مندوب مبيعات خدع أكبر شركات العالم وحقق ثروة طائلة

صدى وادي التيم- متفرقات/

روبرت تايلور من مواليد 1935،حاصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد، وكان يعمل في شركة التجميل الشهيرة “جونسون آند جونسون”

في عام 1964 ترك مندوب المبيعات الأمريكي “روبرت تايلور” عمله في شركة مستحضرات التجميل “جونسون آند جونسون” ليؤسس شركته الخاصة التي أطلق عليها اسم “مينيتونكا كوبوريشن” لصناعة الصابون ومستحضرات التجميل، مستعينًا في ذلك بمدخراته التي لم تتجاوز حينها الثلاثة آلاف دولار.في عام 1977 لاحظ “تايلور” معاناة المستهلكين الأمريكيين من الفوضى التي يسببها الصابون الصلب في الحمامات، ومن هنا خطرت له فكرة صناعة صابون سائل، في هذه الأثناء كان الصابون السائل موجودًا بالفعل، لكن دون انتشار على نطاق واسع، لأنه كان يستعمل في استخدامات أخرى غير غسل الأيدي.طوّر “تايلور” تركيبة خاصة من الصابون السائل الذي أطلق عليه اسم “سوفت سوب”، وقرر تعبئته في زجاجات صغيرة بها مضخات من أجل طرحها على نطاق ضيق في السوق المحلي لقياس رد فعل المستهلكين، ولحسن حظه كانت النتائج أكثر من رائعة، واختفى الصابون من على أرفف المتاجر في فترة قصيرة.

في العام 1979 أصبح “تايلور” مستعدًا لطرح صابونه السائل في كامل الولايات المتحدة، ولكنه كان خائفًا من قيام الشركات الكبرى في السوق مثل “جونسون آند جونسون” و”بروكتر آند جامبل” بتقليد منتجه، وسرقة السوق الجديد الذي خلقه بنفسه في لحظة، مستعينة في ذلك بإمكاناتها الإنتاجية والتسويقية.وفي ضوء عدم وضوح مستقبل الصابون السائل، كان من المنطقي بالنسبة للشركات الكبرى أن توفر أموالها وتراقب رد فعل السوق تجاه منتج “تايلور” الذي لا يوجد به جديد سوى أنه معبأ في زجاجة بها مضخة، وتدعو الله أن يفشل، حيث إن نجاحه سيكون على حساب مبيعات سوق الصابون الصلب الذي يسيطرون على سوقهكانت هذه الشركات تترقب نجاح “تايلور” لتدخل السوق بشكل سريع وتحصل على حصه سوقية كبيرة وذلك لقدرتها العاليه في الإنتاج والتوزيع.عام 1980 طرح “تايلور” المنتج في كامل الولايات المتحدة و حقق مبيعات تجاوزت 39 مليون دولار في العام الأول.. فبدأت الشركات مسرعه لدخول السوق و مزاحمة “تايلور”ولكن واجهتهم مفاجأة غير سارّه!!

قبل أن يطرح “سوفت سوب” في السوق، ذهب “تايلور” إلى الشركتين الوحيدتين في الولايات المتحدة اللتين تصنعان المضخات التي توضع على زجاجات الصابون، واشترى منهما كامل إنتاجهما لمدة عامين مقبلين، ودفع لهما 12 مليون دولار مقابل 100 مليون مضخة، وقام بإطلاق حملة إعلانية بقيمة 8 ملايين دولار.

في أول عامين سيطر “تايلور” وحده تقريبًا على سوق الصابون السائل في الولايات المتحدة، مما ساهم في ارتفاع إيرادات الشركة لتصل إلى 96 مليون دولار في العام الثاني

عام 1987 باعت الشركة حقوق بعض منتجاتها لشركة “كولجيت” ب 61 مليون دولار وبعدها بعامين تم بيع كامل الشركة ل “يونليفير” ب أكثر من 376 مليون دولار.إلى يومنا هذا، تُدرس خطة “تايلور” الماكرة في الكثير من كليات إدارة الأعمال حول العالم باعتبارها واحدة من أذكى الخطط التجارية في القرن الماضي.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى