دُفعة ثانية تتحضّر للعودة.. و21 عائلة في ماريوبول فُقد معها الإتصال
صدى وادي التيم – لبنانيات/
بعد ثلاثة أسابيع من بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، يشتدّ الوضع الأمني تعقيداً وتزداد معاناة الأوكرانيين، كما سائر الجاليات المقيمة على أراضيها بما فيها الجالية اللبنانية التي تتوزّع في مختلف المناطق. وإذ تمكّن غالبية الطلّاب اللبنانيين من مغادرة أوكرانيا منذ اندلاع الأزمة وحتى اليوم، لا يزال عدد منهم يُفتّش عن الطمأنينة والإستقرار في بلد ثالث حيث يودّون متابعة عامهم الدراسي الجامعي وتحصيلهم من دون أي خسارة.. وتُواكب سفارة لبنان هناك الطلّاب المتبقين وتقوم بمساعٍ حثيثة مع الجهات الأوكرانية لكي يستحصلوا على شهاداتهم ويصلوا الى برّ الأمان. فيما يبقى وضع بعض العائلات اللبنانية «مجهولاً» بسبب فقدان الإتصال بها جرّاء انقطاع الكهرباء والإنترنت في المناطق التي تتعرّض للقصف اليومي المتواصل، لا سيما في منطقة ماريوبول.
سفير لبنان في أوكرانيا علي ضاهر تحدث لـ «الديار» عن الوضع الحالي للبنانيين في أوكرانيا في ظلّ استمرار قصف المناطق المأهولة بالسكّان وفتح بعض الممرات الإنسانية، فقال بأنّ بعض العائلات اللبنانية قد فُقِد معها الإتصال بسبب انقطاع الإنترنت والكهرباء، كونها تُقيم في منطقة ماريوبول وهي الأكثر صعوبة حالياً نظراً لتعرّضها للقصف الشديد بشكل متواصل. غير أنّ بعض هذه العائلات والتي يبلغ عددها 21 عائلة لبنانية- أوكرانية، وتضمّ غالبيتها الأمهات والأطفال، قد تمكّن من التواصل معنا عبر ترك رسائل صوتية. فهناك سيّدة من آل خلف تواصلت معنا وطمأنتنا عن وضعها ووضع أطفالها، وبحسب ما ورد في الأخبار اليوم (أمس) تمكّنت 160 سيارة من مغادرة ماريوبول ومنها السيدة المذكورة. والحمدلله جميعهم بخير، ومسألة التواصل الهاتفي معهم تتعلّق بشبكة الإتصالات، ولهذا لا نستطيع الوصول الى البعض، ولكن نحمد الله أنّ الأخبار لا تزال جيّدة حتى الآن، إذ لم يصلنا أي خبر سيء فيما يتعلّق بأي من المحاصرين في المنطقة.
وفيما يتعلّق بأوضاع الطلّاب المتبقين، أوضح أنّ هناك خمس طلّاب لبنانيين في خرسون الأوكرانية الواقعة تحت النفوذ الروسي وهم بخير ونتواصل معهم يومياً. فوضعهم جيّد، وإن كانوا يُعانون من نقص في التغذية وفي بعض الأمور الأساسية. والبعض من هؤلاء يريد العودة من خرسون في اتجاه الأراضي الأوكرانية للدخول الى بولندا أو رومانيا أو الى دولة أوروبية تمهيداً لمغادرته الى لبنان وذلك لأسباب تخصّه، في حين أنّ البعض الآخر يريد ترك تلك المنطقة بغضّ النظر سواء كان في الإتجاه نحو روسيا أو نحو الأراضي الأوكرانية، لتأمين أمنه وسلامته شرط توفّر الممر الآمن. وقد طلبت تأمين ممراً آمناً لهم في اتجاه الأراضي الأوكرانية، أمّا القسم الراغب في الذهاب في اتجاه الأراضي الروسية فسفيرنا هناك سيؤمّن لهم هذا الممر.. ولكن عليهم انتظار توفّر هذا الممر أولاً. ومن الممكن أن يذهبوا بوسائلهم الخاصّة وعلى مسؤوليتهم، ونحن نواكبهم ولكن لا ننصحهم بالمغادرة إلّا عبر الممرّ الآمن في اتجاه الأراضي الأوكرانية أو الروسية.
