أبرز توقعات “عالم التكنولوجيا” التي ستزدهر في عام 2022
صدى وادي التيم – أخترعات /
إعداد: سناء محمد
لا أحد ينكر أن التكنولوجيا أصبحت تلعب دورًا أساسيًا في حياتنا الشخصية والمهنية وتؤثر على كل ما حولنا وحتى على طريقة عيشنا، وفي كل يوم هناك حدث أو ابتكار تكنولوجي جديد قد يُكتب له الاستمرار والازدهار أو ربما يكون نصيبه الفشل، وقد كانت الأعوام الماضية حافلةً بالابتكارات التقنية التي ظهرت ونمت بوتيرة سريعة.
ومن المتوقع أن يأخذ عام 2022 خطوة إلى الأمام في نقل هذه الابتكارات إلى المستوى التالي وتقديم الجديد إلى العالم الرقمي ليحول كل ما هو مستحيل إلى ممكن. ولأن التعرف على الإبداعات والابتكارات التكنولوجية هو بحد ذاته غذاء للعقل ولأن عالم التكنولوجيا عالم متغير ولا ينجو فيه من يبقى بمعزل عن أحدث الابتكارات والتقنيات، فإننا نقدم لك توقعاتنا للتقنيات التي ستهيمن على السوق الرقمي في عام 2022 لتبقى على اطلاع بكل ما هو جديد.
- نمو وازدهار سوق الـ NFT – – العملات المشفرة
- إنترنت الحواس
- انتشار شبكات 5G
- الأمن السيبراني
- البرمجة من دون كود برمجي
- الذكاء الاصطناعي AI
- الواقع المعزز والواقع الافتراضي AR/VR
- إنترنيت الأشياء IoT
- الروبوتات الطبية
نمو وازدهار سوق الـ NFT
بدأت كطريقة لإضفاء الطابع الرسمي على ملكية الفن الرقمي كلوحة أو أغنية أو صورة وغير ذلك، ثم توسعت لتشمل أنواعًا أخرى من الملكيات الرقمية، بما في ذلك العقارات الافتراضية في العالم الرقمي أو حتى بعض المعدات الخاصة في إحدى ألعاب الفيديو، لقد شهد عام 2021 موجة كبيرة من مبيعات NFTs وهذه الموجة ستستمر وسيكون 2022 عامًا تتفوق فيه NFT على المقتنيات التقليدية، ومن المحتمل أن نراها تقتحم مجالات مختلفة وتكون جزءًا أساسيًا من الاقتصاد الرقمي.
العملات المشفرة
برغم أنها واجهت بعض التحديات في عام 2021 نتيجة انبعاثات الكربون وبعض القيود على عمليات التعدين والمزاج المتقلب لإيلون ماسك حيال عملة البيتكوين، إلا أنه من المتوقع أن تكون العملات المشفرة مركز الأنشطة المالية العالمية في عام 2022. حيث سنشهد العام المقبل توسعًا كبيرًا لاستخدام العملات المشفرة من قبل العديد من الصناعات وكما اعتبرت دولة السلفادور في سبتمبر 2021 عملة البيتكوين عملة قانونية لها، فمن المتوقع أن تسير الكثير من البلدان على خطاها في 2022. أي أن العملات الرقمية ستحافظ على مكانتها الراسخة في العالم الرقمي وتكمل النجاح الذي حققته في السنوات الأخيرة.
إنترنت الحواس
أثناء تعاملنا مع المحتوى أو الخدمات الرقمية في العام الحالي والأعوام الماضية وجدنا أنها تعمل على تحفيز اثنين من حواسنا هما السمع والبصر ولكن هذا سيصبح من الماضي، فمن المتوقع في عام 2022 وما بعده أن يسعى مصنعو ومقدمو المحتوى الرقمي إلى خلق تجارب تفاعلية أشبه بالحقيقية وسيعملون على إشراكنا في المحتوى الذي يقدمونه من خلال تحفيز باقي حواسنا (اللمس والشم والتذوق).
وفي الحقيقة فنحن لا نتحدث عن خيال علمي، فقد رأينا بالفعل عالم الميتافيرس الذي قدمه لنا مارك زوكيربيرغ على أنه جنته الإفتراضية، وكيف يتم العمل على تطوير قفازات تقوم بنقل شعور لمس الأغراض في العالم الافتراضي إلى يدك لتصبح وكأنّها أغراض فيزيائية موجودة على أرض الواقع.
ولهذا فنحن لا نرى أن إنترنت الحواس هو شيء بعيد المنال، بل إنه سيبدأ في الازدهار في الأعوام القادمة، لنصل لهذه المرحلة التي نتفاعل فيها مع التقنية عبر حواسنا دون الحاجة لاستخدام هواتفنا التي ستصبح شيئًا من الماضي في الأعوام القادمة.
انتشار شبكات 5G
في الحقيقة إن كان هناك شيء واحد سيستمر في التطور مع مرور الوقت فهو سرعات الإنترنت، حيث تضاعف عدد اتصالات 5G العالمية ثلاث مرات ليصل إلى 670 مليونًا في عام 2021 ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى المليار في العام المقبل ليكون 2022 هو عام الانتشار الحقيقي لشبكات 5G التي تمهد الطريق لعالم رقمي موثوق وفائق السرعة.
حيث سيتفوق اعتماد 5G على 4G ويزداد الطلب على المنتجات التي تدعم هذه التقنية التي ستساعد في مجالات متعددة لا حصر لها بما في ذلك دعم خدمات إنترنت الأشياء وأشباه المواصلات والطائرات بدون طيار والواقع الافتراضي والتحكم الآلي ثلاثي الأبعاد والتحكم الطبي عن بُعد والذي لم تكن التقنيات السابقة قادرة على معالجته وغيرها الكثير.
حاليًا تعتبر شركات كوالكوم، إريكسون، سامسونج، هواوي لاعبين رئيسيين في سوق الـ 5G التي من المتوقع أن تنتشر لتغطي كامل الولايات المتحدة الأمريكية وتتوسع إلى بلدان أخرى هذا العام وبحلول عام 2025 ستكون تقنية 5G قد غطت ثلث سكان العالم.
الأمن السيبراني
لن يتوقف المتسللون (الهاكرز) عن محاولة الوصول غير القانوني إلى بيانات المستخدمين وسرقة معلوماتهم الشخصية من خلال استغلال الثغرات الأمنية في الأنظمة والبرامج متجاوزين أصعب الإجراءات الأمنية، ومع التوسع في مجال إنترنت الأشياء بشكل متزايد أصبحت معلوماتنا في كل مكان. وفي هذه الحالات تستدعي الحاجة إلى تطوير الأمن السيبراني لمنع أي اختراق لحسابات المستخدمين، وبالتالي سيحظى الأمن السيبراني بالأهمية في عام 2022 أكثر من أي وقت مضى وسنرى خدمات الأمن السيبراني الدفاعية تدخل جوانب أكبر في حياتنا الرقمية كما ستزداد الحاجة والطلب على موظفي الأمن السيبراني حول العالم خلال الأعوام المقبلة.
البرمجة من دون كود برمجي
بسبب ازدياد الحاجة إلى إنشاء تطبيقات لمختلف الشركات الصغيرة منها والكبيرة وحتى للأفراد ولأن المعرفة المحدودة بلغات البرمجة المتعددة كانت عائقًا أمام ذلك، فدائمًا ما يلجأ الجميع إلى فرق من المطورين للقيام بهذه المهمة، فإن التوجّه في عام 2022 سيكون إلى البرمجة من دون كود برمجي إلى جانب البرمجة القائمة على الأكواد البرمجية، وذلك عن طريق تطوير برامج تعتمد على العناصر المرئية بدلًا من التعليمات البرمجية حتى تكون التكنولوجيا في متناول كل شخص.
وفي الحقيقة فإن هذه التقنية قد بدأت بالانتشار بالفعل، حيث ظهرت العديد من المنصات التي تساعد في تطوير التطبيقات ومواقع الويب دون الحاجة لوجود أي معرفة برمجية، ومن المتوقع أن تنتشر هذه التقنيات بشكل أكبر في المستقبل لتصبح شعبية أكثر بين المستخدمين.
الذكاء الاصطناعي AI
استطاع الذكاء الاصطناعي أن يؤثر على حياتنا اليومية وزاد اعتمادنا عليه بشكل كبير، وفي العام المقبل وما بعده سيوسع الذكاء الاصطناعي مجال نفوذه لتشمل تقنياته مجالات أوسع بما في ذلك الرعاية الصحية والأمن السيبراني وغيرها الكثير حتى أننا سنسأل أنفسنا في 2022 هل هناك مجال لا يحتاج إلى تقنيات الذكاء اصطناعي! وإذا كنت تعتقد أن الإبداع مهارة بشرية، فبفضل الذكاء الاصطناعي ستشهد فرصًا كبيرة أمام الآلات لتبدع كالبشر.
الواقع المعزز والواقع الافتراضي AR/VR
أصبحت سماعات الواقع المعزز عنصرًا أساسيًا في محطة الفضاء الدولية وباتت تُستخدم في كل شيء بدءًا من التحكم في الروبوتات وإجراء عمليات الصيانة وحتى التدريب في الفضاء، كما غير الواقع المعزز مفهوم التسوق والشراء عبر الإنترنت، فأصبح بإمكانك التجول في المنزل الذي ستشتريه ورؤية أشكال الأثاث واختيار ألوان الطلاء وتجريب الملابس قبل شرائها كل هذا دون أن تغادر مكانك، وفي المقابل باعت Oculus حوالي مليوني سماعة رأس Quest 2 خلال عام 2021 وتخطط شركة آبل لتقديم سماعاتها الخاصة والنظارات الذكية في عام 2022.
هذا كله يخبرنا بحاضر مشرق للواقع المختلط “XR” ومستقبل أكثر إشراقًا، لذا من المحتمل أن يكون VR/AR من أكبر التوجهات في عالم التكنولوجيا العام المقبل وما بعده وسيصبح متاحًا على نطاق واسع وسيكون أكثر واقعية من أي وقت مضى وسيدخل مجالات مختلفة من حياتنا كالطب والتعليم والألعاب والرعاية الصحية والأعمال وغيرها وذلك بفضل الذكاء الاصطناعي وتقنية 5G وغيرها من التقنيات الداعمة. فاستعد في عام 2022 لترى عجائب تقنيات VR/AR والتي ستفاجئ العالم بأسره.
إنترنت الأشياء IoT
أحدثت هذه التكنولوجيا ثورة في العالم بدءًا من السيارات الذكية وصولًا إلى الأجهزة القابلة للارتداء كالساعات الذكية وأجهزة التلفزيون والهواتف الذكية وغير ذلك، وجعلت الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. فأصبحت تقنية إنترنت الأشياء -المسؤول الأكبر عن هذا الترابط الذكي- موضوعًا شائعًا وتكنولوجيا معروفة بعجائبها التي لا تنتهي.
ففي مجال الرعاية الصحية كانت تطبيقات الأجهزة الذكية القابلة للارتداء لتتبع أعراض Covid-19 ابتكارًا مطلوبًا بشدة كما أصبحت الأجهزة الذكية القابلة للارتداء أداة أساسية لمراقبة جوانب مختلفة من صحة الإنسان (معدل ضربات القلب وضغط الدم.. إلخ) وساهمت بعض الابتكارات الأخرى في تقييم حالات المرضى عن بعد، وفي مجال الصناعة كان لها دور محوري في تحسين أداء الشركات وزيادة أرباحها وتقديم خدمات أفضل لعملائها كما كان لها تأثير على العديد من المجالات الأخرى. وبفضل تطور الذكاء الاصطناعي وإطلاق واعتماد تقنية 5G نتوقع أن نشهد في عام 2022 توسعًا غير مسبوق لإنترنت الأشياء والتقنيات القائمة عليه ونموًا لا يعرف التباطؤ.
الروبوتات الطبية
على مدى عامين وقفت الروبوتات إلى جانب البشر في جائحة كورونا وساعدت الكوادر الطبية في الكثير من المهام، ما يدفعنا إلى توقع مشاهدة المزيد من الروبوتات في العديد من القطاعات الطبية في عام 2022 وعلى رأسها قطاع الجراحة وإعادة التأهيل واكتشاف الأورام ومعالجتها. حيث ستعمل الروبوتات الطبية إلى جانب البشر على تقليل مخاطر العدوى والإصابة بالأمراض وتقليل احتمال حدوث خطأ جراحي وغيرها الكثير من المهام.
هذا ليس كل شيء، بل إننا سنشهد خلال العام المقبل تألق الميتافيرس واستمرار تطور تقنية البلوكتشين والتركيز على تقنية النانو والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها من التقنيات الأخرى، وهذا ما يدعونا للقول إن 2022 سيكون عامًا واعدًا بأحدث التقنيات ليعلن عن بداية عصر الولادة الفعلية للحياة الافتراضية فتوقع أن يحدث خلاله حتى ما ليس متوقعًا واستعد لما سيحمله من مفاجآت.
المصدر: أراجيك