نسبة المدخنين في لبنان هي من الأعلى عالميًّا… فكيف يسهم الحل الثوري البديل للسجائر في خفضها؟
صدى وادي التيم – طب وصحة/
“التدخين يقتل”، “التدخين يؤدي إلى أمراض خطيرة ومميتة”، “التدخين يسبب سرطان الفم والحنجرة”، “المدخنون يموتون بسن مبكرة”… عبارات صادمة من بين عدة تحتل نسبة 40% من مساحة كل علبة سجائر تباع في لبنان، لتحذر من مضار التدخين. ومع ذلك، يسجل لبنان أرقامًا عالية على صعيد نسبة المدخنين فيه، لا بل أرقامًا مخيفة تجعله يفقد سنويًّا أكثر عن 4,000 مواطن جراء الأمراض المميتة الناجمة عن التدخين.
قد يكون اللبناني اعتاد هذه العبارات، شأنها شأن كل المصائب التي اعتاد الصمود في وجهها، فما عاد يراها على العلبة، أو يراها ولا يكترث، لأنه يجد في السيجارة “فشة خلق”، والدليل أن أكثر من مليوني علبة سجائر تباع يوميًّا في لبنان الذي يحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث استهلاك السجائر التي يدخنها الفرد في اليوم. وكما في لبنان، تشهد دول عدة نسبًا عالية في أعداد المدخنين، وفي ظل تقاعس الكثير منها عن أداء دورها في الحد من هذه الآفة، أقدمت على هذه الخطوة أكبر شركة مصنعة للسجائر في العالم، سعيًا منها إلى مستقبل خالٍ من التدخين.
فالاستدامة هي من الركائز الأساسية في استراتيجية العمل التي تتّبعها شركة “فيليب موريس”، ومن هنا راحت تعمل على ابتكار بدائل للسجائر أقل ضررًا، وأشهرها IQOS الذي شكل ثورة في مجاله وحقق انتشارًا واسعًا. مع هذا الجهاز الذي اجتذب ملايين المدخنين البالغين من حول العالم، بات في الإمكان المحافظة على المتعة التي توفرها السيجارة، ولكن مع التخلص من مضارها ومختلف مساوئها بدرجة كبيرة. هو ليس خاليًا من المخاطر، لكنه يقلل بنسبة 95% انبعاث المواد الكيميائية الضارة الموجودة في السيجارة التقليدية، بفضل تقنيته المبتكرة التي تقضي بتسخين التبغ بدلًا من حرقه، والتي أدت إلى إحداث كل الفرق.
التسخين بدلًا من الحرق، والبخار بدلًا من الدخان، هما سر فرادة IQOS. فالحقيقة العلمية الدامغة التي يجهلها كثر تفيد بأن النيكوتين ليس المسبب المباشر للأمراض التي قد تنتج عن تدخين السجائر، بل إن المسبب الحقيقي لهذه الأمراض هي عملية حرق التبغ في حد ذاتها، لأنها تولِّد آلاف المواد الكيميائية الضارة والقاتلة أحيانًا. ومن هنا، توصلت “فيليب موريس” إلى حل رائد بعد خمس عشرة سنة من الأبحاث والدراسات وعمليات التطوير والتجارب، إذ جعلت التبغ يخضع لعملية تسخين على حرارة تصل إلى 350 درجة مئوية بدلًا من 600 درجة مئوية كما في السجائر التقليدية، فيُصدر بخارًا بدلًا من الدخان. هذه التجربة توفر نسبة النيكوتين ذاتها التي يحصل عليها المدخن عادةً من السيجارة، وبالتالي تؤمّن له حاجته من النيكوتين، ولكنها تقيه في الوقت نفسه ضرر السجائر، وإن لم يكن بدرجة مطلقة. ولأنه لا يخلّف دخانًا، فهو بالتالي لا يترك رائحةً في الفم وعلى الملابس أو الشعر وفي أماكن استخدامه، ولا حتى بقعًا صفراء اللون على الأسنان والأظافر أو مختلف قطع الأثاث والستائر والجدران، والأهم أنه يقي المحيطين بمستخدميه آثار التدخين السلبي الذي يؤدي بدوره إلى أمراض مميتة أحيانًا.
من خلال ابتكار هذا الجهاز الأنيق جدًّا بتصميمه، تدعو “فيليب موريس” المدخنين البالغين إلى التوقف عن حرق التبغ، والاستعاضة عن ذلك بتسخينه. ولكن، هي لم تصنعه لغير المدخنين، ولا لتشجيع المدخنين على عدم التخلي عن هذه العادة السيئة، بل لتقدم إلى من لا يريدون إطلاقًا الإقلاع عن التدخين بديلًا يخفف نسبة تعرضهم لأمراض خطرة من دون أن يحرمهم التجربة الحسية التي يتمتعون بها من خلال السجائر. يستخدم IQOS اليوم ما يزيد عن 11.7 مليون شخص حول العالم، وأكثر من 70% منهم كانوا مدخنين وأقلعوا نهائيًّا عن التدخين واعتمدوه بديلًا، في وقت تتوقع الشركة أن يبلغ عدد المنتقلين إليه أربعين مليون مدخن بالغ على الأقل بحلول العام 2025. وفي لبنان أيضًا، تزداد بنسبة كبيرة أعداد من أصبح هذا الجهاز خيارهم البديل، حتى بتنا لا نقصد مكانًا إلا ونرى كثرًا يحملونه ويتمتعون بطريقة استخدامه وبمذاقه، فعسى أن يسهم أكثر في تخفيف نسبة المدخنين ومعها المرتبة العالية وغير المشرّفة التي يحتلها لبنان على هذا الصعيد.