الثمن المطلوب من “حزب الله”؟
إلاّ أن البعض الآخر يرى في كلام قاسم رسالة غير مشّفرة موجهة إلى باسيل، ومفادها أن لا أحد يستطيع أن يحصل على الثلث الضامن أو المعطِل في الحكومة المتعثرة خطوات تأليفها حتى هذه اللحظة، على رغم إصرار “حزب الله” على الإسراع في تذليل العقد التي لا تزال تحول، ولو ظاهريًا، دون الولادة الموعودة.
وفي إعتقاد هذا البعض أن هذه الرسالة تحمل مضامين غير قابلة للتأويل أو الإجتهاد، وملخصّها ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، التي يريدها “حزب الله” أن تبصر النور اليوم قبل الغد، وهو الذي ابدى كل الإستعداد لتسهيل قيامها، حتى أنه لم يعارض أن تُسند إلى “القوات اللبنانية” حقيبة سيادية، كدليل على أنه من بين المسّهلين لمسار التشكيل، وذلك لأسباب عدّة، ومن بينها الوضع المتأزم في المنطقة وعشية صدور حكم عن المحكمة الدولية في قضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.
وتقول أوساط عليمة بما يطبخ في الداخل أن ” حزب الله” يعرف تمام المعرفة من يعرقل “تخريجة” إخراج المأزق الحكومي من عنق الزجاجة، وهو على غير إستعداد لإعطاء كلمة السر الرئاسية لأي كان كما فعل مع الرئيس ميشال عون قبل خمس سنوات تقريبًا عندما قال أمينه العام السيد حسن نصرالله أن أول حرف من إسم مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية يبدأ بحرف ميشال عون.
وفي إعتقاد هذه الأوساط أن الآوان لم يحن بعد لمعركة وهمية، وأن ” حزب الله” ليست لديه فواتير مسبقة الدفع لتسديدها، وهو لن يدفع لأحد أثمانًا مقابل خدمات لن تقدّم ولن تؤخر بشيء في موازين المعادلات الإقليمية.