متى تصل دبابات الفاتيكان الى لبنان؟
صدى وادي التيم – لبنانيات/
-مرسال الترس-سفير الشمال
عندما تساءل الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين ساخراً: ″كم دبابة عند بابا الفاتيكان″؟ بعدما أخبره رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في مؤتمر يالطا عام 1945، بأن ″بابا الفاتيكان قد أعلن الحرب على الزعيم النازي أدولف هتلر″، لم يكن يعلم أن بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني (وهو من أصل بولندي وعانى جداً من حكم المنظومة الشيوعية في بلاده) ستكون له اليد الطولى في إنهيار الاتحاد السوفياتي بعد أقل من خمسين سنة.
ولهذا النمط من الكلام وسواه، وبعد المؤتمر الذي دعا اليه قداسة البابا فرنسيس الزعماء الروحيين لعشر طوائف مسيحية، خطر على بال اللبنانيين من جميع الطوائف والمذاهب، وبعد الهوة السحيقة التي دُفعوا إليها، أن يطرحوا السؤال التالي: “متى ستصل دبابات الفاتيكان الى لبنان”؟ وبالمعنى المجازي، متى ستبدأ مفاعيل لقاءات الفاتيكان بالوصول إلى لبنان لوقف الإنهيار على الأقل، وبدء مرحلة جديدة من إلتقاط الأنفاس. إنطلاقاً مما قاله أحد المطارنة الموارنة بأنه “للكرسي الرسولي دور كبير في التأثير سيظهر تباعاً”، من منطلق أنه قادر معنوياً على التأثير على العديد من قادة العالم بالرغم من أن سيد اللقاء أطلق صرخة قال فيها:” كفى استخداماً للبنان لمصالح ومكاسب خارجية”، و”نطلب من المجتمع الدولي أن يوفر للبنان الذي وصفه بالحبيب الذي يشع حكمة وثقافة، الظروف المناسبة حتى لا يغرق، لأنه يجب أن يبقى مشروع سلام”!
وكأن كلامه جاء رداً على توجهات أميركية في أحد المؤتمرات الدولية حول النية بزج قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان في معمعة غير محسوبة النتائج، لجهة “توسيع مهامها الى الحدود الشرقية مع سوريا، لتشديد الرقابة على ا ل ح ز ب ”. في وقت كانت اصوات من الدولة اليهودية تتحدث عن ضرورة “تشكيل ميليشيات مسلحة في لبنان لجر البلاد إلى حرب اهلية ومواجهة ا ل ح ز ب “، إذا تيسّر ذلك.
وفي حين بدأ بعض القادة الروحيين القصف على السياسيين من حاضرة الفاتيكان بالذات، فإن البابا فرنسيس وبعد الإستماع إلى الهواجس الوجودية لهذه الفئة من المواطنين شدّد على “القادة السياسيين أن يجدوا حسب مسؤولياتهم حلولا عاجلة للازمة”، وقال:”نؤكد لإخوتنا وأخواتنا المسلمين ومن الديانات الأخرى، الانفتاح وتعزيز السلام، وهذا ليس فيه غالب ومغلوب، بل أخوة يسيرون من الصراع الى الوحدة”.
ومن الاسئلة التي يطرحها مسيحيو لبنان في سرّهم: ليت سيد الكرسي الرسولي قد استفسر من المجتمعين عمّا قدموه هم لرعاياهم في هذه المعمعة الخانقة، وعندما كان السياسيون يديرون الظهر للتفتيش عن حلول ملموسة، وبخاصة أن العديد من التسريبات الإعلامية قد وجهت لهم أصابع الإتهام بأنهم كانوا من المجموعات التي سحبت دولاراتها الطازجة الى خارج لبنان!.