من صفحات التاريخ: معركة المسيفرة – جبل العرب

 

صدى وادي التيم – متفرقات /

لم يكن يوم المسيفرة مثل بقية الأيام في الثورة السورية الكبرى عام 1927.
سطر الثوار أروع البطولات في مواجهة العدو المحصن مدعوماً بمستودعات لا تنضب من أحدث الأسلحة و ذخيرتها و مغطى بطائرات ألقت قذائفها على أرض المعركة و أحرقت الأخضر و اليابس و رمايات المدفعية الثقيلة و الأرض المكشوفة التي لا تستر الأعمال القتالية.
رغم هذا تمكن الثوار صبيحة 17 أيلول 1925 التقدم في أرض المعركة و تكبيد العدو الخسائر الفادحة .
صحيح أن الثوار لم يتمكنوا من دخول المعركة ليلاً حيث قاموا بهجوم نهاري لسحق قوات العدو المتحصنة مما إضطرهم للتراجع تحت ضغط نيران المدفعية و قصف الطيران .
تراجع الثوار إلى تلول خليف و أرسلوا فصائلها تهاجم الجناح الأيسر و الغربي للحملة حيث تمكنوا من قطع طرق إمداد الحملة .
عصراً تقدمت كتيبة الفرسان الفرنسية و هاجمت الثوار الذين دخلوا المسيفرة و إشتبكوا مع الكتيبة بمعركة قل مثيلها بالتاريخ و صدوا هجوم العدو في وقت قصير و خرج الثوار من القرية و قد ملؤوا الأرض بجثث الحملة الفرنسية و غنموا الكثير من الجياد و الأسلحة الفرنسية .
أستشهد 250 من الثوار بينهم مشايخ و منهم الشيخين سعيد الحجلي و سعيد الحناوي و الشيخ سلمان حمزة و أبناءه الأربعة و يوسف و سليمان و مهنا و سليم نصر الدين و عطالله العودة من مسيحيي أم الرمان و من الحوارنة محمد الزعبي و حمد الموسى و عبد الحميد المصطفى حيث أُعدموا بالرصاص في ساحة البلدة بحجة مساعدة الثوار.
شارك العديد من قادة الثورة في هذه المعركة و منهم محمد عز الدين و سليمان نصار و نزيه المؤيد و سرحان أبو زكي و حمزة درويش و عبد الغفار الأطرش .
إن هجمة الثوار في أرض مكشوفة و نشوة نصرهم في معركتي الكفر و المزرعة و تقديرهم أنهم يستبقون تقدم الحملة بإتجاه السويداء وإيقاع خسائر فادحة بها .
إن كثافة المدفعية و الطيران الفرنسيين كانت سبباً من أسباب خسائر الثوار الكبيرة .
إتخذت قيادة الثورة قراراً بتجميع بيارق القرى و حشدها من جديد لمنازلة حملة غاملان أثناء تقدمها بإتجاه السويداء.
ألقت الطائرات الفرنسية أثناء تقدمها منشورات تدعو فيها الثوار لإلقاء السلاح و التوجه لأراضيهم لزراعتها و جني محاصيلها .
أجابهم قائد الثورة سلطان باشا الأطرش ببيان،
تذكرون و تتباهون بمضاء سلاحكم في معركة المسيفرة و لم تذكروا عزائم الرجال الذين غنموا سلاحكم في عقر إستحكامكم و سحبهم جيادكم من أيدي أصحابها المقتولين
فنحن نقاتل دفاعاً عن الشرف القومي و الحرية لبلدنا .
إن خسائر الفرنسيين حسب شهود عيان أكثر من 500 قتيل
أما الريس فقال : إن معركة المسيفرة تعد مفخرة لأبناء معروف .
أما دوتي في كتابه الفرقة الجهنمية فقال :
لقد كان المجاهدون الدروز بارعين لا يعرفون التعب في الزحف يدخلون معسكراتنا و يخطفون بندقية جندي غافل و يفرون بسلاحه بعد أن يحزوا عنق صاحبها و عندما إنطلقت نيران كشافاتنا و كانت الأرض تموج بهم كأشباح تزحف بصمت و عندما إنكشف سرهم تعالت هتافاتهم .الله أكبر.الله أكبر كانوا يتدفقدون و الأرض تميد تحت أقدام مشاتهم في المقدمة و فرسانهم خلفهم و حملة الرايات و قاداتهم و كلهم يرتدون ستر قصيرة و كوفيات ملونة و مع غزارة نيران مدفعيتنا و رشاشاتنا إلا أنهم تقدموا بإتجاهنا بهجوم صارم مستميت و تغطت سطوح القرية بقناصاتهم و كانوا يتقدمون بأرض المعركة من حجر إلى حجر و من جدار إلى جدار يندفعون نحونا و الحقيقة أنهم ماتوا و هم واقفون و رأينا جرحاهم يتقدمون و عشرات الرصاصات في أجسامهم و كانوا يهاجمون بدون سلاح و كان شيوخهم يتحدون نيراننا و يتقدمون بإتجاه أسلاكنا و يقفزون من فوقها و لحاهم تغطي صدورهم و قسم من قتلاهم ملتصق بالأسلاك الملوثة بدمائهم…..

من وقائع وأحداث الثورة السورية الكبرى.
الثورة السورية للسفرجلاني..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى