الياس جراده واليمين الغبي … بقلم بيار عطاالله

صدى وادي التيم-رأي حر بأقلامكن/

نسمع هذه الايام نغمة إتهام النائب المنتخب الدكتور الياس جراده انه شيوعي، وكأنها تهمة مشينة او أمر سيء او ما الى ذلك ويتناسى هؤلاء ان صورة الامين العام للحزب الشيوعي الشهيد جورج حاوي ترتفع في كل مناسبة لاحزاب وقوى 14 اذار خصوصاً “حزب القوات” الذي يشن احد مرشحيه السابقين (وليس الحزب) حملة شعواء على جراده لتشويه صورته وتحطيم الانجاز التاريخي الذي تحقق باختراق لائحة الثنائي في الجنوب الثالثة. كما ويتناسى هؤلاء ان التنسيق بين حزبي الكتائب والشيوعي لم يعد خفياً وان ثمة تفاهم بين الجانبين على الكثير من الامور…
أود ان اروي للاصدقاء ولمن يهمه الامر ان تهمة موالاة الشيوعية والقومية السورية ليست جديدة لا على الدكتور جراده ولا على كل ابناء منطقة حاصبيا – مرجعيون وتحديداً المسيحيين منهم، فخلال الحرب وكنت انا وشقيقي واقاربنا وقسم كبير من شباب بلدتنا راشيا الفخار وغيرنا من القرى الجنوبية كتائبيين وناشطين سياسياً وعسكرياً، لا بل ان عدداً من الشباب كان في قوات النخبة في “القوات اللبنانية” لكن ذلك لم يكن يعفينا من تهمة الشيوعية او القوميةالاجتماعية. فما ان كنا نلتقي بالبعض وخصوصاً اذا كان من القريبين من “الشعبة الثانية” او انصار الرئيس الراحل كامل الاسعد او من احزاب “الجبهة اللبنانية” حتى يبادرنا بالسؤال اللبناني التقليدي: “من وين الشباب ؟”، وكنا نعرف عن انفسنا، حتى يقول: “انتو شيوعية وقومية”، سواء اكنت من ابل السقي او راشيا الفخار او مرجعيون ودير ميماس كي لا اقول اذا كنت ارثوذكسياً.
في البحث والاستقصاء والكتابة عن تاريخ بلدتنا راشيا الفخار واحوال المسيحيين جنوباً (والتي صدرت في كتابي “راشيا الفخار – سيرة مسيحيي الجنوب”)، تبين لي ان حزب الكتائب كان اول الاحزاب التي انتشرت في هذه المناطق منذ العام 1936 وكان يضم دروزاً ومسيحيين، ثم كان الانتشار الاكبر للكتائب في الجنوب اواسط الخمسينيات عندما انضم الالاف من الشيعة الى الكتائب وخصوصاً مع بدء عهد الرئيس فؤاد شهاب. وعندما ذهب الشيخ بيار الى حاصبيا العام 1936 كانت وفود الاقسام الكتائبية هناك اكثر منها في المتن وبشري والبترون. لكن بين التاريخ المثبت بالوقائع والجهل او الغباء مسافة قصيرة يعززها الحقد وقصر النظر والانانية.
الياس جراده شيوعي وكأنها تهمة وهو ليس شيوعياً وهناك ايقونات في منزله اكثر بكثير مما يوجد لدى من يتطاول عليه. وثمة حقيقة يجب ان تقال ان الحزب الشيوعي له انصاره ومحبيه وله فضله على ابناء المناطق الحدودية وهو ارسل مئات لا بل الالاف من الطلاب الى تلقي علومهم الجامعية في الاتحاد السوفياتي ودول اوروبا الشرقية، وفي زمن ما قبل الحرب العام 1975 كان الشيوعي يتبنى كل قضايا هذه المناطق المحرومة من دعم شتلة التبغ والزيتون الى المطالبة ببناء مستشفى وجامعة والوقوف الى جانب الاهالي… والامر لم يكن تهمة يحاكم عليها القانون ولا يزال وإلا لماذا استقبل الدكتور جعجع الشهيد جورج حاوي بعد نهاية الحرب في لقاء غسل النوايا. ولماذا يلتقي سامي الجميل وغيره مع قيادة الحزب الشيوعي…
اعتب على مارسيل غانم في طريقة مقاربته لمقالة الزميل ابراهيم بيرم بالامس، ولم يقصر النائب الياس جراده في تشبيه الامر بالاستجواب الاسرائيلي في معتقل الخيام…. نعم دخل جراده الى معتقل الخيام وانا سجنت هناك، وكل مقيم في الجنوب تحت الاحتلال الاسرائيلي كان مشروع معتقل، كما كان الامر مع الاحتلال السوري…. لذا اوقفوا هذه المسخرة ولا تعيدوا تجربة “اليمين الغبي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!