“باص السلام”.. فن جوال في جميع المناطق اللبناني
“باص السلام”.. فن جوال في جميع المناطق اللبناني
“اقترضت مبلغاً من البنك ورممت سينما كانت مغلقة لأكثر من 30 عاماً، بعدما كانت بمثابة ذاكرة المدينة، كونها من أقدم دور السينما في لبنان”. كانت تلك رغبة الممثل والمخرج اللبناني قاسم اسطنبولي، بحسب حديثه على موقع “الغد” في إقامة مشروع حرّ في الجنوب اللبناني غير تابع لفكر أو سياسة معينة، خصوصاً وأن المنطقة تفتقر للسينما والمسرح والموسيقى وتركز الاهتمام على الشعر والندوات السياسية.
مشكلة أراد قاسم ورفاقه إيجاد حل لها على طريقتهم، عبر الفن والمسرح والسينما إلا أنهم اصطدموا بضعف التمويل لشراء سينما “ستارز” وهي الوحيدة المتبقية في مدينة النبطية.
نذر قاسم إسطنبولي نفسه وحياته لخدمة العمل المسرحي فأبحر جنوبا وأنشأ مسرح إسطنبولي في مدينة صور، وبحسب موقع “الجرس” أعاد الفنان الملقب بفنان القضية افتتاح “سينما الحمرا” في مدينة صور بعد 30 عاماً من الغياب، وأسس مهرجان صور الدولي في المسرح والسينما والموسيقى، وأقام دورات متتالية بمشاركة فنانين لبنانيين وعرب وأجانب. وفي مدينة النبطية أعاد ترميم “سينما ستارز” بعد 27 عاماً من الإقفال وأطلق فيها مهرجان لبنان المسرحي والسينمائي الدولي، فضلاً عن تأسيس “محترف تيرو للفنون”، وقام بدورة تدريب مجاني بالمسرح والسينما والرسم والتصوير، لتعزيز قدرات الشباب الفنية، حيث لا مساحة لمسرح أو سينما واحدة في المدينة، باستثناء الصالات التجارية الموجودة داخل المراكز التجارية الكبرى.
“بعد 5 أشهر على إقفال سينما ستارز، راجعين على النبطية بالباص (باص السلام* فن جوال في جميع المناطق والقرى والبلدات”.. علق قاسم إسطنبولي في صفحته على “فايسبوك”، وهو الذي أعاد فتح منصات ثقافية تاريخية بعد عقود من الزمن على إقفالها في مدينتي صور والنبطية (جنوب لبنان). بعد عدم تمكن جمعية “تيرو للفنون” من شراء “سينما ستارز” في مدينة النبطية، قامت الجمعية باستخدام المبلغ الذي تم جمعه خلال حملة الحفاظ على السينما عبر موقع “أندي غوغو” لشراء الباص وتحويله إلى باص فني مجاني جوال عابر للحواجز والحدود باص السلام والفن. “انتظرونا، نحن فريق متطوعو جمعية تيرو للفنون في لبنان”. يغرد أحمد رشيدي “أحسن فكرة قِمت فيها أستاذ قاسم إسطنبولي، أنت فعلاً بتحوِّل الفشل بعدم شراء قاعة السينما لأكثر من نجاح”.
الفرقة التي اتخذت اسم “مسرح إسطنبولي” تيمّناً بخلفية عائلة قاسم، روج لها عبر كرنافالات شعبية في سوق صور والكورنيش والنبطية أخرجت الفن من قمقمه وأعادت للأذهان الزمن الذهبي لمدينتي صور والنبطية. فشاركت فرقة مسرح إسطنبولي في عدد من المهرجانات المحلّية والدولية في كل من تونس والجزائر والمغرب والكويت وسورية والأردن والعراق وإسبانيا والبرتغال وهولندا وإيطاليا وفرنسا وتشيلي وتركيا وجورجيا واليونان، ولبنان، يشير إسطنبولي “مسرح الشارع” هو الأقرب إلى قلبي.
يذكر إسطنبولي في مقابلة لصحيفة “النهار” عروضه من أول عمل مسرحي؛ “قوم يابا” إلى “نزهة في ميدان معركة”، “زنقة زنقة”، “تجربة الجدار”، “البيت الأسود”، “هوامش”، “الجدار”، “حكايات من الحدود”، “مدرسة الديكتاتور”، “محكمة الشعب”، و”نساء بلا هوية”، وجميعها قدمت على مسارح ومهرجانات وعرضت في الساحات العامة، وأمام السفارات وعلى الأرصفة.
تعلق رنا جوني على فايسبوك “حلم الطفولة الذي لطالما راود هذا الشاب الحالم الذي جال العالم العربي والأجنبي كممثل مسرحي تفاعلي، غير المعادلة الصامتة في ميزان الحراك الثقافي الجنوبي الذي يفتقد إلى سينما ومسرح”.