روسيا تفاوض دروز سوريا باقتراح جنبلاطي…
صدى وادي التيم – أخبار العالم العربي/
تمكّن دروز سوريا من تحييد الرئيس السوري بشار الأسد وأجهزته الأمنيّة والحكوميّة عبر الجلوس وجهاً لوجه مع روسيا بحثاً عن حلّ لمطالبهم التي أدّت إلى انتفاضة كانت قريبة من التحوّل إلى ثورة عارمة في محافظة السويداء.
على صفحته الفيسبوكية نشر الرئيس الروحي للطائفة الدرزية ، الشيخ موفق طريف، تقريراً عن اجتماعه في العاصمة الروسيّة موسكو أمس الأول (الثلاثاء) بمبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، بحضور المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرينتييف.
وقد أشارت مصادر خاصة بـ”أساس” إلى أنّ اجتماع الشيخ طريف مع بوغدانوف في موسكو، الذي وصفه طريف في بيانه بأنّه “جلسة خاصة وطارئة”، جاء “بمسعى من رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط خلال زيارته الأخيرة لموسكو ولقائه عدداً من المسؤولين الروس”.
وأضافت المصادر لـ”أساس” أنّ “جنبلاط نصح المسؤولين الروس بالتواصل المباشر مع المرجعيّة الروحية للطائفة الدرزية في سوريا وتقديم ضمانات اجتماعية وأمنيّة لهم منعاً لدخول أيّ طرف خارجي على خطّ التوتّر الحاصل في السويداء، وقد لاقت نصيحة جنبلاط تجاوباً وتفهّماً في موسكو”.
وختمت المصادر لـ”أساس”: “هناك توجيهات واهتمام مباشر من الرئاسة الروسية بضرورة حلّ كلّ الإشكالات مع سكان محافظة السويداء، والعمل على جعل الطائفة الدرزية في سوريا عامل قوة لروسيا وليس عامل ضعف، والاهتمام الرئاسي الروسي يمكن ترجمته بوجود المنسّق الخاص لافار ناتييف في الاجتماع”.
وهنا جزء من نصّ بيان الشيخ طريف الذي نشره على فيسبوك:
“… خلال الجلسة الّتي عُقدت بتنسيقٍ طارئ، عرض فضيلة الشّيخ تسلسل الأحداث الأخيرة في جبل الدّروز والسّويداء، متطرّقاً إلى الأزمة الاقتصاديّة والأمنيّة هناك، وما تبعها من اضطراباتٍ وخروج الجماهير إلى الشّوارع، وقد أكّد فضيلته خلال الجلسة أنّ الطّائفة الدّرزيّة في سوريا هي جزءٌ أساسيّ ومركزيّ من الدّولة السّوريّة والشّعب السّوريّ، مذكّراً بما قدّمته من تضحياتٍ من أجل استقلال سوريا على مدار عشرات السّنين منذ الثّورة السّورية الكبرى حتّى اليوم. وعليه، أكّد فضيلته أهميّة المحافظة على كرامة الجبل وسكّانه، وضمان الحقوق الأساسيّة والإنسانيّة لكلّ الفئات، ومنع ممارسة الملاحقات، ومعالجة قضايا المطلوبين وفق القانون وبشكل متساوٍ عادل..
في هذا السياق، عُرِض ونوقش اقتراحٌ مهمّ لفتح معبر آمنٍ مع الأردن بتنسيق بين المملكة الأردنيّة والجمهوريّة السّوريّة، وذلك من أجل إنعاش الجبل اقتصاديّاً وتوفير فرص المعيشة اللّائقة.
وأكّد فضيلته خلال اللّقاء ضرورة ترسيخ مكانة وموقع الدّروز في الدّستور السّوريّ، وذلك من خلال التّسوية الجارية حاليّاً في سوريا تحت رعايةٍ دوليّة.
أمّا نائب الوزير بوغدانوف والمنسّق الخاصّ لافرنتييف، فقد أعربا عن تفهّمهما للمواقف والمطالب المطروحة من قِبَل فضيلته، وما نُقل إليهما من قلقٍ شديد إزاء وضع أبناء الطّائفة في الجبل، واعدين بدراسة المواضيع المطروحة مع وزارة الدّفاع الرّوسيّة ومختلف القوى العاملة في سوريا، من أجل ضمان عودة الأمان إلى شوارع السّويداء وإيجاد السّبل الملائمة لإيصال المعونات الإنسانيّة المطلوبة.
أمّا فيما يخصّ المواضيع المتعلّقة بالحكومة السّوريّة، فقد صرّح الاثنان أنّهما سيتابعانها مع دمشق عبر القنوات المباشرة بين الطّرفين، وذلك حتّى يتمّ تحقيق المطالب على أرض الواقع”.
انتصار المعارضة السورية
من جهتها، لفتت مصادر في المعارضة السورية، في تصريح لـ”أساس”، إلى أنّ أهميّة اللقاء الذي عُقد بين الشيخ طريف والمسؤول الروسي بوغدانوف تكمن في أمرين:
1- تمكُّن المجموعة الدرزية في سوريا من تحييد الأسد، وبالتالي انتزاع اعتراف روسيّ بها.
2- التباحث مع روسيا في شؤون معيشية واجتماعية يكرّس روسيا قوّة احتلال عليها كامل المسؤوليّات وفقاً للقانون الدولي في متابعة شؤون الناس الخاضعين لاحتلالها.
الجدير بالذكر أنّ لقاءات موسكو جاءت بعد أن شهدت مدينة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، في الأيام الأخيرة احتجاجات شعبية بعد قرار الحكومة السورية خفض الدعم، وهو ما تسبّب بتدهور الأوضاع الاقتصادية الذي أدّى إلى خروج مسيرات شعبية متفرّقة أغلق فيها المحتجّون الطرق محتشدين في الساحات الرئيسية بالمدينة.
وخلال التظاهرات إلقاء بعض المشاركين اللوم على الذين وقفوا إلى جانب النظام أثناء الصراع، رافعين لافتات كُتب عليها: “بدنا نعيش بكرامة”، “ما ظل شيء للفقير”، ملوّحين بعلم الطائفة الدرزية، بألوانه الخمسة.
ليبانون فايلز