واقع القطاع الزراعي في قضاء حاصبيا – الدور والمعوقات وتحديات التنمية ( بحث لهاجر محمد يحي )
صدى وادي التيم – اخبار وادي التيم /
– نبذة عن البحث
يشكل القطاع الزراعي في قضاء حاصبيا (محافظة النبطية) مورد رزق لغالبية المقيمين فيه، ولعل الدليل الواضح على ذلك هو تزايد مساحة الأراضي المزروعة، ولا سيما الزراعات البعلية. ففي العام 1974 شكلت مساحة الأراضي المزروعة في قضاء حاصبيا “21880 هكتارًا، 94.8% منها زراعات بعلية 5.2% منها مروية”[1]. وتشكل زراعة الزيتون النسبة الأعلى من هذه الزراعات البعلية، إذ باتت تُعرف حاصبيا بمنطقة “المليون شجرة زيتون وأكثر من 35 ألف تنكة زيت سنويًّا”،[2] وأصبحت قادرة على تأمين الاكتفاء الذاتي للسكان من منتجات الزيت والزيتون، إضافة إلى فائض يتم تسويقه في الداخل اللبناني وحتى في الخارج. وبما أن الزراعة قطاع أولي في معظم الدول وتقع على عاتقه المسؤولية الكبرى في تنمية المناطق الريفية، وتأمين فرص عمل ودخل إضافي للسكان، يساهم في دفع القطاع الصناعي إلى الأمام ويتمحور حوله عدد من الأنشطة الإقتصادية المكملة كتجارة الأسمدة والأدوية الزراعية والآلات الزراعية والشركات، بالإضافة إلى مصانع متنوعة لحفظ الانتاج وتصنيعه.
1. أهمية البحث
– تكمن أهمية البحث في أن القطاع الزراعي يشكل صمام أمان للحياة الاقتصادية وللأمن الغذائي الوطني.
– تعمل الزراعة على التخفيف من حدة الفقر وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة بشكل عام، وفي تنمية الأرياف وتحسين مستوى العيش فيها.
– تعمل الزراعة على تحقيق التوازن الاجتماعي والاستقرار الأهلي والإنماء المتوازن.
2. أهداف البحث
نهدف من خلال هذا البحث إلى:
– التعرف على القطاع الزراعي فيه وأهم المنتجات الزراعية والمساحات المزروعة فيه.
– التعرف على الفرص المتاحة والمعوقات أمام القطاع الزراعي في قضاء حاصبيا.
3. تساؤلات البحث:
تعدّ الزراعة القطاع الأولي الذي تركزت عليه القطاعات الأخرى، ومدت السكان بالغذاء ومواد الكساء، والصناعات الأخرى بالكثير من المواد الأولية ورؤوس الأموال والقوى العاملة اللازمة لتقدمها، كما تعدّ اللبنة الأولى التي قام عليها القطاع الصناعي، أما تاريخيًّا فترتبط الزراعة بالإنسان الذي عرف الاستقرار بفضل تعرفه على الزراعة، وبدأت عندها تكوُّن المجتمعات. وعلى مرّ العصور شكلت التطورات الزراعية عوامل شديدة التأثير في التغير الاجتماعي كما في التوازن الديموغرافي للمجتمعات الريفية والتنمية المحلية. وبما أن قضاء حاصبيا هو منطقة ريفية تتمتع بمزايا زراعية مهمة، يمكن طرح التساؤلات الآتية:
· ما هو واقع القطاع الزراعي في هذا القضاء؟
· ما هي أهم منتجاته؟ الفرص المتاحة والمعوقات؟
· ما هي قدرته على تأمين فرص عمل والمساهمة في تنمية المنطقة؟
4. الفرضيات:
يشكل القطاع الزراعي فرصة مهمة لأبناء المنطقة لتحسين قدرتهم المعيشية وللبقاء في أرضهم. كما يشكل مورد رزق إضافي أو أساسي لغالبية المقيمين في القضاء وحتى لأبنائه النازحين والمهاجرين خاصة من خلال اعتمادهم الزراعات الدائمة (الزيتون، العنب، التين، الجوز وغيرها).
· تنتشر الزراعات العديدة والمتنوعة في قضاء حاصبيا خاصة بعد التحرير (25 أيار 2000) وانسحاب العدو الإسرائيلية من المنطقة ما ساهم في تشبث السكان بأرضهم.
· تشتهر المنطقة بانتاج الزيتون والتين والعنب والصبير (زراعات الدائمة)، كذلك بانتاج المزروعات الموسمية وفي مقدمتها البطيخ والبندورة والخيار وغيرها.
· إن هذه الزراعة في حالتها القائمة تساهم في تأمين فرص عمل موسمية، كما تساهم في تنمية المنطقة بشكل ملحوظ.
– قضاء حاصبيا
1. موقعه مساحته وحدوده: يقع قضاء حاصبيا على الحدود الجنوبية اللبنانية في سفح جبل حرمون على مفترق طرق شكل في ما مضى، حلقة وصل بين سوريا وفلسطين والأردن ولبنان، هو أحد أقضية محافظة النبطية الأربعة، مثلث الشكل تقريبًا، “يبلغ متوسط ارتفاعه عن سطح البحر حوالي 800 م ويبعد من الساحل اللبناني حوالي 30 كلم شرقًا”[3]، مساحته حوالي 216.15 كلم2. تحده سوريا وجبل حرمون من جهة الشرق والشرق الجنوبي وغربًا قضاء مرجعيون، يتصل مع قضاء جزين في ممر ضيق عبر كوكبا، الدلافة وبرغز، أما شمالاً فيحده قضاءي راشيا الوادي والبقاع الغربي.
2. قرى وبلدات القضاء: يضم قضاء حاصبيا حوالي 19 بلدة [4] هي كالتالي:
أ- قرى العرقوب وهي مجموعة من القرى تقع في القسم الشرقي من القضاء وهي: شبعا، كفرشوبا، راشيا الفخار، كفرحمام، الهبارية، وهذه القرى تقع في القسم الشرقي من القضاء.
ب- في القسم الشمالي والشمالي الغربي: بلدة حاصبيا مركز القضاء، إضافة إلى: الكفير، الخلوات، عين تنتا، ميمس، عين قنيا، شويا، مرج الزهور، عين جرفا، أبو قمحة، الفرديس، كوكبا، برغز، الدلافة.
ج- أما قرى القسم الجنوبي فهي: حلتا، الماري، السلامية، المجيدية، وادي خنسا، وهذه القرى أصبحت مناطق زراعية بامتياز بعد التحرير.
هاجر محمد يحيى