من تاريخ بلدة الخيام: عبر ابراهيم باشا بالاَلاف المؤلفة من جنوده من دون ان تتأذى قصلة فول واحدة.

صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم:
يروي الشاعر حسن عبد الله الذي تركنا بالأمس القريب، أنه كان يتنزه يوماً في سهل الخيام مع الشاعر الراحل محمد عبد الله حين شاهدا حقل فول، فهجما عليه والتهماه “بمهارة القوارض” كما يصف.
وكان مدير مدرسة الشاعرين، هو المربي الخيامي الكبير (ووالد محمد) الراحل علي حسين عبد الله، وكان من عادته أن يلقي عظة يومية في الطلاب قبل الدوام فخطب وقال:
“مرّ الفاتح المصري الشهير ابراهيم باشا في اواخر القرن الماضي بفلسطين، وكان عليه بعد مغادرته لها، ان يمر في مرج بلدتنا الخيام في تسعين الفاً من جنوده. فجُن جنون أهل الخيام، الذين كانوا قد زرعوا في تلك الايام مرج الخيام فُولاً، ولم يشكّوا في أن موسم الفول سيتعرض للإبادة.
وفي فجر اليوم التالي، وكان الجيش قد عبر مرج الخيام، هرع أهالي الخيام الى حقولهم فأذهلهم ما شاهدوه: لقد عبر ابراهيم باشا بالاَلاف المؤلفة من جنوده من دون ان تتأذى قصلة فول واحدة.
أما البارحة، فقد مر إبني محمد وحسن خليل (عبد الله) بحقل من الفول فلم يتركوا فيه قصلة واحدة واقفة على ساقها!”
ويقول شاعرنا الراحل في نصه، أنه خجل بعدها لسنوات أن يمر قرب حقل فول، و”هكذا، كان الأستاذ علي يربينا في أيامٍ كان الاولاد فيها أقرب إلى جنس الشياطين منهم إلى جنس البشر”.
رحم الله الشاعرين حسن ومحمد عبد الله، وجيل المربين الذين كان منهم أستاذهما علي عبد الله، والذين فتحوا لأولاد الفلاحين نافذةً على العالم الكبير.
الصورة: المربي الراحل الأستاذ علي حسين عبد الله مكرّماً بإطلاق اسمه على المدرسة المتوسطة – الخيام 2012
صفحة: خضر سلامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى