فوضى الطاقة الشمسية.. قنابل موقوتة في منازلنا؟
بحسب المدقّق الفني في أنظمة الطاقة والسلامة العامة علي بشارة: «نظام الطاقة الشمسية هو محطة كهرباء صغيرة». بالتالي كلّ مخاطر التعامل مع محطات الكهرباء يجب أن تؤخذ في الاعتبار. يوضح «كلّ مواصفات المحطة أصبحت موجودة في بيوتنا: توليد الكهرباء، التحويل من تيار مستمر إلى متردّد والتخزين». هذا يضاعف المخاطر ويتطلب وضع كلّ «الحمايات المطلوبة». ويرى أن «معظم البيوت في لبنان اليوم خارج دائرة الحماية بسبب عدم وجود خط أرض (تأريض) يحمي من الجهد الكهربائي العالي الآتي من ضربات الصواعق».
أما على مستوى سوق الطاقة الشمسية في لبنان، فيرى فيها بشارة مشكلات عديدة بسبب عدم وجود رقابة على الاستيراد. يسأل «من يراقب معايير السلامة في الأجهزة المركبة، ومن يعطي الرخص للفنيين المؤهلين؟». ثم يروي مشاهداته لأنظمة هي بمثابة «قنابل موقوتة» بعدما قام من ركبها بـ «فك الوصلات بين اللوحات المعروفة بـmc4 والاستعاضة عنها بتوصيل بدائي مع لواصق بلاستيكية». ويشير إلى «إمكانية احتراق اللوحات لهذا السبب كون هذه التوصيلات لن تتحمل تياراً كهربائياً كبيراً كالذي تنتجه اللوحات في ساعات الذروة». كما أنّ الحريق قد يحدث لعدم وجود (الفيوز) fuse على مخارج الطاقة في اللوحات، بالتالي أي قصور كهربائي سيؤدي إلى مرور تيار كبير في اللوحة يتسبّب في اشتعالها. ولكن يعود ويطمئن إلى أنّ «نسب احتراق اللوحات لا تتجاوز الـ 2% من مجمل الحرائق التي تسبّبها الكهرباء». ويضع كل المشكلات التي قد تطرأ على الناس عند الدولة التي تخلّت عن إنتاج الطاقة ودفعت الناس صوب هذه الخيارات.
المشكلات لا تنتهي عند هذا الحد بحسب خبير الطاقة المتجددة أحمد بركات الذي يضيف إلى أسباب احتراق اللوحات: «عدم احترام نوعية الكابلات الكهربائية المطلوبة للتيار المستمر الصادر عن اللوحات الشمسية». التيار المستمرّ يحتاج إلى كابلات أكثر سماكة وأيّ تلاعب بهذا الأمر لتوفير المال وشراء ما هو أقل سُمكاً سيؤدي إلى رفع حرارة الشريط الكهربائي بالتالي وقوع الحريق. كما أنّ توصيل الألواح بين بعضها البعض بمجموعات غير متكافئة العدد (مثلاً توصيل مجموعة من أربعة لوحات على مجموعة من ثلاثة) يزيد من احتمالية وقوع الحرائق المرتبطة باللوحات.
المصدر: الاخبار