البضاعة المدعومة تبخّرت، وفروقات الأسعار خيالية بين تعاونية وأخرى!
يستنزف “المواطن” وقته في البحث عن المدعوم، لا شيء يشغله غير ايجاد سكر ورز، في زمن بات الحصول عليهما أشبه بمعجزة. ففي ظلّ ارتفاع اسعار كلّ السلع بشكل جنوني تصبح هرولة المواطن خلف المدعوم مشروعة، فأي مصير ينتظره؟ وما الذي ينتشله من ازمة الفقر والبطالة الواقع في قعرها؟
كل ذلك يدفعه لعدم الثقة بشيء، يرى أنّ الكلّ استغله، من الطبقة الفاسدة، الى النظام الذي أتاح سرقة مدخرات الناس، حتى بات الكل يتمنّى لو ارتضى ضريبة الـ4 دولار على الـ”واتساب” بدل الوصول الى جحيم الفقر والعوز والغلاء والوباء..
لا يكفيه فقدان المدعوم من السوق الا وتقابله فروقات الاسعار الخيالية بين متجر وآخر وبين فرع وآخر، وكلّ ذلك يحصل على مرأى من مراقبي الاقتصاد الذين ينحصر دورهم بالقيام “بكبسة” ينتهي مفعولها الرجعي بعد رحيلهم، فكلّ شيء يعود الى حاله. فسعر علبة الفول في نفس المتجر بفرعين يزيد الفي ليرة، اما السكر في الفرع الاول فلامس الـ49 الفاً فيما سعره في الثاني 42 الفاً. هذا في السلع الاساسية، اما السلع الأخرى فحدّث ولا حرج طالما الرقابة غائبة فيما المواطن يقرأ السعر ويصفّر وسلّته فارغة.
“شو في لنشتريه، ما كل شي غالي أو مش موجود”، هذا ما يردّده زبائن السوبرماركت الذين تراجعت أعدادهم الى اكثر من 80 بالمئة. وحدها السلع المدعومة التي تحضر لدقائق تُحدث عجقة، وما عدا ذلك “ما في أمل”. معظم الناس فقدوا الثقة بكل شيء يقول يوسف “ما بقى عنّا وطن، وما بقى عنّا شي ناكله، شو ناطرنا؟ اكيد الاسوأ”، يعلّق أحدهم. فالرفوف باتت شبه فارغة، معظم السلع مفقودة، فالبضائع شحيحة لا تكفي اياماً ان بقيت هكذا، سيما واننا مقبلون على شهر رمضان، وهذا ما يؤرق سلوى التي تعلّق “هلّق الاسعار نار فكيف بشهر رمضان، شو بعد في ما شفناه”؟
المدعوم تبخّر، فوِفق مصادر فإنّه “محصور بمتجر وحيد، أما باقي المتاجر فيفرض عليها التوقيع على فواتير مدعومة، ولكنها لا تحصل عليها، تستفيد منه جهة واحدة فقط”. وبحسب صاحب سوبرماركت في النبطية فإنهّ طالب مراراً وتكراراً بحقّه بالسلع المدعومة، غير أنّه كان يوقّع على فاتورة المدعوم ولكنّه لا يحصل عليه تحت حجج وذرائع واهية، ويفيد بأنّ كثراً وقعوا في الفخّ، اما المواطن فطلعت براسه”.
وازاء الانشغال بالبحث عن المدعوم، كان “كورونا” يتفشى في القرى بشكل خطير. كل القرى لامست الخط الاحمر بأعداد الإصابات، معظمهم من المتحوّر الجديد، مع عوارضه المخيفة ايضاً، وهذا ما يؤكّده مدير عام مستشفى نبيه بري الجامعي الدكتور حسن وزنه الذي ذكّر الناس بضرورة التزام القواعد الصحّية لتخفيف أعداد الاصابات، ولفت خلال اعتصام الجسم الطبي داخل المستشفى الذي دعت اليه النقابة الى اعتبار وفيات “كورونا” من الجسم الطبي شهداء، مطالباً بإعطائهم حقوقهم المشروعة لتضمن بقاءهم في لبنان، والحدّ من هجرة الاطباء نتيجة الوضع الاقتصادي المزري، ولتثبيتهم في وطنهم لمواجهة “كورونا”، فالوباء يحتاج الى تضافر جهود الاطباء معاً، ومع خسارة الاطباء نفقد القدرة على المواجهة”. وطالب الدكتور عباس ابو عباس بـ”تحسين مكانة الطبيب واعطائه حصانة سيما وأنّ الاطباء جنود الدفاع الأول في مواجهة “كورونا” وسقط عدد منهم شهداء”.