لماذا ندفع كل فواتيرنا بـ«الدولار» والرواتب بالليرة بسعر 1500 أو 3900 أو ليرة!

صدى وادي التيم- إقتصاد/

يسأل المواطن اللبناني لماذا يترتّب عليه دفع كل مدفوعاته من كهرباء المولّد الى قارورة الغاز وما بينهما على سعر صرف الدولار في السوق السوداء، بينما هو يتقاضى راتبه باللبناني بسعر 1500 أو 3900 أو ليرة مناصفة أو غيره؟ نتحدث هنا عن شريحة واسعة من الناس لا تتقاضى رواتبها بالدولار الأميركي ولا تتلقّى أية تحويلات من الخارج تمكّنها من الصمود في هذه الأزمة القاسية! أليس توحيد سعر الصرف هو مطلب صندوق النقد الدولي؟ والى متى سنستمر بعدّة أسعار للصرف 1500 و3900 و12000 على المنصة.

مصدر مطّلع شرح انه مع وجود النشرة اليومية الصادرة عن مصرف لبنان على سعر الصرف الرسمي للدولار الأميركي 1507.5 ليرات يحق للناس الصرف على هذا السعر ودفع مستحقاتهم، خصوصا بدل الإيجار، وإذا لم يوافق المستحق يمكنهم إيداع الأموال عند كتاب العدل، واعتبار انه تم التسديد. أما إذا قررنا إلغاء هذا الأمر فوجب على حاكم مصرف لبنان التوقّف عن إصدار هذه النشرة اليومية غير الواقعيّة التي نسمعها عن السعر الرسمي للدولار الأميركي.

ورأى المصدر ان الموظف يجب أن يأخذ الأجر العادل، خصوصا مع هذه النسبة الهائلة من التضخم المترافق مع ركود اقتصادي متوسع، لكن مشكلة لبنان ان الاحتياطات من العملة الصعبة غير متوافرة في السوق الحقيقيّة، مما يعني أنّ أيّ تصحيح واقعي للأجور يعني ارتفاع مضطرد في حجم الكتلة النقدية بالليرة، ولن يرافق ذلك أي زيادة في الكتلة النقدية الدولاريّة المُتاحة والمعروضة في سوق القطع الحقيقيّة، وهذا الواقع يؤدّي الى كمّ زائد من الليرات مقابل كمّ قليل لا بل نادر من الدولارات، الأمر الذي من شأنه التسبب بتراجع سعر صرف الليرة اللبنانية، وبالتالي يبدد مفعول أي زيادة.

ويلفت المصدر المالي الى ان مشكلتنا الكبيرة هي بفقدان 120 مليار دولار لودائعنا في القطاع المصرفي اللبناني، وللأسف الكل يتغاضى عن هذه المشكلة، والمسؤولون في السلطة التنفيذية يتحدثون أنْ لا مال لدينا وكأنهم يقصدون «لن نحقق عن الأسباب فيما وصلنا إليه»! ويؤكد المصدر انه وجب علينا الإدراك ان لا أحد يمكنه التعويض علينا لهذه الـمليارات؛ لا صندوق النقد ولا أي دولة أخرى. من هنا نقول انها يجب أن تكون هذه النقطة المنطلق لأيّ حكومة، ونعني المحاكمة والمصادرة وسجن من تسبب بهذه الخسائر واسترداد ما يمكن استرداده، و بغير هذه السيولة لا يمكن للإقتصاد إستعادة ولو جزء بسيط من عافيته السابقة.

أما الإجابة على سؤال توحيد سعر الصرف ووفقًا لأي رقم، لفت المصدر انه من غير الجائز الكلام عن رقم بسبب العرض والطلب والثقة، مما يعني أيضاً إلغاء كل المنصات ونشرات مصرف لبنان الرسميّة، ونتوقف فقط عند نتيجة تفاعل العرض والطلب في سوق القطع الحقيقيّة وضبط إيقاعها الدائم، والمسؤول الأول والدائم عن هذا الأمر هو المصرف المركزي، الّذي بات مشلولا وغير قادر على التدخّل في هذه السوق، مما يعني ان أضعف مضارب في السوق الحقيقية أصبح أقوى من المصرف المركزي في لبنان.

إذا توحيد سعر الصرف ليس بالتصريحات بل يحصل نتيجة السعر بفعل العرض والطلب في السوق الموازي. ويتابع المصدر، إذا كان المواطن مستمر حتّى اليوم فبسبب بعض المساعدة التي تصله من أقرباء يعملون خارج لبنان، هذا إذا كانوا لا زالوا في عملهم. وختم المصدر بالقول ان البلد وصل الى طريق مسدود، والحل لن يكون إلا بطريق ومسار جديدين يناسب اللبنانيين، والاستقرار في لبنان الأمل الوحيد بالإنقاذ قد يكون عن طريق الانتخابات النيابيّة، شرط أن تجري تحت إشراف دولي يشهد على سلامة الفرز والنتائج وإلا لن يتغيّر شيء إذ لا ثقة بالموجود.

كوثر حنبوري – اللواء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!