التقدير الأمني الإسرائيلي: حرب لعدة أيام بين إسرائيل و” الحزب” قريباً!
صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية:
تنقل جريدة يديعوت احرونوت الإسرائيلية عن المستوى الأمني والسياسي الاسرائيلي ما يمكن اعتباره ” تقدير موقف” للوضع بين لبنان وإسرائيل على خلفية التوجه الاسرائيلي لاستخراج الغاز من كاريش وما رافق ذلك من تهديدات للسيد ن ص ر ا ل ه ، يفيد بالتالي :
– قد تحدث جولة تصعيد عسكري ( حرب ) تمتد ” لبضعة أيام فقط” بين إسرائيل والحزب .
– ان ” السيد ن ص ر ا ل ل ه مضطر للدخول في جولة تصعيد عسكري ضد إسرائيل ” إرضاء لإيران” ؛ ودائما وفق ما يقوله التقدير الأمني السياسي الاسرائيلي، بحسب ” يديعوت احرونوت ” .
وبحسب ما يرشح عن وسائل الاعلام الإسرائيلية ، فيبدو أن هذا التقدير الأمني السياسي الاسرائيلي للموقف العسكري بين ا ل ح ز ب وإسرائيل، هو خلاصة نقاشات معمقة جرت داخل الكيان العبري طوال الاسابيع الماضية .
.. ولقد رأت هذه النقاشات ان مخاطر التصعيد العسكري بين اسرائيل والحزب بشأن حقول الغاز في البحر المتوسط، تتصاعد بشكل كبير وتقترب من الصدام والانفجار العسكري.
و يرى هذا التقدير الاسرائيلي، ان هناك عاملين اثنين اساسيين هما المسؤولان عن ان لحظة الحرب بين إسرائيل وا ل ح ز ب باتت قريبة جدا :
العامل الأول يتمثل بحقيقة أن ملف الطاقة في المتوسط – وفي كل العالم- أصبح في هذه الفترة ، وبسبب ازمة اوكرانيا، من الملفات الرئيسية والحيوية على طاولة أو اجندة المجتمع الدولي ..
.. و نظرا للأهمية القصوى التي يأخذها عالميا ملف الطاقة في المتوسط في هذه الفترة ، فإن ايران – ومعها ا ل ح ز ب – ، ستحاول ” استغلال ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، أكثر من أي وقت مضى”.
العامل الثاني الذي يجعل “احتمال نشوب حرب لايام معدودة واردا” ، بحسب التقدير الامني السياسي الإسرائيلي ، مفاده انه في ظل وجود انطباعات و مؤشرات بأن الوضع العسكري بين الطرفين ( إسرائيل والحزب ) يتزايد توترا بسبب الغاز، فأنه يلاحظ بالتوازي وبالمقابل، أن المفاوضات غير المباشرة، عبر الوسيط الأميركي هوكشتاين ، بين إسرائيل ولبنان تسير إلى طريق مسدود . وهذا يدل على ان مسار التصعيد العسكري يسبق مسار التسوية الذي يقوده هوكشتاين.
.. ولكن في ظل الكلام عن حتمية نشوب ” حرب لعدة ايام” ، فإن ما يسترعي الانتباه، وما يبدو لافتا من خلال قراءة معمقة لما يسربه الاعلام الاسرائيلي عن نقاشات تقدير الموقف الأمني مع لبنان على خلفية أزمة غاز المتوسط ، هو وجود ” حيز مهم داخل هذا النقاش الاسرائيلي” يتم تسميته ” بالبدائل الهادئة” التي تسعى لتحاشي حصول صدام عسكري .
ولقد ورد هذا المصطلح ( البدائل الهادئة) غير مرة في التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي تنقل أجواء نقاش المستوى السياسي والأمني الاسرائيلي حول موضوع ازمة غاز المتوسط مع لبنان وتهديدات ا ل ح ز ب . ولعل أوضح كلام عن هذا المصطلح، نقلته صحيفة هآرتس عندما قالت أن مسؤولين في سوق الطاقة الإسرائيلية يبحثون، بكل هدوء، عن ” بدائل هادئة للتنقيب في حقل الغاز الطبيعي ‘ كاريش’ بالبحر المتوسط”، والذي كان مقررا أن يبدأ في مطلع شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وذلك لتجاوز مخاوف حدوث عرقلة لعملية التنقيب بسبب التوتر الجاري بين ا ل ح ز ب اللبناني وإسرائيل.
والواقع ان البحث عن ” بدائل هادئة” لتجاوز امكانية حدوث صدام عسكري بين الحزب وإسرائيل – نتيجة ان التوتر حول كاريش يتصاعد يوميا، فيما مسار التسوية لهوكشتاين يتراجع يوما بعد يوم – ، لا يشمل فقط تل أبيب، بل حتى السيد ن صر ا ل ل ه تحدث خلال لقائه العاشورائي السنوي مؤخرا، عن أن تحقيق أهداف التهديد الذي أطلقه بقوله انه “لا غاز لإسرائيل بدون غاز للبنان”، قد تتحقق بدون حصول اية حرب او بالحد الاعلى عبر حصول “حرب موضعية” تكون عبارة عن “تبادل ضربات متناسبة”.
وبخلاصة استعراض النقاش الاسرائيلي يصبح واضحا أن هناك اتجاه اما لحرب لبضعة أيام، وهي ما يسميها ن ص ر ا ل ل ه بتبادل الضربات المتناسبة، أو البدائل هادئة وهي تشمل اما حل مؤقت يتوصل إليه هوكشتاين واما حل تبادر إليه إسرائيل من طرف واحد كفكرة إيجاد بدائل هادئة عن اتنقيب في كاريش؟؟ .
المصدر: وكالات