اكتشاف هام يكشف “تفاصيل الحياة اليومية” في مصر القديمة!

رغم أن الحضارة المصريّة بدأت في العام 3150 قبل الميلاد، إلا أنها لا زالت تحتفظ بكثير من الأسرار.

تكشف آلاف “المفكّرات” المكتوبة على جرار مكسورة وغيرها من القطع الفخارية، عن تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة قبل 2000 عام، وفقا لعلماء الآثار.

وعثر على القطع في مستوطنة أثريبس المصرية القديمة، 125 ميلا شمال الأقصر. وربط عدد كبير من “الملاحظات” بالمدرسة، بما في ذلك قوائم الأشهر والأرقام والمسائل الحسابية وتمارين القواعد.

وأوضح فريق من جامعة توبنغن في ألمانيا، توثّق ما يعرف باسم ostraca، قوائم الأسماء ومشتريات الطعام والأشياء اليومية، وبعضها يتضمن سطورا كتبها التلاميذ كعقوبات على بعض التجاوزات غير المعروفة.

وكانت مكتوبة على شظايا من الجرار المكسورة والأوعية الأخرى، وكانت أرخص بكثير ويمكن الوصول إليها بسهولة أكبر من ورق البردى، ولذلك كانت تستخدم بكميات كبيرة. وآخر مرة عُثر فيها على هذا العدد الكبير من ostraca، خلال عملية تنقيب واحدة كانت أثناء اكتشاف المستوطنة العمالية في دير المدينة بالقرب من وادي الملوك.

وعثر عليها من قبل الفريق نفسه الذي كان يعمل في أثريبس منذ عام 2003، للكشف عن معبد كبير بناه بطليموس الثالث عشر، والد كليوباترا.

وافتتح المعبد منذ ذلك الحين للعامة، لذا انتقل الباحثون إلى حفر ملاذ في الغرب، حيث عثر على “رموز الملاحظات”.

وعثر عليها خلال عمليات التنقيب التي قادها البروفيسور كريستيان ليتز، من معهد دراسات الشرق الأدنى القديم (IANES) في جامعة توبنغن.

 

وأوضح البروفيسور ليتز أن ostraca التي استُعيدت الآن، تقدم مجموعة متنوعة من الأفكار حول الحياة اليومية لمستوطنة أثريبس القديمة. وحوالي 80% من قطع الأواني منقوشة في الديموطيقية، وهي الكتابة الإدارية الشائعة في الفترتين البطلمية والرومانية.

وأوضح الخبراء أن هذا النص تطور من الهيراطيقية بعد حوالي 600 قبل الميلاد.

ومن بين الاكتشافات الثانية الأكثر شيوعا نقوش بخط يوناني، لكن الفريق عثر أيضا على نقوش بالخط الهيراطيقي، والهيروغليفية، ونادرا ما تكون بالخط القبطي والعربي.

وخلال الفترة البطلمية من 81 إلى 59 قبل الميلاد ومرة ​​أخرى في وقت لاحق من 55 إلى 51 قبل الميلاد، كانت أثريبس عاصمة دولة مصرية وجدت على طول نهر النيل. والملاحظات اللاحقة، المكتوبة خلال الفترة الرومانية في مصر، بدأت بنصوص تشير إلى الأباطرة بمن فيهم نيرو وفيسباسيان وتيتوس، وحتى هادريان الذين حكموا بين 117 إلى 138 م.

وأوضح البروفيسور ليتز أن أحد أكثر الاكتشافات غرابة هو وجود أدلة على نقش مصور – فئة خاصة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة القديمة. وتُظهر هذه التمثيلات التصويرية المختلفة، بما في ذلك الحيوانات مثل العقارب والسنونو، والبشر، والآلهة من المعبد القريب، وحتى الأشكال الهندسية.

وبشكل عام، بغض النظر عن اللغة، فهي تختلف من قوائم بأسماء مختلفة، إلى حسابات الطعام في الاستخدام اليومي داخل المدينة المفقودة منذ فترة طويلة، وكذلك القطع التي يستخدمها أطفال المدارس.

وأوضح الباحثون أن هناك قوائم بالأشهر والأرقام والمسائل الحسابية وتمارين القواعد و”أبجدية الطيور” – تم تخصيص طائر لكل حرف يبدأ اسمه بهذا الحرف.

وتحتوي أكثر من 100 ostraca أيضا على تمارين كتابية يصنفها الفريق كعقوبة، حيث تُظهر نقوشا لنفس الحرف أو حرفين في كل مرة، على كل من الجزء الأمامي والخلفي من القطعة.

ومنذ عام 2018، قام الفريق الألماني بالتنقيب في منطقة تقع إلى الغرب من المعبد الذي بناه بطليموس الثالث عشر، في معبد، وصادفوا منطقة ostraca.

ويواجه مدير الحفريات ماركوس مولر مهام صعبة بشكل متزايد في الموقع مع زيادة العمق، وإيجاد مبان متعددة الطوابق مع سلالم وأقبية.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!