إحذر “مواقع وهمية” جاهزة لابتزازك.. 4 نصائح لكشفها وتجنبها
صدى وادي التيم – التواصل الاجتماعي /
في ظل إنتشار مواقع التواصل الإجتماعي وما ترافق معها من سهولة من نقل المعلومة وسرقة الصور والتفاصيل الشخصية، باتت الشكاوى وعملية الإبلاغ عن قضايا الاحتيال والسرقة والتزوير تتم بشكل يومي في مختلف دول العالم، وهو ما يترك مسؤولية كبيرة بالنسبة للقوى الأمنية والسلطات المختصة من أجل الحدّ من هذه القضايا التي تتكرر بسهولة دون حسيب أو رقيب نتيجة المواقع الوهمية أو المزيفة.
وفي هذا السياق أوضح الدكتور رولاند أبي نجم (مستشار في أمن المعلومات والتحول الرقمي) هذه القضية الشائكة التي يمكن تصنيفها إلى مجموعتين:
-المجموعة الأولى عبارة عن المواقع المزيفة، وهي تلك المصممة لإغراء الزائرين بالكشف عن معلومات حساسة أو لتنزيل بعض أشكال البرامج الضارة أو شراء منتجات لا تصل أبداً أو نشر معلومات مضللة.
-والمجموعة الثانية، هي المواقع الإلكترونية المخادعة التي تخدع الناس أنها يمكن أن تستثمر بمبلغ قليل من المال وتحقق أرباحاً كبيرة كما هو الحال في “http://www.binancesfund.com” على سبيل المثال التي تقوم بالاحتيال على الأشخاص وسرقة أموالهم والإختفاء بعد شهور قليلة.
إلى ذلك أكد الصحافي المختص في التحقق من المعلومات محمود غزيل وجود اختلاف كبير في طبيعة تلك المواقع، “فهناك ما تعتبر غير شرعية في أعمالها، وليس من السهل تحديدها لأنها تتغير دائماً مع مرور الوقت، ولكن خلال السنوات الأخيرة، رأينا عددا من المواقع التي تستهدف لبنان والمنطقة من أجل الاحتيال على الأشخاص لسرقة أموالهم من خلال مخططات الطعم”.
ولفت إلى أن “أحد الأغراض الأخرى التي تبينت كانت في مسألة تعريض بيانات الهاتف المحمول والشركات للتسلل إما للتجسس أو التلاعب بالبيانات، إما لتحقيق مكاسب مالية أو تعطيل الخدمات.
وأحد الأغراض الإضافية لهذه المواقع هو تعطيل المعلومات من خلال التلاعب بطريقة تفكير الناس تجاه المجتمع أو الحكومة”.
وحذر رولاند أبي نجم من أشهر أنواع المواقع المزيفة، تلك التي “يرسل لك بعض جهات الاتصال الخاصة بك رابطها على تطبيق WhatsApp كما لو كان موقعاً خيرياً أو موقعاً لمنظمة غير حكومية يسعى لتوزيع مساعدات مالية على اللبنانيين الذين يعانون من الأزمة الاقتصادية في لبنان”، مشدداً على أنه يمكن للمواقع المزيفة أيضاً أن تساهم في سرقة البيانات الشخصية إذا كانت مصممة لاختراق الأجهزة، والتي يمكن أن تمنحها كذلك القدرة على ابتزاز الأشخاص في حال وجود أي صورة أو مقاطع فيديو سرية وخاصة، وما إلى ذلك من الخصوصيات.
وكما أوضح غزيل أن “إحدى أقدم التقنيات التي لا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا هي إنشاء مواقع ويب احتيالية يمكنها قبول تسجيل دخول المستخدم، أو خداع المستخدمين للإفصاح عن تفاصيل بطاقة الائتمان للدفع. ويمكن ملاحظة ذلك أحياناً من خلال استنساخ موقع باسم مجال أو عنوان موقع ويب مختلف قليلاً، وغالبا ما يمكننا رؤيته إما عن طريق مواقع الويب المصرفية أو تطبيقات/ مواقع/ وأدوات الوسائط الاجتماعية، مثل: واتساب الذهبي أو تعرف من زار ملفك الشخصي على فيسبوك”.
