مجندات إسرائيليات على الحدود اللبنانية: مخابرات وطائرات

صدى وادي التيم- أمن وقضاء/

مرّ ما يقارب من العام على تشكيل مجندات إسرائيليات من فيلق المخابرات الميدانية التابع للجيش الإسرائيلي، فريق تشغيل طائرات من دون طيار ضمن كتيبة ميدانية تتمركز على الحدود الشمالية، كانت في السابق عناصرها تنحصر بالذكور. وقد تم تكليف هذه الوحدة بجمع معلومات استخباراتية في الوقت الفعلي للأحداث على الحدود اللبنانية باستخدام طائرات من دون طيار يقمن بتشغيلها على الأرض.

توثيق المنطقة الحدودية
وبما أن قرار نشر هذه الوحدة النسائية المتخصصة في عمليات الطائرات من دون طيار اعتُبر في الدولة العبرية بمثابة تغيير لقواعد اللعبة، بعدما تمكنت المجندات في كتيبة ” 869 شحاف/ النورس”، من تضييق دائرة التهديدات عبر الحد منها في غضون دقائق. ارتأت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن تقابل عدداً من المجندات في هذه الكتيبة للاستعلام أكثر عن دورها ومهامها.

تستخدم الكتيبة المكونة من 11 مجندة، والمقسمة إلى فريقين، تقنيات جديدة في بيئة متوترة ومعقدة، لتوثيق المنطقة الحدودية وتصويرها. ويأتي ذلك في وقتٍ يستمر فيه لبنان بانتقاد اختراق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بانتظام مجاله الجوي، وتأكيد الجيش الإسرائيلي في المقابل أن مثل هذه العمليات ضرورية لتتبع ما يسمّيها أنشطة ح ز ب ا ل ل ه العدائية.

ولا بد لنا أن نشير هنا، أن المجندات الإسرائيليات لم تتواجدن تاريخياً في الوحدات التي تعبر حدود إسرائيل، وبالتالي لم يكنّ قادرات على شغل الأدوار القتالية في الخطوط الأمامية. لذا فإن عمل هذه الكتيبة هي سابقة أولى من نوعها.

حراسة الحدود اللبنانية
من جهتها، قالت الملازم ميتار كادوش، قائدة سرب الطائرات من دون طيار التابع للكتيبة، إن مجنداتها هن النساء الأوائل اللواتي يخدمن في موقع قتالي على الحدود اللبنانية. مضيفةً “بدأت المخابرات القتالية باستخدام النساء على طول الحدود المصرية ثم أدرك الجيش أنهن يجب أن يكنّ على حدود أخرى أيضاً. لا يوجد فرق بين الرجال والنساء فيما يتعلق بالقدرات، والجيش الإسرائيلي فهم ذلك”.

ثم أردفت كادوش بعد ذلك “لدينا مهام تشغيلية على الحدود كل يوم. في بعض الأحيان تكون أحداثاً يتم الإفصاح عنها، وفي أحيانٍ أخرى تبقى سرية”. وتابعت “تلعب طائراتنا من دون طيار دوراً كبيراً من خلال إعطاء صورة عملياتية للقوات. إنّ قواتي تحرس الأجواء الإسرائيلية”.

وفي الإطار ذاته، قابلت الصحيفة الإسرائيلية الرقيب دانا كولفين، وهي مجندة استخبارات قتالية ومشغلة طائرات من دون طيار، كانت من أوائل المجندات اللواتي التحقن بالكتيية، وتدربن في مستوطنة تزيليم قبل نشرهن على الحدود اللبنانية. وهي تقول بدورها “عندما وصلنا إلى هنا لأول مرة، كانت الكتيبة جديدة نسبياً ولم تكن معظم المهمات متعمقة. لم يكن الجيش متأكداً من المكان الأفضل لاستخدامنا، ولكن مع مرور الوقت حصلنا على المزيد من المهام التي كانت مفيدة، وحصلنا أيضاً على طائرات من دون طيار جديدة ذات قدرات أفضل”.

اكتشفت المجندات مع مرور عام كامل على تشكيل الكتيبة التقنيات الأفضل لتحقيق مهام أكثر نجاحاً. إذ تشرح كولفين “لقد لعبنا مع ما لدينا وخضنا الكثير من التجارب التي تحتمل الخطأ. نحن نرى نوع التقنيات الأكثر نجاحاً ونستمر في محاولة تحسينها. كما أننا نعلم أنه يتعين علينا التحلي بالصبر، فلن ينجح كل شيء من المرة الأولى”.

الكتيبة وصواريخ لبنان
وتضيف الصحيفة الإسرائيلية أن الطائرات من دون طيار التي أطلقتها قوات كادوش هي “سريعة وصغيرة وفعالة” ولعبت دوراً مهماً خلال جميع حالات إطلاق الصواريخ من لبنان والتي حدثت منذ أيار المنصرم. ففي شهر آب المنصرم، أطلق نشطاء فلسطينيون ثلاثة صواريخ باتجاه مدينة كريات شمونة الشمالية. وبينما لم تحدث أضرار، سقط صاروخ واحد على الأقل في حقل مفتوح، ما تسبب في اندلاع حريق كبير. وقد تلقى فريق كولفين أوامر باستخدام طائرات من دون طيار للحصول على صورة واضحة للمنطقة المحيطة حيث تمكنت القوات على الأرض ورجال الإطفاء من السيطرة على الحريق.

وعن هذه النقطة تقول كولفين “لقد شعرنا بالتأكيد بالأحداث التي بدأت منذ أيار هنا، لكنها كانت كالموجة: في بعض الأحيان تكون أقوى، وأحيانًا أضعف. على المستوى اليومي، نحن منكبات دائماً على العمل. يمكننا معرفة ما إذا كان الجانب الآخر أكثر نشاطًا أم لا مع عدد المهام التي لدينا”.

دور التكنولوجيا على الحدود
تشغّل كولفين وزملاؤها من المجندات طائرات من دون طيار مدنية صغيرة جاهزة للاستخدام من طراز” DJI ” وغيرها من الطائرات التي تُستخدم في مهام الاستطلاع. وتُعّد تكلفة هذه الطائرات زهيدة جداً، إذ أن هذه الأدوات التي كانت باهظة الثمن في يوم من الأيام أصبحت الآن في متناول الجيش الإسرائيلي، الذي بات لديه الآن طائرات من دون طيار تعمل على طول حدوده.

وتوضح كادوش ذلك بقولها ” يتزايد انخراط الجيش الإسرائيلي بالفعل في عالم التكنولوجيا. لم يتم استخدام الطائرات من دون طيار في الماضي كما هي الحال اليوم”.

ومع ذلك، فقد تحطمت هذه الطائرات المسّيرة في لبنان وقطاع غزة عدة مرات في السنوات الأخيرة. كما فقدت كولفين إحدى صديقاتها في الفريق منذ ستة أشهر. لذا تختم بالقول “إنه ليس شيئاً يمكننا التحكم فيه، ولكن في بعض الأحيان توجد في المنطقة قواطع لأنظمة تحديد المواقع فضلاً عن سوء تفاهم بين الوحدات”.

المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى