“يوسف” فيلم لبناني يحصد الجوائز والترشيحات في هوليوود

صدى وادي التيم – فن وثقافة /

استطاع الفيلم اللبناني «يوسف» للمخرج كاظم فياض أنّ يبرز كأحد الأفلام الواعدة، فقبل عرضه بشكل رسمي في دور السينما وصالات العرض، بدأ بحصد الجوائز والترشيحات.

يوسف (سيناريو: كاظم فياض حسين حيدر وعلي منصور – إنتاج شركة بلوهاوس لرضوان مرتضى وشارك بالانتاج كاظم فياض وحسين حيدر – مدير تصوير: مصطفى دهيني – موسيقى تصويرية: حسام صعبي)، يروي سيرة «يوسف إبراهيم»، وهو شاب عشريني يعاني من صعوبة التفريق بين الواقع والحلم. يعيش حياتين منفصلتين، واحدة في الحلم وأخرى في الواقع. ويقرّر وقف علاجه والالتحاق بمجموعة مافيوية تتاجر بالأسلحة بين سوريا ولبنان، محاولاً إنقاذ أخيه المنغمس في تجارة الأسلحة، الذي يموت. من دون أن ندري إذا ما كان ذلك قد حدث في الواقع أو في الخيال!

شارك في العمل، إلى جانب النجوم الشباب (محمد فوعاني، حسن فرحات، إياد نور الدين…)، نخبة من نجوم الدراما في لبنان وسوريا، أبرزهم فايز قزق، ختام اللحام، وسام صباغ وغيرهم.

أمس حصد الفيلم جائزة لجنة التحكيم خلال «مهرجان العالم الآسيوي للأفلام» في لوس أنجلوس. جاء ذلك بعدما تنافس العمل مع 12 فيلم، 4 منها تمثّل بلادها ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي في أوسكار 2022.

وكان قد فاز بجائزة العمل الأوّل أو الثاني ضمن مسابقة الفيلم العربي الطويل في الدورة السابعة والثلاثين من «مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط» التي اختُتمت الشهر الماضي.

والجدير بالذكر أنّ الفيلم ترشح لـ 11 جائزة.

قصة يوسف تلخص حال بلد متعب وحال شبابه الباحثين عن الغد بأي طريقة كانت. حاكى مشاكل البيئة الإجتماعية بدون تجميل، وصوّر الأحياء الفقيرة بشبّابها الساعين وراء ما تبقى لهم من حلم بكل واقعية.

“من ٣ سنين كنت روح عالسينما وإحضر متل أي حدا، كنت اصنع أفلام قصيرة، وكنت شوف أفلام “Marvel” وأضخم شركات العالم. اليوم، بهوليوود، كنت على نفس المسرح مع مخرجة فيلم “Eternals” إنتاج “Marvel”، كرموها، وربح فلمي “يوسف” جائزة لجنة التحكيم. نحن شباب آمنا ببعض، مش بالمستحيل”، منشور كتبه كاظم أمس ليعيد نشره شباب كثر، افتخروا به من ناحية ومن ناحية أخرى كان لهم أمل في الظلمة التي نعيشها هنا، في هذه البلاد.

وفي حديث لموقع بنت جبيل مع المخرج كاظم فياض أشار إلى أنّه لم يكن يرسم أيّ توقع عما سيحصده الفيلم، بل كل ما كان يملكه هو الطموح وهذا وحده كان كافياً لوصولهم اليوم إلى هنا بحسب تعبيره.

ولفت إلى أنّ جزء كبير من الذين سيشاهدون الفيلم لاحقاً، سيشعرون أنّهم  جزء منه وسيلامس حياتهم، كون نسبة الفقر زادت ليس فقط في لبنان إنما في عدة بلدان عربية أخرى.

واعتبر أنّ وظيفة الفيلم ليست فقط إيصال الصوت، إنما مساعدة من يشاهد أيضاً على رسم معالم الطريق والإستمتاع بما يراه.

ولفت فياض في حديثه إلى أنّه يسعى وفريق العمل ككل ليس فقط لإعطاء الأمل للشباب، إنما لمساعدتهم على أرض الواقع، مؤكداً أنّه سيستثمر كل ما حققه من روابط ونجاحات لفتح مجالات لهم. “عليك أن تكون التغيير الذي تريد أن تراه في العالم”، بهذه الجملة يختصر فياض ما يسعى إليه في الأيام القادمة.

فالعمل تعرض لعراقيل من جهات وأفراد، ولكن ما يريده الفريق اليوم هو العكس، يريدون فتح آفاق ومساعدة من يريد الوصول، الأمل وحده غير كافٍ.

محاولة إثر محاولة، طموح اجتمع بآخر وشباب آمنوا بمواهبهم وقدراتهم لينتجوا أبعد من فيلم مدته ساعة ونصف الساعة، أنتجوا حلماً بدأ من بلد لا يؤمن بنفسه حتى يؤمن بشبابه. وصلوا إلى مسارح كانوا يرونها من خلف الشاشات، وقفوا هناك وأثبتوا أنّ المستحيل لا ينتج فناً ونجاحاً، وحده الطموح والمحاولة مرة تلو مرة تنتجان ذلك وأكثر.

ربما كثر من يملكون الموهبة، ولكن قلة من يملكون الطموح ويرسمون له الطريق بدلاً من “النق” من حال البلاد والعباد. وكثر “يفشلون”، ولكن قلة أولئك الذين يحاولون مرات ومرات إلى أنّ يمسكوا النجاح بأيديهم وقلوبهم.

زينب بزي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!