بارقة أمل.. هل تنهي هذه الحبوب كابوس كورونا بنهاية 2021؟
صدى وادي التيم – طب وصحة/
يتسابق العلماء حول العالم في جهود التوصل لعلاج فعّال يمكنه أن ينهي كابوس فيروس كورونا الذي أصاب الكرة الأرضية بالشلل وقضى على حياة الملايين. فمع السباق العالمي الجاري حاليا للوصول لأكثر اللقاحات فعالية ضد الفيروس، هنا سباق ماراثوني مواز للتوصل لعلاج نهائي للقضاء على كوفيد-19 المؤرق لملايين البشر حول العالم.
فبحسب آخر الإحصاءات، فإن أكثر من 120.41 مليون شخص أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليونين و790,275.
وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019.
وتخضع حاليا علاجات فموية لكوفيد-19، عبارة عن حبوب، لتجارب المرحلة الثانية من التجارب السريرية، وإذا نجحت، فقد تكون جاهزة بحلول نهاية العام، بحسب تقرير نشره موقع “ميدسكيب” Medscape الطبي الأميركي مؤخرا.
فحتى الآن، لا يوجد علاج لكوفيد-19، والعلاج الوحيد الذي تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية هو عقار “ريمديسيفير” الذي لا يتعامل مع المرض بل مع أعراضه، ويعطى للمرضى الذين استدعت حالتهم دخول المستشفى، ويجب إعطاؤه عن طريق الوريد.
وانتعشت الآمال خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، بشأن وجود حبة دواء لتخليص أجساد مرضى كوفيد-19 من الفيروس، وذلك عندما تم تقديم نتائج التجارب المبكرة لعقار “مولنوبيرافير”، الذي طورته شركة “ريدهيل بيوفارما” RedHill Biopharma الأميركية، في مؤتمر “الفيروسات القهقرية والعدوى الانتهازية” الذي يعقد سنويا في الولايات المتحدة، ويحضره الآلاف من كبار الباحثين والأطباء من جميع أنحاء العالم، وعقد بنهاية الأسبوع الماضي افتراضيا بسبب ظروف كورونا، بحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”.
وتم خلال المؤتمر تقديم نتائج المرحلة الثانية من التجارب السريرية لهذا العقار المصمم لمرضى فيروس كورونا، والذي يفعل ما يفعله عقار “أوسيلتاميفير” (تاميفلو) لمرضى الإنفلونزا.
ووفق تقرير موقع “ميدسكيب”، فإن الدراسة التي عرضت خلال المؤتمر أظهرت أن الحبوب قللت بشكل كبير من الفيروس المعدي لدى المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض كوفيد-19، وكانت نتيجة اختبارهم للفيروس إيجابية.
وبعد 5 أيام من العلاج، لم يكن لدى أي من المشاركين الذين تلقوا “مولنوبيرافير” فيروس يمكن اكتشافه، في حين أن 24% من مجموعة المقارنة الذين تلقوا العلاج الوهمي كان لا يزال لديهم الفيروس.
وتطور الشركة صاحبة ابتكار هذا الدواء، نوعين آخرين عن طريق الفم: أحدهما لعلاج عدوى كوفيد-19 الشديدة للمرضى المقيمين في المستشفى، والآخر للمرضى في المنزل المصابين بعدوى خفيفة.
وانتقل الأول وهو عقار “أوباجانيب”، المخصص للحالات الشديدة إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، بعد أن أعلنت الشركة عن بيانات السلامة والفاعلية الأولية في ديسمبر، وتبين في المرحلة الثانية أن الدواء آمن في المرضى الذين يحتاجون إلى الأكسجين، ويقلل بشكل فعّال من الحاجة إلى الأكسجين بنهاية فترة العلاج.
ونقل موقع “ميدسكيب” عن مدير العمليات في الشركة جلعاد راداي القول إن “الميزة الرئيسية لهذا العقار هي أنه مضاد للفيروسات ومضاد للالتهابات، ومن المتوقع الحصول على نتائج المرحلة الثالثة منتصف العام”.
أما العقار الثاني “أوباموستات”، فهو حاليا في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، ويختلف عن الأول في أنه مخصص لمرضى كوفيد-19 غير المقيمين في المستشفى، ومن المتوقع أن تكون بيانات تجاربه السريرية متاحة في النصف الثاني من هذا العام، كما يقول راداي.
وإضافة لهذه العقاقير الثلاثة توجد عقاقير فموية أخرى في تجارب لا تزال في مراحل مبكرة، ويراقب اختصاصيو الأمراض المعدية هذا التوجه بحماس شديد.
وبحسب سارة دورنبيرغ، اختصاصية الأمراض المعدية من جامعة كاليفورنيا: “نحن بحاجة ماسة إلى خيار علاجي عن طريق الفم، فهذه فجوة حقيقية في العلاج المخصص للمرضى بالمستشفى”، بحسب ما نقل عنها تقرير موقع “ميدسكيب”.
وأوضحت أنه رغم أن بعض الدراسات أظهرت فائدة الأجسام المضادة وحيدة النسيلة للوقاية والعلاج المبكر، فإن هناك مشكلات لوجيستية كبيرة لأن جميع الخيارات الحالية تتطلب إعطاء الحقن في الوريد، وإذا كانت لدينا حبة لعلاج كوفيد-19 في وقت مبكر، خاصة في المرضى المعرضين لمخاطر عالية، فسوف تملأ فجوة كبيرة. وتشير الدراسات التي أجريت على “مولنوبيرافير” إلى أنه يقلل من تكاثر الفيروس في الأيام القليلة الأولى بعد الإصابة، حسبما أفادت دورنبيرغ.
وأضافت: “سيكون من المهم معرفة ما إذا كانت النتائج تترجم إلى عدد أقل من الأشخاص يحتاجون إلى دخول المستشفى، وما إذا كان الناس يشعرون بتحسن أسرع، فأنا متحمسة للغاية لمطالعة البيانات السريرية لهذا العقار، كما سأراقب نتائج العقارين الآخرين في الأسابيع القادمة”، مؤكدة أنه “إذا نجحت هذه الأدوية، فأعتقد أنه من الممكن أن نستخدمها، ربما بموجب تصريح استخدام طارئ، هذا العام”.
من جهته، اتفق كينيث جونسون، أستاذ العلوم الحيوية الجزيئية في جامعة تكساس مع الرأي السابق في أن هناك حاجة ماسة إلى التركيبات الفموية. وتتراوح تكلفة دورة علاج واحدة لمدة 5 أيام باستخدام دواء “ريمديسيفير” من 2340 دولاراً إلى 3120 دولاراً في الولايات المتحدة.
وأعرب عن أمله في أن “نتمكن من التوصل إلى شيء أسهل قليلاً في إدارته، ودون مخاوف كثيرة من الآثار الجانبية السامة”.