سيناريو يروي قصة ” أفول نجم ” أحزاب لبنان السّتة
صدى وادي التيم – لبنانيات /
– نشر موقع الهديل –
سيناريو يروي قصة ” أفول نجم ” أحزاب لبنان السّتة
هناك رأيان خطيران متداولان بين أوساط داخل الكواليس الدبلوماسية وحتّى داخل بعض الاحزاب اللبنانية:
▪︎الرأي الأول يقول أنه على عكس كل التوقعات الحالية، فإن تغييراً كبيراً سيحدث نتيجة الإنتخابات النيابية، وأن شخصيات أساسية ستغادر المسرح السياسي، وأن الأحزاب الستة ستدخل عصر أفولها.
▪︎وبالمقابل، هناك رأي ثاني يعاكس ما يذهب إليه الرأي الاول ويشدد على التالي:
1• الإنتخابات بذاتها سيتم إرجائها، ذلك أن هذه الإنتخابات تحولت إلى مادة بازار دولي – محلي، لإبرام صفقات على ظهرها، ولم تعد وسيلة لإجراء تغيير سياسي في البلد كما يدعي الأميركيون والفرنسيون وغيرهم.
2• وحتّى لو حصلت الإنتخابات في موعدها أو في موعد لاحق؛ فإنها لن تؤدي إلى تغيير كبير أو أي تغيير يؤدي إلى تغيير وجه مجلس النواب.
أيّهما الرأي الأصح؟
معظم المناخ السياسي اللبناني بدأ يميل إلى الرأي الثاني المتحدث عن تأجيل الإنتخابات التي قد تعقد في أيلول وليس في أيّار ؛ والتي لن تؤدي إلى تغيير يذكر.
ولكن يظل من المهم التوقف عند تفاصيل الرأي الأول الذي يقول أن الإنتخابات ستجري في موعدها، وأنها ستحمل إلى مجلس النواب وجوهاً جديدة و بأعداد غير قليلة، وبأنها ستحدث سقوط أحجار الدومنو الحزبية الواحد إثر الآخر.
يستند هذا الرأي إلى عدة معطيات، ● يقول أحدها أن عزوف الرئيس سعد الحريري عن الحياة السياسية، يجب النظر إليه على أنه بداية طريق لخروج كل شخصيات الطبقة السياسية الأساسيين الواحد بعد الآخر من الحياة السياسية.
والحريري هو أول الخارجين، وهو فعل ذلك بإرادته، لأنه يدرك ما هو حجم التغيير الكبير الذي ينتظر لبنان في المرحلة المقبلة.
● المعطى الثاني ضمن هذا الرأي يتحدث عن أن الشخصية الثانية التي ستغادر المسرح السياسي هي جبران باسيل، وسيحدث ذلك بعد الإنتخابات النيابية. ولن يكون هناك بعد إنكفاء باسيل عملية بروز لشخصية من التيار الوطني الحر تحل مكانه في قيادة التيار، وذلك كما يشاع حالياً من سيناريوهات. وما سيحصل بعد باسيل داخل الحالة العونية، هو فراغ على مستوى قيادة التيار، تماماً كما هو حاصل اليوم في تيار المستقبل، إذ بعد الحريري لم يبرز في التيار شخصية مؤهلة لقيادته وتعبئة فراغ سعد الحريري على مستوى تيار المستقبل أو على المستوى السُّني.
وبعد جبران باسيل فإن الشخصية المرشحة للإنسحاب من الحياة السياسية هي وليد جنبلاط، وسيحدث ذلك كنتيجةٍ لتكافل مجموعة ظروف:
أولها – نتائج الإنتخابات التي ستشكل مفاجأة للمختارة نفسها، وهي تراجع في حصة التمثيل الجنبلاطي الدرزي.
وثانيها – صعوبات تواجه عملية توريث تيمور جنبلاط للزعامة الدرزية
ثالثها – حصول نوع من العزلة السياسية للمختارة نتيجة عدم وجود حلفاء لها في الطوائف الأخرى؛ فمثلاً انسحاب الحريري من السياسة، سيخلق لجنبلاط فراغاً على مستوى تحالفه السُّني، ولن ينجح جنبلاط بتعويضه إستراتيجياً عبر تحالفات إنتخابية موضعية، كتفكيره بالتحالف مع الجماعة الإسلامية أو زعامات سنية محلية، كما أن سقوط تحالف ١٤ آذار خلق لجنبلاط فراغاً على مستوى تحالفه المسيحي، ومبادرة جنبلاط لتعويض هذا الفراغ بالتحالف مع القوات اللبنانية إنتخابياً هو تعويض إنتخابي وليس سياسي.
كما أن توقع تراجع قوة أمل الشيعية، وذلك لأسباب كثيرة، لمصلحة بديل شيعي عنها لا يزال غير معروف حتّى الآن، سيجعل المختارة من دون أهم حليف لها داخل كل معادلة النظام السياسي اللبناني، وهو نبيه بري.
والواقع إن تضافر كل هذه الظروف والعوامل ستجعل المختارة تدخل عصر أفول زعامتها، وذلك وسط بروز جيل جديد يقود الحياة السياسية الدرزية.
وبالنسبة لسليمان فرنجية، فإن وجوده السياسي سيبقى ضمن حيثية محددة وليست شاملة، وذلك حصراً داخل منطقته.. بمعنى أنه سيصبح نائب منطقة مع نواب آخرين فيها.
وبالأساس، فإن زعامة فرنجية هي زعامة جهوية وليس لها وجود خارج قضاء زغرتا، والأمر المتوقع حدوثه خلال الإنتخابات الأخيرة، هو أن زعامة فرنجية ستصبح إحدى زعامات زغزتا، وليست زعامة كل زغرتا بمدلولها الشمالي.
● المعطى الثالث يتحدث عن كل من ا ل ح ز ب والقوات اللبنانية، ويرى هذا التحليل أن هاتين القوتين هما آخر حزبين سيطالهما التراجع ونزع من التفكك. وحزب الله سيمر بمرحلتين ضمن هذا السياق، والحال نفسه سيحدث مع القوات اللبنانية..
وفي البداية، أو في المرحلة الأولى، سيضطر ا ل ح ز ب إلى إجراء تغيير على جوهر فكرته اللبنانية، وذلك تحت ضغط حاجته للتأقلم مع حالة التغيير السياسي الكبير الحاصل في البلد بعد الإنتخابات النيابية، والتي حسب هذا السيناريو ستسفر عن نتائج صادمة للقوى التقليدية السياسية، وحتّى لأصحاب الإستطلاعات الإنتخابية التقليدية.
وبالمقابل فإن حزب القوات اللبنانية ضمن المرحلة الأولى الخاصة به، سيكتشف أن قوى التغيير تنظر إلى القوات على أنها جزء من القوى التقليدية القديمة، وستضطر معراب في هذه المرحلة إلى تقديم تنازلات سياسية كبيرة للقوى الجديدة التي سيكون لها حضور قوي بعد الإنتخابات.
أما كيف ستبدو صورة ا ل ح ز ب والقوات اللبنانية في مرحلتيهما الثانية وذلك في زمن حدوث تغييرات سياسية كبيرة في البلد؟ فإن هذا الأمر، سيتوقف لحدٍ كبيرٍ على ماهية القرارات التي ستتخذها قيادة ا ل ح ز ب ، وأيضاً ماهية القرارات التي ستتخذها معراب، وذلك لناحية قدرة كل منهما في مجاله وساحته على التأقلم مع الوضع الجديد في الداخل أساساً، والوضع الجديد في الإقليم تالياً.