لبنان بعد الإنتخابات ذاهب الى الفراغ على خطى ما يحدث في العراق !
صدى وادي التيم-لبنانيات/
خطاب أمين عام السيد ن ص ر ا ل ل ه، اول امس تضمن ، موقفا واضحا يرسم ما هو مقبول حول تشكيل الحكومة المقبلة بعد الانتخابات وما هو ممنوع ، إذ قال ن ص ر ا ل ل ه أن حارة حريك لن تقبل بعد الانتخابات بحكومة مستقلين ، بمعنى أنه لن يقبل الا بحكومة سياسية ، ولكن ن ص ر ا ل ل ه معروف وفق مواقفه القديم – الجديد الثابت بانه لن يقبل بحكومة أغلبية سياسية بل بحكومة توافقية تنتجها تسوية سياسية بين كل مكونات الاحزاب اللبنانية الستة.
هذا الموقف المبكر ل ن ص ر ا ل ل ه عن رفضه حكومة المستقلين، ومناداته بحكومة سياسية ؛ أي بحكومة توافقيه سياسية ، يريد ن ص ر ا ل ل ه من خلاله استباق الوقت ، ويريد القول بلسان إقليمي ما معناه أن ما لم يقبل به ال ح ش د ال ش ع ب ي في العراق بعد الانتخابات النيابية هناك ، لن يقبل فيه الحزب في لبنان، بعد الانتخابات النيابية في ١٥ أيار.
اي ان ن ص ر ا ل ل ه يستبطن القول بلسان إقليمي ان ما لم ينجح الغرب بالحصول عليه بالعقوبات ضد محور ايران في العراق ولبنان ، لم ينجح بالحصول عليه بالانتخابات وبعد الانتخابات ، لا في العراق ولا في لبنان .
وفي تفاصيل الترجمة العملية لهذا الموقف، وبغية معرفة إلى أين ذاهب الوضع في لبنان سياسيا بعد انتخابات ١٥ أيار بغض النظر عن نتاىجها، يجدر إيراد إيجاز عن ما يحصل اليوم في العراق بعد انتخاباتها النيابية التي جرت قبل أشهر.
لقد.أدت الانتخابات العراقية إلى تراجع تمثيل ال ح ش د الش ع ب ي في البرلمان، وذلك لمصلحة تيار السيد م ق ت دى ال ص در المعارض لل ح شد ال ش ع بي والذي أصبح القوة النيابية رقم واحد في العراق.
ويرفض الصدر مع حلفائه السنة والإكراد العودة إلى حكم العراق من خلال حكومة توافقيه بالتشارك مع الإطار الشيعي التنسيقي الذي يضم ال ح شد ال ش ع ب ي وحلفائه، ويطالب الصدر بحكومة أغلبية سياسية، أي بحكومة موالة ومعارضة.
ويعلن الصدر انه يترك المجال لل ح ش د ال ش ع ب ي ان يشكلوا حكومة أغلبية سياسية ليكونوا هم وحلفائهم وحدهم في الحكم ، وليكون التيار ال ص د ري وحلفائه في المعارضة. واذا لم ينجح الحشد في نيل أغلبية لتشكيل حكومته، فحينها يبادر الصدر مع حلفائه لتشكيل حكومة أغلبية، على أن يكون ال ح ش د ال ش ع ب ي وحلفائه في المعارضة.
والواقع من نسبة تمثيل ال ح ش د ال ش ع ب ي وحلفائه في البرلمان لا تسمح لهم بتشكيل حكومة أغلبية سياسية ، ولكن لدى الحشد نفوذ سياسي وعسكري في العراق يمكنه من منع الصدر من تشكيل حكومة من دونهم.
وعند هذه النقطة الخلافية، دخل العراق في فراغ سياسي أدى إلى منع تشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية .
نفس الوضع سيشهده لبنان بعد الانتخابات ، ففي حال اخذ الحزب الأغلبية او لم يأخذها فهو لن يسمح بتشكيل حكومة مستقلين كما قال ن ص ر ا ل ل ه منذ الآن، ومن جهة ثانية فهو لن يكون متحمسا لتشكيل حكومة لون واحد سياسي ولو مع حلفائه ، لأن ذلك سيحمله كرة نار الازمة الاقتصادية وحيدا. ويرى الحزب ان حكومة اللون الواحد بقيادته هي أشبه بفخ يتم نصبه له من قبل معارضيه في الداخل والخارج.
.. وبالمقابل ، وبنفس الوقت فان القوى المعارضة الحزب لن تقبل بتسوية حكومية جديدة معه، سواء نالت الأغلبية او من دونها ، لأنها لم تعد تؤمن بشراكة حكومية مع الحزب، وهي ستطالب بحكومة أغلبية سياسية ، تقسم البرلمان الى معارضة وموالاة على اساس سياسي .
.. وعليه فان لبنان سيذهب إلى عقدة اية حكومة ستشكل بعد الانتخابات : هل هي حكومة مستقلين ليس الاحزاب يد فيها، وهذا خط أحمر بالنسبة للحزب؛ ام حكومة توافقية سياسية كما يريد الحزب في لبنان وال ح ش د ال ش ع ب ي في العراق، وهذا خط احمر ترفضه القوى التغييرية والتي تطلق على نغسها قوى سيادية ؟؟، ام هي حكومة أغلبية سياسية كما يريد معارضي ال ح شد ال ش ع ب ي في العراق ومعارضي الحزبفي لبنان؟.
وما هو اكيد هو انه لن يكون ممكنا جسر الهوة في لبنان بين مطلب الحكومة التوافقية التي يريدها الحزب ، وبين مطلب حكومة الاغلبية السياسية التي يريدها خصومه من القوات اللبنانية إلى الكتائب إلى القوى التغييرية والى الكتل السنية المعارضة للحزب، وربما إلى كتلة وليد جنبلاط. تماما كما لم يكن بالإمكان في العراق التوفيق بين ال ح ش د ال ش ع ب ي ومعارضيه حول هذا الموضوع، ولذلك دخل العراق اليوم، وبعد الانتخابات النيابية، في فراغ سياسي طويل الأمد ومن دون افق، وسيدخل لبنان غدا ، وبعد الانتخابات ١٥ أيار، في فراغ سياسي طويل الأمد ودون افق، حيث لن يكون ممكنا تشكيل حكومة ولن يكون ممكنا انتخاب رئيس للجمهورية. وايضا ربما يحدث في لبنان نفس ما حدث في العراق لجهة ان يكون هناك إمكانية لانتخاب رئيس للبرلمان، وليس أكثر من ذلك
المصدر: الهديل