ووفقا لغزيل، “تختلف المجموعات المستهدفة بحسب أهداف موقع الويب الوهمي على الإنترنت. في بعض الأحيان يمكن أن تكون مخصصة للفتيات فقط أو للأشخاص الذين يمتلكون المال أو الشباب أو الموظفين الحكوميين. وبالتالي باختصار، الجميع يمكن أن يكون هدفاً لبعض البيانات ولكن أغلبهم يركزون بشكل أساسي على جيل الشباب، كالطلاب الجامعيين الذين لا يزالون يبنون حياتهم ويريدون جني الأموال بسهولة وكذلك على الأشخاص غير المتعلمين وربات البيوت العاطلات عن العمل والأشخاص الذين ليس لديهم معرفة كافية في التكنولوجيا”.
إلى ذلك وعلى الرغم من صعوبة اكتشاف كل موقع ما إذا كان مزيفاً أو مضللًا أم لا، ولكن هذه بعض النصائح التي يوصي بها المتخصصون قبل مشاركة أي شيء ذي قيمة مع أي ويب:
- ابحثوا عن تاريخ الموقع وعنوان URL الخاص به وتاريخ إنشائه، وسمعته، وعدد متابعيه وحتى نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي.
- يمكن استخدام موقع “http://www.scamdetector.com“، الذي يحلل باقي المواقع ويتحقق من كل النقاط المذكورة في النصيحة الأولى.
- تنبّهوا للأشياء التي يطلبها موقع الويب مثل بطاقة الائتمان الخاصة بكم أو بعض المعلومات الشخصية، وأحياناً يقدم وعوداً فارغة بالحصول على المال السهل من خلال إقناعكم باستثمار بعض الأموال، أو اتباع بعض الخطوات المشهورة مثل (انقر هنا) لكسب مبلغ من المال أو هاتف محمول باهظ الثمن، إلخ.
- لا تشارك معلوماتك الشخصية ورقم هاتفك وبطاقاتك الائتمانية في كل مكان.
وفي المحصلة من الضروري أن يكون الناس على دراية تامة بوجود مواقع مشكوك فيها تتعهد بتسهيل بعض الخدمات، مثل الحجوزات والسفر، أو حتى جني الأموال بسرعة وسهولة. وأيضاً أن يكونوا على معرفة بحقيقة أن أي موقع ويب غير معروف قد يكون مسارا لـ”خدمات الرجل الوسيط” التي يمكنها تتبع أي تفاعل مع موقع الويب أو استغلال جهاز الشخص عن طريق تحميل/تثبيت رموز غير جديرة بالثقة، أو أدوات يمكنها تنشيط برامج الفدية أو يمكن أن تؤدي أيضا للابتزاز عن طريق سرقة النصوص، الصور ومقاطع الفيديو من الأجهزة.
ومن المفيد أن يعرف الجميع أنه لا يمكننا أبدا معرفة من يتم ابتزازه دون رفع أصواتنا، لذا فإن أفضل طريقة للقيام بذلك هي من خلال الاتصال بالسلطات المحلية أو قوى الأمن الداخلي
من خلال الرابط ادناه:
https://www.isf.gov.lb/ar/report
أو المنظمات المتخصصة، مثل SMEX في بيروت، والتي تمتلك خط مساعدة مخصصا لعمليات الاحتيال أو الابتزاز عبر الإنترنت.
ومن المهم أيضاً التحدث عن ذلك، وعدم الشعور بالخجل منه لأن معظم المحتالين ينتقلون بسهولة من ضحية إلى أخرى ما لم يضع أحدهم حدا لذلك، وفقاً لغزيل.
وأوضحى الدكتور أبي نجم على أهمية “رفع مستوى الوعي بين الناس حول مواقع الويب الاحتيالية وتقنياتها في الاحتيال والسرقة، على اعتبار أنها أفضل طريقة لمكافحة مثل هذه الممارسات”.