النظام الشرق أوسطي الجديد يتقدّم

صدى وادي التيم- أخبار العالم العربي/

هل رأيتم الحرارة التي استقبل بها الرئيس بشار الاسد وزير الخارجية الامارتية عبدالله بن زايد آل نهيان مع العناق الحارّ والابتسامة التي طغت على وجهه طوال اللقاء، وهو ما حوّلته “قوى الممانعة” مناسبة للاحتفال بما اعتبرته الاعتراف بانتصار الاسد، في وقت انه العكس تماماً، وتناسوا ان الأخير استضاف بحرارة ممثل الدولة التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل منذ سنة، ما يؤشر لانطلاق مسار التطبيع السوري-الاسرائيلي بواسطة اماراتية وغطاء أميركي على رغم الرفض العلني لحفظ ماء الوجه بوجود قانون “قيصر”.

 

ترامنت هذه الزيارة مع إجراء مناورة الأولى من نوعها بين الإمارات والبحرين واسرائيل، ردّت عليها طهران بالتأكيد انها مستعدة لكل السيناريوهات، فضلاً عن تزايد وتيرة الضربات الاسرائيلية ضد أهداف ايرانية في سوريا والعراق بضوء أخضر روسي.

 

يمكن رؤية وجهة الأمور في المنطقة، فالغاز الذي يأتي من مصر مروراً بالأردن وسوريا التي وافقت عليه للوصول الى لبنان، هو إسرائيلي المصدر، وهذا عامل مهم في التركيبة الجيوسياسية.

 

لذلك، إنّ تلازم المسارين السوري واللبناني يلزم ان يُطبّع البلدين سوياً، فالتطبيع مع اسرائيل يسرّع من وتيرة اتفاقات “ابراهام”، والأنباء الاخيرة عن قرب التطبيع الليبي وانخراط المغرب والسودان أكثر في مجالات التطبيع كشراء المغرب أنظمة دفاع جوي إسرائيلية للحماية من الجزائر، إضافة إلى فتح السودان سفارة لاسرائيل على ارضه، كلها ضمن هذا المسار الذي امتد لعقود.

 

وبالتالي، يمكن فهم كل التطورات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قبل ما يُسمى “الربيع العربي” وخلاله ثم بعده، والنتيجة التي أدى اليه من فوضى وحروب وسفك دماء وتقسيم شعوب وتدمير دول، لنصل الى المسألة الأهم وهي العلاقة مع الدولة العبرية التي تكون على رأس الهرم، وما دفعته الشعوب من أثمان لقاء ذلك.

 

وفي تطور غير مسبوق، يزور ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الاثنين المقبل تركيا للقاء رئيسها رجب طيب أردوغان، لأول مرة منذ 10 سنوات، من أجل مناقشة  فتح طريق تجاري بين تركيا والإمارات يمر عبر إيران لاختصار مدة الرحلات التجارية.

 

تزامناً مع زيارة وزير الخارجية التركية مولود أوغلو الى لبنان للاستفادة من القطيعة الخليجية للبلد وتملأ تركيا الفراغ ضمن صراعها ضد فرنسا.

 

الى ذلك، يبدو أن ايران أدت وظيفتها تماماً في المنطقة وأتت لحظة اقتلاعها وأدواتها مع ما يجلبه هذا من منافع أكبر لاسرائيل على خطّ فتح خطوط تواصل مع الدول تحت “الاحتلال” الايراني كسوريا ولبنان والعراق واليمن، خصوصاً بعد تأكيد الجيش الاسرائيلي اتصال لبنانيين به طلباً للمساعدة على الهروب من الاوضاع في بلدهم.

 

وسط هذه التطورات، تغرق “بلاد الأرز” أكثر يومياً في انهيارها المتوقع أن يتضاعف أمنياً واقتصادياً، حيث وردت معلومات من أجهزة أمنية ان هناك نحو 13 سيارة مفخخة في البلد على استعداد لاستهداف عدد من المرشحين للانتخابات، غير ان المسؤولين الامنيين يفضلون عدم نشر أسماء الشخصيات المعرضة للخطر والتي تلتزم بيوتها، ما ادى الى وقف بريطانيا رحلاتها الى لبنان، في وقت تتدهور العلاقات مع دول الخليج حيث يتم طرد اللبنانيين الموالين ل ل ح ز ب بدءاً من الكويت.

كريم حسامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى