كورونا والموجة الخامسة: التشدّد خير من الإقفال
تمدّد زمن كورونا، تماماً كما كان متوقعاً، منذ ظهور الوباء في كانون الاول من العام 2019 في ووهان الصينية. كثُرت المتحوّرات وانتشرت وتفاعلت حاصدة وفيات واصابات منها الخفيف ومنها الثقيل ومنها الغريب العجيب.
منذ ان عاد التلاميذ الى مقاعد الدراسة، بدأ رصد اخبار كورونا في المدارس، اعداد كبيرة من الاصابات سُجّلت بين الطلاب، صفوف أُغلقت لكثرة الاصابات فيها، ريثما يعود اليها التلاميذ بعد اسبوع او اكثر حاملين نتيجة سلبية لفحص الـ PCR. وضع دفع ببعض الاهالي الى رصد ميزانية خاصة لفحوص الـ PCR، وهو ما لا يمكن للكثيرين منهم تحمّله في وضع اقتصادي وصل الى الحضيض!
الوضع في المدارس كارثي، عبارة ردّدها أكثر من طبيب اطفال في الآونة الاخيرة. فعلى عكس ما كان سائداً بأن الاعراض غالباً ما لا تظهر لدى الاطفال، سُجّلت، بحسب الأطباء، حالات خطرة تبعها تداعيات طبية لدى الفئة العمرية بين عشر وخمس عشرة سنة.
تمديد العطلة المدرسية في عيدي الميلاد ورأس السنة الى ما يقارب الخمسة والعشرين يوماً كان متوقّعاً، وهو أتى من ضمن سلسلة اجراءات اقرتها لجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائية لفيروس كورونا. والاسباب تتخلّص بحسب المطلعين بالآتي:
أولاً – إراحة المدارس وافساح المجال امامها للقيام بالإجراءات الوقائية اللازمة بعد ان سجل عدد كبير من المؤسسات التربوية حالات مرتفعة من الاصابات بالفيروس في صفوف الطلاب.
ثانياً – هي خطوة من ضمن الاجراءات الكفيلة بتجنّب الإقفال العام، لا سيما بعد فترة الاعياد، وتجنيب المستشفيات تكرار سيناريو العام الماضي بعد عيدي الميلاد ورأس السنة، لا سيما مع تراجع الوضع الاستشفائي وعدم قدرة المستشفيات على استيعاب اي فورة في الاصابات قد تلي موسم الاعياد، اضافة الى الأزمات التي باتت معروفة كشحّ الادوية واسعارها الخيالية ان وُجدت!
لكلّ ذلك، يدرك المعنيون جيّداً انّ اي تراخٍ في موسم الاعياد قد يدفع ثمنه الجميع والثمن سيكون باهظاً، إن على اللبنانيين الذين سيحتاجون الى الملايين لتأمين استشفائهم او على المستشفيات التي ستقصّر حتماً في مواجهة اي موجة جديدة للفيروس، وأخيراً على الدولة المفلسة أصلاً والتي لا تمتلك اي هامش تحرّك للتدخّل والمساعدة.
ليبانون فايلز