الفيديوهات ورسائل واتساب تزيد كتلة كوكب الأرض
صدى وادي التيم – تكنولوجيا:
عالم فيزياء يثير فكرة جديدة قد تغير مجال العلوم إلى الأبد
يتم رفع أكثر من 720000 ساعة من الفيديوهات على موقع يوتيوب يومياً، فضلاً عن مليارات الرسائل الرقمية، فهل خطر على بالك يوماً ما إذا كانت هذه البيانات الرقمية تحمل كتلة إضافية على الكوكب؟
وفقاً للحسابات التي أجراها عالم الفيزياء بجامعة بورتسموث، ملفين فوبسون منذ بضع سنوات، فإن هذه الكتلة النظرية من الصور المرئية – جنباً إلى جنب مع نصف مليار تغريدة ونصوص لا حصر لها ومليارات من رسائل واتساب وكل جزء من المعلومات التي أنشأناها – يمكن أن يجعل كوكبنا أثقل ولو بشكل طفيف، وفقاً لما ذكره موقع “sciencealert”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
وفيما يعد هذا الافتراض جامحا ويحتاج الكثير من الأدلة لقبوله علمياً، فقد أضاف فوبسون إلى نظريته، أن المعلومات قد لا يكون لها كتلة فحسب، بل قد تكون أيضاً حالة جديدة وغريبة للمادة.
في أوائل الستينيات، تنبأ الفيزيائي الألماني الأميركي رولف لانداور بحد أدنى من التغيير في الطاقة لمحو المعلومات من أي نوع من الأنظمة. وفي حين أن ذلك قد يبدو إدراكاً بسيطاً، إلا أن الآثار المترتبة عليه عميقة، حيث تربط فقدان المعلومات بانبعاث الإشعاع الحراري على مستوى أساسي.
ودعمت التجارب على مر السنين منطق لانداور، وصولاً إلى فيزياء الكم، مما يشير إلى وجود شيء على الأقل للكمية الأساسية من الطاقة المرتبطة بتغيير المعلومات.
وإذا أخذنا أيضاً حسابات أينشتاين في الاعتبار، كما يفعل فوبسون، فإن هذا التغيير الأساسي في الطاقة يجب أن يعادل تغيراً في الكتلة، مما يعني أن جميع المعلومات التي نخلقها كل يوم تساهم بكمية ضئيلة ولكن غير صفرية من الكتلة إلى الكوكب.
وبالنظر إلى أقصى الحدود، فإن التراكم الأسي لمقاطع الفيديو والمحتوى الرقمي العملاق الذي تنتجه البشرية يومياً، على جميع المواقع والمنصات سيؤدي إلى بعض النتائج الصادمة في المستقبل البعيد.
وقال فوبسون، إن الكوكب لن يفقد فقط الكثير من الموارد لحفظ كل تلك البيانات، ولكن النمو الرقمي غير المقيد سيعني أيضاً أن جزءاً كبيراً من كتلة الأرض سيكون في نهاية المطاف في شكل معلومات رقمية
وأشار إلى أنه في غضون 350 عاماً، يتوقع بعض الخبراء أن وزن البتّات الرقمية الخاصة بنا يمكن أن يفوق كل الذرات الموجودة على الأرض.
ويمكن لمثل هذه النظرية أن تغير كيفية حساب الكتلة في ظل ظروف معينة، مما يؤدي إلى نظريات جديدة قد تعطينا فكرة أفضل عن طبيعة المادة المظلمة.
ولا يزال اكتشاف التحولات الدقيقة بشكل لا يصدق في الكتلة المتوقعة لأنظمة التخزين كثيفة المعلومات اليوم يفوق قدراتنا في الوقت الحالي. لكن تجربة جديدة اقترحها فوبسون قد تغير كل ذلك، بتطبيق تنبؤ لانداور على الجسيمات الأولية.
وأوضح، أنه إذا افترضنا أن الكتلة الكلية للإلكترون تتكون من طاقة خاملة وقليل من المعلومات حول نفسه، فإنه من الناحية النظرية سيصدر طيفاً يمكن التنبؤ به من الطاقة في رذاذ الفوتونات الذي يتم إطلاقه عند مقابلة نظيره من المادة المضادة والمعروفة باسم البوزيترون.
وقال فوبسون، إن المعلومات الموجودة في الإلكترون أصغر بمقدار 22 مليون مرة من كتلته، ولكن يمكننا قياس محتوى المعلومات عن طريق محوها.
وأضاف: “نحن نعلم أنه عندما يصطدم جسيم من المادة بجسيم من المادة المضادة، فإنهما يقضيان على بعضهما البعض. والمعلومات الواردة من الجسيم يجب أن تذهب إلى مكان ما عندما يتم تدميرها”.
إن البحث عن الأطوال الموجية المحددة جداً للإشعاع في فناء إلكترون محمّل بالمعلومات من شأنه أن يوثق الروابط بين المعلومات كشكل من أشكال الطاقة داخل الجسيمات، بدلاً من كونها ميزة أخرى للديناميكا الحرارية داخل نظام أوسع.
ويرى فوبسون، أن العثور على نوع من مكونات الطاقة الجوهرية والقائمة على المعلومات كسمة أساسية للمادة قد يكون مؤهلاً أيضاً لنوع جديد من الحالة الفيزيائية.
وترجح الدراسة أن المعلومات ربما تكون “فيزيائية ومهيمنة وتمثل حالة خامسة للمادة” مثل السائل والصلب والغاز والبلازما.
وأشار الباحث إلى أنه عند نمو بنسبة 50% سنوياً في البيانات الرقمية، وبحلول عام 2245، يمكن أن تتكون نصف كتلة الكوكب من وحدات بت رقمية.
وحتى يتم إجراء التجربة، ستبقى الفرضية فكرة مثيرة للجدل، وإن كانت مثيرة للفضول. ولكن إذا اتضح أن ذلك صحيح، فقد تكون العواقب وخيمة.