ولفت الى أنّ هناك أيضاً طالبان لبنانيان في خاركوف التي تعيش وضعاً صعباً جدّاً، ونحن نتابعهما، هما بخير ويودّان الذهاب في اتجاه الأراضي الروسية.
أمّا عن موعد وصول الدفعة الثانية من اللبنانيين الى لبنان، وكم لبنانياً ستضمّ، بعد الدفعة الأولى التي وصلت منذ أسبوعين وشملت 40 طالباً، فأجاب السفير ضاهر أنّ «لا موعد محدّد لوصول الدفعة الثانية منهم، ولا يُمكن التكهّن بعدد الواصلين، لأنّه بمجرّد مغادرة اللبنانيين للأراضي الأوكرانية يُصبحون تحت سلطة سفيرتنا في بولندا وسفيرتنا في رومانيا أو سفيرنا في فيينا، إذا ذهبوا عبر الأراضي السلوفاكية. فهناك تقوم سفاراتنا بتوفير كلّ الخدمات الممكنة لهم، وبالإطمئنان على أوضاعهم. وأكّد أنّ هناك دفعة ثانية تودّ العودة الى لبنان حُكماً ولكن «التوقيت والعدد» هما مسألة تفصيلية، ما دام الجميع بخير.
وكشف أنّ «السفارة تقوم لتسوية أوضاع الطلّاب بمسعى، مع لبنانيين موضع ثقة لدينا ومع الجهات الأوكرانية المعنية بالشأن التربوي، يقضي بأن يتمّ إعفاء الطلّاب اللبنانيين في السنتين الخامسة والسادسة الذين يتابعون الإختصاصات العلمية الآتية: صيدلة وطبّ عام وطبّ أسنان، ممّا يُسمّى هنا في أوكرانيا، من إمتحانات الـ «كروك» أي ما يُعادل الـ «كولوكيوم» في لبنان. فهذه المسألة تُريح طلّابنا من جهة، وفي الوقت نفسه تجعلهم ينالون شهاداتهم وديبلوماتهم بالسرعة المطلوبة. ولكنها لم تُحسم بعد، سيما وأنّ ثمّة جهات أوكرانية حُكماً مثل وزارة الصحّة قد تعترض على هذا التوجّه حفاظاً على قيمة الشهادة ومستوى التعليم. ولكن هذا المسعى نقوم به وهو يسير بشكل إيجابي. وثمّة مسعى آخر مع الجهات الأكاديمية لإكمال الطلّاب في السنتين الخامسة والسادسة من اختصاصات أخرى عامهم الدراسي «أون لاين»، أي عبر الإنترنت، وأن يجروا بالتالي إمتحاناتهم «أون لاين» أيضاً، وأن يتمّ طبع شهادات التخرّج والإفادات بالعلامات الأصليّة، على أن يحصلوا عليها فيما بعد. وهكذا نكون قد سهّلنا لهم هذا الأمر الذي يُقلقهم».
وأضاف السفير ضاهر أنّه بالنسبة للطلّاب في السنوات الأولى والثانية والثالثة والرابعة فلم نتوصّل بعد للسير بتوجّه ما بشأنهم. فثمّة قضايا مالية عالقة، ونأمل أن نحلّ هذا الإشكال لتسهيل عملية متابعتهم لتحصيلهم الجامعي. علماً أنّه حتى الآن لم يبلغنا أحد أنّه سيتمّ حجب الشهادة أو الديبلوم عنه من دون تسوية أوضاعه.. وسنصل حُكماً الى فترة نحلّ فيها الأمور كافة ليحصل الطلّاب في نهاية المطاف على إبراء ذمّة في مواضيع المال والسكن وكلّ ما يتعلّق بسير العام الدراسي.
وطمأن بأنّ السفارة تزاول دورها في الإهتمام بالشأن الطلّابي، وتُتابع أوضاع جميع الطلّاب باستمرار.. وعندما تسنح الفرصة المؤاتية سيكون لديها أجوبة دقيقة عن كلّ تساؤلاتهم فيما يتعلّق بعدم إضاعة العام الدراسي عليهم، أو عدم حصولهم على شهاداتهم أو أي أمر عالق آخر.
دوللي بشعلاني – الديار