‘الصفيرة’ تعود للانتشار في بعض المناطق.. هل من داعٍ للهلع؟
صدى وادي التيم- طب وصحة/
تفاجأت “إحدى” السيدات بإصابة ابنها البالغ من العمر 20 عاماً بمرض “الصفيرة”. بصورة مفاجئة تلقت تأكيد الطبيب الحالة المرضية بعد استبعادها هذه الفرضية لاسباب عدة، غير أنّ ما جعلها تتواصل مع “لبنان 24″، أنّ احد الأطباء الذي عالج ابنها في المستشفى – نتحفظ عن ذكر اسمها كما اسم السيدة بناءً على طلبها- أكد لها انتشار حالات “الصفيرة” في أكثر من منطقة. فما حقيقة انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي، وأي خطورة نتحدث عنها طالما أنّ هذا المرض ينتقل من مريض الى اخر؟
تتحدث السيدة عن مضاعفات صحية عانى منها ابنها كآلام حادة في المعدة وتقيؤ وضعف في المفاصل، وبعد اجراء فحوصات عدة، تأكدت من اصابته بـ”الصفيرة”، على الرغم من تلقيه اللقاحات المطلوبة في مرحلة الطفولة. ولا يزال الشاب يتعالج منزلياً بعد خروجه من المستشفى، حيث أكد الطبيب للسيدة وجود أكثر من حالة في بيروت، وكذلك أعلمها عن معالجته حالات مشابهة لابنها في مناطق جنوبية.
و”الصفيرة” أو ما يُعرف باسم “الإلتهاب الكبدي الوبائي”، هو مرض معد عبر اللمس. وتنتشر العدوى عادة من شخص إلى اخر أو تتم الإصابة عن طريق الأكل والشرب الملوثين بهذا الفيروس من شخص مصاب به.
والأكثر قلقاً هو عوارض المرض، حيث أنّ الذين يصابون به يعانون من مضاعفات صحية غالباً ما تكون مشابهة لعوارض الإنفلونزا أي حمى في الجسم وقشعريرة، وأيضا ربما تشمل فقدان الشهية للطعام، غثيان، يرقان (اصفرار الجلد والعينين)، وكذلك تحول البول إلى اللون الداكن وتحول البراز إلى اللون الفاتح، إضافة الى ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن، وضعف عام أو إعياء.
حالات تحت السيطرة
ولمتابعة حقيقة ما يحصل، تواصلنا مع الطبيب نضال المولى الاخصائي في امراض الكلى والضغط، وأكد حقيقة انتشار “الصفيرة” في مناطق مختلفة. وقال المولى في حديث لـ”لبنان 24″: “نعم هناك إصابات بالصفيرة وتم رصدها تحديدا في الجنوب وفي بيروت، وتأكدنا بعد التواصل مع المعنيين والاخصائيين الذين عالجوا حالات لمصابين بالتهاب الكبد الوبائي”.
وأكد المولى: “كل الحالات تمت السيطرة عليها، وغالب الإصابات عولجت في المنزل دون الحاجة الى دخول المستشفى”. أما عن أسباب انتشار “الصفيرة”، أشار المولى الى ان “الصفيرة هي جزء من حالات التهاب الكبد، وكل الحالات التي تم رصدها من فئة A غير الخطرة”.
والكبد من أكبر الغدد الموجودة في الجسم، ومن اهم افرازاته العصارة الصفراوية التي تساعد على الهضم الى جانب وظائف كثيرة أخرى. فإذا حدث أي تسمم في هذه الاقنية نكون امام حالة انسداد، وتظهر هذه المادة الصفراوية على الجلد وهو ما يفسر لون اصفرار الجسم والعينين عند الإصابة بالصفيرة. كما تؤدي الى ألم في البطن وتعب ومضاعفات أخرى.
تلوث في المياه والطعام
ويتابع المولى شارحا المضاعفات: “لالتهاب الكبد مراحل عدة، ومنها ما قد يكون وراثي ولكن غالبا ًفي لبنان فان معظم الإصابات من النوع غير الخطير، وينتج عن تلوث في المياه او الطعام ولا تؤثر بشكل كبير على مجمل وظائف الكبد. ويتم اكتشاف الحالة بنتيجة تغير لون الجلد والاصفرار في العينين، وعندها يجب التواصل فوراً مع الطبيب”.
اما طريقة العلاج فتستدعي الى جانب الادوية، الاستراحة في المنزل، وعدم المخالطة وخصوصا ًفي حالات التعرق او العلاقات الجنسية، ويتابع المولى: “يجب شرب الكثير من السوائل واتباع نظام أكل صحي، وشرب المياه النظيفة”. فهل ينقل المريض العدوى؟، يجيب المولى: “كما قلت سابقاً، جلد الانسان في وظيفة دائمة للإفراز، وبالتالي قد يتحول المرض الى معدٍ عند التعرق ولمس المريض المصاب او في العلاقات الجنسية، او جراء تناول الطعام من طبق واحد. لذا يُستحسن الانتباه الى هذه الأمور فقط من اجل الحرص”.
منتهية الصلاحية
وبالعودة الى الأسباب الرئيسة للإصابات، يؤكد المولى انه تم التواصل مع المعنيين من اخصائيين وأطباء في وزارة الصحة للوقوف عند الأسباب للتوصل الى معرفة علمية دقيقة، تضمن عدم انتشار الحالات ومعالجة الوضع، “على الأرجح فان سوء النظافة في الطعام والشراب، والاكل الفاسد والمواد الغذائية المضروبة او المنتهية الصلاحية تؤدي الى التهاب الكبد او ما يُعرف بالصفيرة”.
يُضاف الى ذلك فإنّ ضعف مناعة جسم الانسان تجعله عرضة للإصابة بهذا المرض او مختلف الامراض بشكل عام، وخصوصاً اننا نعيش في بيئة غير سليمة من الناحية الطبية.
ولكن المولى يؤكد انه “لا داعي للتخوف، فالخوف والرعب يضعفان المناعة، ولو اُصيب الشخص بالصفيرة فانه ليس بحاجة أصلا الى مستشفى الا في حالة ارتفاع حرارة جسمه”.
حماية من الاصابة
ولحماية أنفسكم من الإصابة، فإنّ إجراءات بسيطة تجعلكم بأمان، ومنها غسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام، وغلي ماء الشرب في حال عدم تأكدكم من سلامتها، وتجنب الطعام النيئ، والفواكه التي تؤكل بدون تقشير. وكذلك تجنبوا المشروبات والمأكولات التي تباع في الشارع.