بيت ثقافي في شبعا..وقصة أدهم خنجر وغيفارا

صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم/

استطاع عازف الغيتار، أسامة الخطيب، أن يبث الروح في منزل أثري مهجور عمره 120 عاماً، إذ أنقذه من الاندثار والتلاشي وأعاد ترميمه بجهد ومثابرة خاصة وفردية. والبيت ليس في بيروت، بل في بلدة شبعا الجنوبية… بيت تكتنف حجارته موسيقى الذاكرة، إذ شيّد من الحجر الأزرق، ويمتاز بقناطره الداخلية وأدراجه وأروقته، كانت تسكنه الأشباح، فبات الآن ملاذاً للدعة ومحبي القراءة والرسم.

 

البيت له قصته وذكرياته وذاكرته منذ تشييده، فصاحبه (علي الخطيب) كان من الثوار الذين شاركوا مع أحمد مريود وأدهم خنجر ووالد النائب السابق منيف الخطيب، أحمد الخطيب، في محاربة الانتداب الفرنسي في العشرينيات من القرن الماضي، وعرف عنه بأنه شارك في محاولة الاغتيال التي نفذت على الجنرال غورو في منطقة القنيطرة السورية العام 1921 وحكم عليه بالإعدام واضطر حينها أن يهرب ويسافر الى كوبا، وهناك تعرف على باتيستا وقيل أنه أكمل عمله السياسي من خلال تعرفه على تشي غيفارا وكاسترو، وساهم في الثورة الكوبية، وما لبث أن انقطعت أخباره، كما يقول أسامة الخطيب.. ربما قصته مثل قصص آلاف المهاجرين اللبنانيين الذين جابوا أصقاع الأرض بحثاً عن عالم جديد وحياة جديدة، وتركوا خلفهم ذاكرة يصعب محوها..

 

بقي بيت علي الخطيب الذي اشتراه أسامة من ورثته، وأعاد ترميمه من دون اضافات أو تشويه، مع المحافظة على كل التفاصيل والأدوات والأثاث الذي كان موجوداً فيه، ويسعى لإضافة أثاث جديد من الطراز والنوع نفسه من بعض العائلات التي ما زالت تحتفظ بأثاث قديم. إلى جانب تحويل البيت إلى مركز ثقافي تراثي فاعل، عند أطراف جنوب لبنان، حيث يغيب المشهد الثقافي بالكامل ويحضر الترقب والمراقبة، بين الخط الأزرق ومنطقة عمل اليونيفيل، الخ… وتفعيل الثقافة في تلك المنطقة، يكون من خلال تشجيع المطالعة وإقامة دورات تدريبية أو مسابقات في الرسم بالتعاون مع الفنان حسين ماضي وغيره، وربما عرض أفلام والسعي الى جمع الحكايات التراثية التي يحفظها المجتمع في تلك المنطقة وتدوينها حفاظاً عليها من الاندثار.

 

ولهذه الغايات كلها، كان التواصل مع الفاعلين في المجال الثقافي، والخطوة الأولى كانت من إعلان عبر فايسبوك: “الى كل مثقف أو فنان يؤمن بأهمية نشر الثقافة والفنون وتأثيرهما الايجابي على كافة الفئات العمرية، والى كل من يحب ان تكون له بصمة في هذا المجال ويرغب في التبرع بكتب، أدوات رسم، آلات موسيقية، أو أعمال فنية لمركز “بيت ثقافة وفنون” يمكنكم مراسلتنا والتواصل معنا. ان هدفنا هو تثقيف الأطفال والشباب وتنمية حب المطالعة لديهم، اضافة الى تعليم الفنون المختلفة، وإثراء المكتبة العامة في المركز. إن هذا المشروع قائم بمجهود فردي ويقدم خدمات مجانية او شبه مجانية. كما ندعو الأصدقاء الفنانين الى زيارة “بيت ثقافة وفنون” والإقامة المجانية للاستمتاع بالجو الثقافي والفني والطبيعة الرائعة”.

 

البيت الثقافي في شبعا، أبرز ميزاته انه في منطقة بعيدة عن المدينة، خارج مركزية الثقافة السائدة، يشجع المهتمين على التجول في لبنان والتعرف على مناطق جديدة، خصوصاً منطقة شبعا، التي تحولت مزارعها الى قميص عثمان في الصراع الإقليمي. وسيوفر هذا البيت الجديد، إلى جانب القراءة والكتابة، مجموعة من الدورات التدريبية وحصصاً لتعليم الأطفال الموسيقى واللغة.

المصدر : المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!