استكشاف هوة الرام قضاء بعلبك بعمق 91 متراً

صدى وادي التيم – لبنانيات :
قصة اكتشاف الهوة
بتاريخ ٢١ من شهر نيسان من العام ٢٠١٩ تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده ظهور هوة في أرض أحد المزارعين في بلدة الرام غرب بعلبك. أثار هذا الحدث بعض الخوف لدى مالك الأرض من انخسافها وتهديد السلامة العامة. أسامة القادري كان من الأوائل الذين كتبوا وحرّروا هذا الخبر من موقع مناشير في شتوره. بعد عدة أيام، قام مراسل قناة المنار علي يزبك، بإعداد تقرير إخباري تناول فيه الحدث بتفاصيله عبر مقابلات مع أصحاب الأرض التي ظهرت فيها الهوة، ومع اختصاصي في الجيولوجيا.
التحضير لاستكشاف الهوة من قبل الجمعية اللبنانية لدراسة المغاور ALES
في هذا الوقت كانت الجمعية اللبنانية لدراسة المغاور من خلال مهدي غدار، تقوم بالإجراءات اللازمة والترتيبات اللوجستية تحضيراً لاستكشاف الهوة، فتمّ التواصل مع مالك الأرض السيد علي نون، ومع أشخاص من بلدية الرام، للاتفاق على موعد بغية استكشاف الهوة، وقد انحصر العمل لفريق الجمعية دون غيرها.
وبتاريخ ٢٨ نيسان ٢٠١٩ قام أعضاء من الجمعية اللبنانية لدراسة المغاور، بقيادة: جوزيف تابت، وبمشاركة كلّ من الأعضاء: عبدو فغالي، فادي مهنا، مازن أرزوني، ايلي سعادة، و نهلا عرب، بزيارة موقع الهوة، وذلك بحضور مالك الأرض والقوى الأمنية التي كانت قد طلبت بوضع شريط لمنع الإقتراب من مدخل الهوة خوفاً من السقوط بداخلها.
بعد التعرّف على صاحب الأرض وبعض من أهالي القرية، والإستماع إليهم ثم تدوين معلوماتهم عن المنطقة وما يعرفونه عن الهوة، بدأنا بالتحضير للنزول إلى الهوة التي أخبرنا عنها أنّ عمقها قد يصل إلى 150 متراً، علماً أنّ المقال المنشور قد ذكر أنّ فتحة الهوة تصل إلى حدود 5 أمتار.
وصف هوة الرام
مدخل الهوة عبارة عن فوهة بعرض 70 سم في أرض ترابية مسطّحة، ونظراً لعدم وجود مكان آمن لتثبيت الحبال على الأرض، تمّت الإستعانة بسيارة عبدو فغالي ذات الدفع الرباعي لتثبيت الحبال. الخمسة أمتار الأولى هي عبارة عن طبقة ترابية، بعدها تظهر طبقة صخرية بفتحة ضيقة نسبياً، ولوحظ وجود أتربة متساقطة بكثرة قبل فتحة البئر الأولى، التي وصل عمقها إلى 36 متراً، وهي على شكل قمع يتّسع في الأسفل مع أرض مغطاة بالحجارة والقليل من الأتربة المتساقطة، بالإضافة الى بعض الوحول الملتصقة على جدران البئر. المنطقة الواقعة بعد البئر الأولى هي عبارة عن تدرّجات صخرية تبلغ 8 أمتار مغطّاة بالكامل بالترسّبات الكلسية ذات اللون الأصفر المائل إلى البنّي، وقد اختلفت بين الصواعد والنوازل (Stalagmites & stalactites)، بالإضافة إلى وجود فتحة في السقف على شكل مدخنة مليئة بالترسّبات الكلسية والتي تمتدّ نزولاً صوب القعر.
البئر الثانية بعمق 44 متراً وتتسّع لتصل لحدود 10 أمتار بالصخر الكلسي ذي اللون الأبيض مع وجود تسرّب خفيف للمياه على الجدران. قعر هذا البئر مليء بالحجارة الكبيرة وبعض الصخور مغطّى بطبقة خفيفة من الترسّبات الكلسية. تنتهي هذه البئر بتدرّج بين الصخور يمكن نزوله من دون حبل، ويؤدّي إلى ممرّ بطول 15 متراً يضيق في نهايته ولا يسمح بمرور الإنسان. الجدران في قعر البئر مغطاة بالترسّبات الكلسية، والملاحظ أنّ لونها مائل إلى الإحمرار أكثر من البئر الأولى.
الخريطة الطوبوغرافية، الدراسة…
– قام الفريق المشارك برسم الخريطة الطوبوغرافية للهوة وتحديد قياساتها وأخذ بعض الصور، ولكنّ الوقت تأخر واضطررنا للصعود إلى خارج الهوة.
– تتطلّب الهوة أن يقوم مستغورو الجمعية بزيارة ثانية لاستكمال دراستها ووضع وصف لها أكثر دقّة، ولفهم طبيعة الهوة الجيولوجية وتحديد سبب تكوّنها.
– وصل عمق الهوة الإجمالي إلى 91.6 متراً, وهي مقسّمة على بئرين أساسيّتين، وبعض الوصلات الصغيرة.
توصيات ضرورية
من باب المحافظة على بيئة الهوّة كونها معلماً جيولوجيّاً ذا أهمّية كبرى، قام المستغورون بالتمنّي على مالك الأرض التي تتواجد ضمنها، الحفاظ عليها من أي تغيير قد يسيء إليها، طبعاً مع الحرص على سلامة المارة قرب الهوة، وذلك بوضع إشارات تنذر بوجود فوهة، وإغلاق المدخل باستعمال باب يمكن فتحه عند الضرورة، أو للزوم استكمال الدراسة. هذا علماً أنّ الجمعية لدراسة المغاور على أتمّ الاستعداد لتقديم أي مساعدة لإتمام هذه المهمة، على الصعيدين العلمي والتقني.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى