لا مستحيل في العمل الانساني…من إرشيف الصليب الاحمر اللبناني – فرع حاصبيا

 

خاص صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /

في نهاية السبعينات من القرن الماضي يغزو العدو الاسرائيلي قسما من جنوب لبنان حيث يصل الى مثلث الحاصباني ومثلث برغز ويسيطر على منطقة العرقوب…
هذا الحدث الذي على اثره كان قرار الامم المتحدة بإدخال قوات اليونيفل الى لبنان لاول مرة في العام 1978…
آنذاك كنا كعمل انساني في الصليب الاحمر اللبناني في حاصبيا لا نزال طريي العود وخاصة في المهمات الصعبة… ولكنها ليست مستحيلة على شباب اقسموا اليمين للعطاء والحاجة في المنطقة كبيرة وكثيرة…
علمنا ان قرية برغز محاصرة منذ مدة وهي بحاجة ماسة الى المساعدة؛  تواصلنا مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر cicr فقام مندوبيها بالتواصل لجهة الجنوب والغرب ونحن بدورنا تواصلنا شرقا وشمالا مع الحركة الوطنية آنذاك والمنظمات الفلسطينية المتواجدة في محيط برغز وتوصلنا الى يوم هدنة لنساعد قرية برغز بعد ان درسنا الواقع الجغرافي وكيفية الوصول سيما انه لا طريق يمكن ان نسلكها سوي في الوعر عبر تلال لا نعلم ماتحويه من الغام وقنابل من مخلفات المعارك التي سبقت يوم الهدنة…
قلنا لمندوب اللجنة الدولية احضر المساعدات عن طريق البقاع الغربي حيث آخر نقطة يمكن الوصول اليها هي الدلافة وقليا ومن هناك نحن نتدبر الامر… ولكن لا طريق… سوى الوعر الخطر… والمسافة تتعدى الثلاثة كيلومترات… استعنا بنخوة اهالي الدلافة وقليا وكانوا بالغالب آنذاك فلاحين حيث استعرنا بغال ودواب وحملنا المساعدات على ضهورهم وانطلقنا امامهم حاملين علم الصليب الاحمر قلوبنا بين ايدينا وحماسنا لا يوصف لانجاز المهمة…
وصلنا بعد معاناة ووجدنا الناس في معاناة اشد من الحاجة الماسة للمساعدات ولبعض العلاج وللكثير من الطمأنينة…
بعد ساعات عدنا ادراجنا بذات الطريق الوعر… عرق يتصبب… وزنود تحمل راية لم ولن نتخلى عنها ( علم الصليب الاحمر) …
مرددين في انفسنا وللعلن الى ما وراء الواجب..
ملاحظة؛
لم يكن آنذاك من تقنيات للتصوير وما شابه فقط مندوب اللجنة الدولية صور بكامرته الخاصة صورة القافلة التي عرضت في الصحف السويسرية وكتب عليها :
لا مستحيل للعمل الانساني في حاصبيا – جنوب لبنان

بقلم شريف أبو دهن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى