ماذا تستطيع أن تأكل الناس في لبنان؟

صدى وادي التيم- لبنانيات/

عندما يكون الحد الأدنى للأجور 670 ألف ليرة، أي حوالى 25$ وتكون الأجور الوسطية حوالى 60 أو 70$ على السعر الحالي لصرف الدولار في حين أن معظم السلع يتمّ تسعيرها بالدولار، فماذا يبقى للمواطن العادي ليعيش ويأكل اذا كان معدل أجره الشهري مليوني ليرة! ربطة الخبز، ومنقوشة الزعتر بمعدل 10.000 ليرة. أما منقوشة الجبنة واللحم بعجين فهما يتراجعان جداً في المبيعات نظراً لأسعارهما المرتفعة. صحن الفول والحمص يقترب ويتخطى أحياناً 50 ألف ليرة. صحن التبولة والفتوش للعائلة يقترب من 100 ألف ليرة. لم يعد بإمكان المتزوجون الجدد أن يعيشوا على الخبزة والزيتون وعلى “عروسة” الزعتر! فسعر كيلو الزيتون يتخطى 50.000 ليرة وكيلو الزعتر يقترب من 100.000 ليرة! حتى الحمص والعدس والفاصوليا والأرز والسكر… وهي أساس الأطباق خارج الخضار واللحوم لم تعد بمتناول العائلات المتوسطة! وأسعار الكيلو لبعض الحبوب يتخطى 50.000 ليرة. الأجبان والألبان والبيض في حال نقص حاد في البيوت. واللحوم والدجاج والأسماك أصبحت سلعاً غذائية فاخرة! وكثير من المنازل في القرى تعود للطبخ والغسيل على الحطب!

يجب على عامل الحد الأدنى أن يعمل 4 الى 5 أشهر فقط ليتمكن من شراء تنكة زيت زيتون، التي يبلغ معدل سعرها اليوم مليوني الى 3 ملايين ليرة!

تنكة المازوت وجرة الغاز يتخطيان 300.000 ليرة وتنكة البنزين ستصل قريباً الى 400.000 ليرة مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار! كل هذا من دون الحديث عن الأدوية والاستشفاء وصيانة المنزل والسيارة…

الكهرباء، الكارثة السهلة الحل، والتي ترفض الحكومات والزعماء والطبقة السياسية حلها، هي مشكلة الكهرباء. والتي حلت محلها موتورات الأحياء ليصبح الاشتهراك الشهري للعائلة لخمسة أمبير بحوالى مليون الى مليون ونصف المليون ليرة!

كيف سيأكل الناس في هذه الظروف؟ الجواب: لن يأكلوا جيداً! وبعضهم سيعاني من سوء التغذية. والأطفال سيتعرضون لمشاكل صحية بعدم قدرة الأهل على تأمين الحليب لهم! كل ذلك لسبب واحد: “ما في دولة”!

سمير سكاف – صحافي وناشط سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى