متى يجب البدء بالفحوص للكشف المبكر عن سرطان البروستات؟
صدى وادي التيم-طب وصحة/
يعتبر سرطان البروستات من السرطانات التي تتطور بصمت، حيث لا تظهر أعراضها إلا في مراحل متقدمة. هذا ما يستدعي الحرص على الوقاية عبر إجراء الفحوص اللازمة للكشف المبكر، خصوصاً أن تشخيصه في مراحل مبكرة يزيد إلى حد كبير من فرص العيش، وفق ما يؤكد الطبيب الاختصاصي في أمراض جهاز البول الدكتور نزيه يوسف.
في أي مرحلة عمرية يجب البدء بإجراء الفحوص للكشف المبكر عن سرطان البروستات؟
في حال عدم وجود حالات في العائلة، يجب البدء بإجراء الفحص المبكر لسرطان البروستات من سن الـ 50. لكن يوسف يشدد على عدم إجرائه بعد سن السبعين لأنه بذلك يتم الاستناد إلى معدل سنوات العيش. ولأن هذا المرض يتطور ببطء، في حال عدم كشفه قبل سن الـ 70، فلا جدوى من إجراء الفحوص بعدها. وبالتالي قد تحصل الوفاة بعد هذه المرحلة العمرية لأي سبب آخر غير الإصابة بالمرض، مع الإشارة إلى أن كافة الرجال يصابون بسرطان البروستات في سن الـ 95.
وفي حال وجود حالات سرطان بروستات في العائلة من جهة الأب، كالعم مثلاً، تُجرى الفحوص بدءاً من سن الـ40. فإذا كان معدل الـPSA منخفضاً عندها يمكن الاكتفاء بالمتابعة بعد سنوات عديدة.
ما الفحوص التي تجرى في هذه الحالة؟
ثمة فحصان يتم الاستناد إليهما للكشف المبكر عن سرطان البروستات، بحسب يوسف، وهما فحص الإصبع والـPSA في فحص الدم. إلا أن فحص الإصبع هو المعيار الأول والأساسي الذي يزيد فرص الكشف المبكر عن المرض. في المقابل، لا يسنتد الطب إلى الـPSA
كرقم منفصل، فإذا كان مرتفعاً، فهذا لا يدعو إلى القلق، لأنه يمكن أن يكون السبب وراء ذلك أية مشكلة في البروستات كالورم الحميد والتعرض لضربة في هذا الموضع والإمساك الحاد وغيرها من العوامل العديدة التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الأرقام.
مع الإشارة إلى أن أرقام الـPSA ترتفع مع التقدم بالعمر. لذلك، ثمة عملية حسابية معينة يتم الاستناد إليها ومعايير عدة تؤخذ بالاعتبار في تشخيص المرض؛ منها معدل الارتفاع في الرقم من عام إلى آخر. هذا، وفي حال تبين وجود خطر، يجرى التصوير بالرنين المغناطيسي للمساعدة في التشخيص، إضافة إلى الخزعة والصورة الصوتية.
هل يمكن أن تظهر أعراض المرض في مرحلة من المراحل؟
لا تظهر أية أعراض للمرض عندما يكون في أولى المراحل في غدة البروستات. في المقابل يمكن أن يشعر #الرجل بالتضخم الحميد ولا يشعر بإصابته بسرطان البروستات، إلا في حال انتشاره إلى الغدد اللمفاوية، عندها قد يحصل تورم في القدمين، أو إلى العظام ما يسبب ألماً في الموضع المعني، أو يمكن أن يؤدي إلى انسداد على مستوى الكلية، أو يؤدي إلى ارتفاع في مستويات الزلال. وهذا يحصل في مراحل متقدمة من انتشاره. ويجب التشديد على أن الكشف في سن متأخرة لا جدوى منه، طالما أن تطور المرض يحصل في سنوات عديدة.
هل الجراحة هي العلاج الوحيد للمرض؟
بقدر ما يكون المريض أصغر سناً، تكون الجراحة أساسية، لأن الحل الجذري يكون مطلوباً أكثر في مثل هذه الحالة ليعيش المريض حياة أطول خالية من السرطان من دون مواجهة مخاطره. كما أن نوع المرض يحدد ذلك عندها، ويمكن أن يكون تطوره أسرع. فبين سن الـ 50 و60 سنة تكون الجراحة حكماً هي الحل. أما في باقي الحالات فتكون المتابعة ضرورية إلى جانب العلاج. فبين سن 60 و70 سنة يمكن التحديد على أساس الخزعة، وقد تكون المتابعة ممكنة من دون جراحة، طالما أن تطور المرض يكون أخف وأبطأ.
مع الإشارة إلى أن فرص التعافي تكون كبيرة في حال الكشف المبكر، واتباع العلاج في الوقت المناسب يزيد فرص العيش والتعافي من المرض. إنما في كل الحالات، يشدد يوسف، على أهمية التشاور مع المريض في تحديد نوع العلاج المتبع وبعد عرض الاختيارات أمامه، لأن القرار يجب أن يعود له في النهاية.