الأزمة الاقتصادية تنعكس على مزارعي حوض الحاصباني
خاص صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /
يعاني القطاع الزراعي في منطقة حاصبيا كما كافة القطاعات من أزمات عدة نتيجة الخضّات الإقتصادية المتتالية التي يعاني منها لبنان.
فتداعيات الأزمة التي تجتاح لبنان منذ بداية عام 2020، والتي تتصاعد يومياً، طالت القطاع الزراعي أيضاً. ولا يُخفى على أحد أن عدداً كبيراً من سكان القضاء يعتمدون بالدرجة الأولى لتأمين معيشتهم على الزراعة، فمعظم السّكان يعتمدون بنسبة 75% على زراعة شجر الزيتون، في حين يعتمد الباقون على المنتجات الزراعية من حوض الحاصباني، الذي يُنتج أجود أنواع الخضار والفواكه والتي كانت فيما مضى تكفي الإستهلاك المحلي والباقي يتم تصديره إلى الدول العربية لتمتعها بمعايير عالية الجودة.
واليوم ومع إرخاء الأزمة الإقتصادية رحالها وما تبعها من إرتفاع لسعر صرف الدولار، وأسعار المبيدات وارتفاع سعر إجرة اليد العاملة وارتفاع اسعار الوقود، ما انعكس سلباً على سعر التصدير إلى الخارج.
فالمزارع الحاصباني يجد صعوبة في تأمين المازوت للإنتقال إلى بستانه أو لري مزروعاته. كما أن ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في الأسواق، خفف من القدرة الشرائية لدى المواطنين فأصبحت من الكماليات بعد أن كانت من الضروريات، ما أدّى إلى كساد مواسم عديدة وعدم التمكن من تصريفها لا في السوق المحلي ولا حتى مجرد التفكير في تصديرها للخارج.
للإطلاع أكثر على المشاكل التي يعاني منها المزارع الحاصباني كان لابدّ من القيام بجولة على أصحاب البساتين لمعرفة المزيد عن المشاكل التي ضربت هذا القطاع الحيوي.
المزارع فارس الحمرا، مالك أحد البساتين بالقرب من نهر الحاصباني أطلق صرخة وجع، تحدث فيها عن معاناة القطاع الزراعي والمزارعين وبالأخص المزارعين الصغار الذين لا يمكنهم المتابعة والإستمرار في ظل هذه الظروف الصعبة. وأضاف: ” اضطررنا لبيع منتجانتا في الأسواق المحلية بأسعار متدنية جداً، وكلن كان ذلك أفضل من رميها بالنفايات أو تركها في أرضها”.
كما لفت الحمرا إلى أن أسعار مبيدات الحشرات أصبحت خيالية، ولا يمكن حماي إنتاجهم من الحشرات والأمراض السنوية ولا قدرة لهم على شرائها بسبب ارتفاع أسعارها، ما يهدّد بالتالي موسم الخضار والفواكة التي تشتهر بها بساتين “حوض الحاصباني”.
وما “زاد الطين بلة” إرتفاع أسعار المحروقات الجنوني بحيث تراجعت نسبة الري المعتادة بسبب صعوبة استخدام المولدات كما السابق لضخ المياه من مجرى النهر إلى البساتين المجاورة.
وتابع الحمرا: “حتى أن التجار المصدرين للخضار والفواكه إلى خارج لبنان، وبالأخص الدول العربية لم يبدوا أي إهتمام بشراء المواسم بسبب ارتفاع تكلفة التصدير والنقل، ما أدّى إلى كساد إنتاجنا أيضاً، ولم نحقق أي أرباح تُذكر بل تكبدنا خسائر كبيرة.”
الحمرا أمل من الجهات المعنية الإلتفات إلى المزارعين الصغار ومتوسطي الحال وتخصصيهم بمساعدات فورية، أو على الأقل تأمين الأدوية والمبيدات وكذلك المحروقات بأسعار مقبولة حتى لا تزيد شريحة الفقراء في لبنان. ولا يمكن لمزارع أمضى جزء كبير من حياته وهو يعتني بأرضه، أن يراها تضمحل وتموت أمام عينيه.
تحقيق:زياد الشوفي – صدى وادي التيم