفرقة، – عمل الخير والمساعدة> دون أن تعرف اليد اليسرى ما فعلته اليمنى”.
وختم: “نشكركم جميعاً على مشاركتنا هذه المناسبة الغالية على قلوبنا، أنتم أهل الوفاء للقيم الحقيقية، على أمل اللقاء قريباً في مناسباتنا القادمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!