بكم تباشير الخير، كتاب مفتوح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
عندما تجتمعون ترتاح قلوب العرب جميعاً وقلوبنا نحن اللبنانيون، لكم أخ عربي اسمه لبنان لطالما نعم بخياراتكم عليه ولطالما كانت أسس العلاقة الأخوية المتينة راسية بصلابة فكانت الطمأنينة تعم وكان لبنان دافئاً بعطاياكم وحرصكم عليه زاده مكانة بين كل إخوته فكان وجه بيروت مضاءً بضياء وجهكم.
نعم، لا أحد يمكنه أن ينكر مكرماتكم على لبنان والشعب اللبناني ممتن لكم ولا يزال وسيبقى لأن الحضن العربي يأخذ امتداده منكم فأنتم مملكة ودول عربية نافذة كنتم العين الساهرة على إزدهار لبنان على كل الأصعدة وبفضلكم تحول إلى واحة ولوحة جميلة في هذا الشرق ومحبتكم لبيروت أعلت من تقديرها في العالم العربي وأمام المجتمع الدولي،أنتم صمام أمان لبنان على كل الصعد وبكم وبمباركة إخوته العرب يمكنه أن ينهض من كبوته ويعود مجدداً كسابق عهده.
ولكن،لكم الحق في معاتبة لبنان لأن العتاب يأتي على قدر المحبة، لكن، لا تعاتبوا الشعب لأن كل تدفقاتكم للبنان ضاعت بسبب سياسييه الذين استغلوا طيبة قلبكم ولم ينجزوا شيئاً سوى ملء جيوبهم فيما أفقروا الشعب وسببوا بإنهيار الدولة والوطن بعد أن جردوه من مقومات العيش الكريم والصمود والتطور.صبّوا جام غضبكم على الطبقة السياسية لكن لا تغضبوا من شعبٍ يرى فيكم الأمان ويلتمس منكم المحبة الخالصة دون قيد أو شرط،والعتاب، والشعب اللبناني يتفهم، يأتي على قدر المحبة.
نناشدكم اليوم أن تجتمعوا لأجل لبنان الشعب والحضارة والثقافة،نناشدكم أن تعيدوا لبنان الوطن والشعب إلى أحضانكم بمباركة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ودولة قطر وبالتفاتة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي لم يبخل يوماً على لبنان.
لبنان اليوم ضعيف يئن بسبب سياسات هوجاء عجلّت في انهياره وأتاحت للطامعين بالإمتداد فيه ولمن يريد الإنتقاص من سيادته بالإمعان في الإنقضاض عليه وهذا ما يشهده لبنان وشعبه من حصار إيراني يخنق عليه براً وبحراً فأصبحت الدولة مخترقة والوطن مشلع والشعب يرزح تحت ضغوطات معيشية تفوق كل تصور، هذا الشعب الذي يحبكم وابتسامته لكم تنبع من قلبه.
نناشدكم أن لا تتركوا لبنان يتخبط، أن لا تسلموه لمشاريع مشبوهة في المنطقة، نناشدكم أن تنتشلوا الشعب من حفرة عميقة أوقعه فيها من يريد السيطرة على لبنان سياسياً وجغرافياً ويشوه وجهه العربي.نعلم جيداً أنكم لستم مطمئنين للطبقة السياسية الحاكمة لكن دعمكم للشعب لم يتوقف مرة ونحن كشعب ندعوكم للإستثمار في الشعب عبر مشاريع تنموية ترفع من مستوى التغذية الكهربائية والمائية وترميم البنى التحتية وتعيد للمرفأ حيويته كما ندعوكم للمساعدة في إعادة النبض للقطاع الصحي والتربوي والمعيشي عبر الدفع باتجاه تطبيق الإصلاحات مع المجتمع الدولي الذي لوّح مراراً وتكراراً بأن العقوبات على ناهبي لبنان والفاسدين آتية بطريقها ولكن على ما يبدو طالت الطريق والشعب قد تعب،كل خطوة تخطونها تجاه لبنان فلتكن خطوة تنموية لا توصل المال إلى جيوب الفاسدين بل مباشرة للشعب والسبل موجودة والطرق عديدة واللبنانيون أوفياء لمن يمد لهم يد المساعدة وسيدهشونكم بسرعة إنتعاشهم إن مددتم لهم حبل النجاة.
لا تتركوا لبنان فريسة للظلمات، ضعوا لبنان وشعبه نصب أعينكم وانقذوه بخطة شاملة فلا أحد قادر على ذلك إلا أنتم برقيكم وقدرة كوادركم الدولية على وضع خطة إنقاذية للبنان، لبنان في هذه الأزمة القاتلة يرى فيكم الخلاص فلا تشيحوا بوجهكم عنه بل قابلوه في منتصف الطريق وانقذوه من أشواك تريد ابتلاعه، لبنان يناديكم وشعبه يناجيكم وبكم تباشير الخير والشهامة والإغاثة فلا تتركوا لبنان، حاسبوا المسؤولين ولا تحاسبوا الشعب فأنتم لطالما كنتم خير وقوة ورقي العالم العربي.
ميشال جبور